هكذا نقل كهل “الدوفيز” للإرهابيين من تمنراست إلى سكيكدة

أيدت محكمة الجنايات الاستئنافية لدى مجلس قضاء سكيكدة، الإثنين، الحكم الصادر عن ذات المحكمة الابتدائية خلال شهر مارس الماضي، القاضي بإدانة كهل يدعى “ب. م”، يبلغ من العمر 54 سنة، القاطن في بلدية الحدائق بسكيكدة، حيث حكم عليه بالسجن النافذ لمدة 7 سنوات، بعد متابعته بجناية الانخراط وتمويل جماعات إرهابية مسلحة تنشط عبر ولايات الشرق الجزائري يتزعمها الإرهابيان القعقاع والعاصمي.
وتعود وقائع هذه القضية إلى العشرين من شهر جوان لسنة 2017، على خلفية توقيف إرهابيين بإقليم ولاية سكيكدة وهما القعقاع والعاصمي، وباستغلال تصريحاتهما في التحقيق الذي أجرته معهما المصالح المختصة للناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة، تم الكشف عن المتهم في قضية الحال، حيث كان يستعمل سيارته من نوع طويوطا هليكس في تنقلاته، وصرح بأنه كان سنة 2014 في مزرعته ببني بشير، فجاءه أربعة إرهابيين يرتدون الزي الأفغاني حاملين أسلحة وطلبوا منه مساعدتهم في جلب المؤونة وبطاقات التعبئة الخاصة بالهاتف النقال، فرفض في البداية طلبهم تم عادوا إليه بعد 15 يوما وطلب منه أحدهم شراء براغ وبعض المؤونة فوافق تحت طائلة التهديد، حيث منحوا له مبلغ 6 آلاف دج نظير العمل الذي قام به، وكلفوه بالذهاب عند أهل أحدهم بعين قشرة لإحضار بعض المال بالعملة الوطنية والسفر إلى تمنراست لجلب مبلغ من المال بالعملة الصعبة مقابل 30 مليون سنتيم.
كما طلب الإرهابيون من المدان بيع كميات من العسل جلبوها له، ومنحوا له مبلغ 7 آلاف أورو وطلبوا منه تحويلها إلى الدينار وتنقل بسيارته لملاقاة أحد الأشخاص القاطن بمنطقة سريانه بباتنة، لمنحه مبلغ 10 ملايين سنتيم وقدموا له كلمة سر كي يتعرف عليه هذا الشخص بواسطتها. وعاد إلى مزرعته في اليوم الموالي على متن سيارته حيث التقى بالإرهابيين وسلم لأحدهم 8 ملايين سنتيم فسلمه هذا الأخير مبلغ مليون سنتيم مقابل خدماته. وصرح المتهم بأنه في سنة 2015 انقلب عليهم وأصبح يتعامل مع الدرك الوطني للإيقاع بهم.
وخلال جلسة المحاكمة اعترف بتعامله مع الإرهابيين لعدة مرات تحت التهديد غير أنه قام بالتبليغ وواصل التعامل مع الإرهابيين بمنطقة بيسي في طريق عزابة وهذا بتوفير المؤونة وكل ما يطلب منه تحت طائلة التهديد. من جهتها، النيابة العامة أكدت أن المتهم متورط في ما نسب إليه وأنه تعامل مع الجماعات الإرهابية خلال الفترة الممتدة من سنتي 2014 إلى 2017، وأن التهمة مستوفاة الأركان والتمست سجنه لمدة 20 سنة، كما طالب دفاعه بتخفيف العقوبة، وبعد فترة المداولة أصدر الحكم المذكور أعلاه.