-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الشروق تستنطق الرّصّاصين والمختصين بعد ارتفاع مخيف في الوفيات

هكذا يموت الجزائريون باختناقات الغاز لأتفه الأسباب

كريمة خلاص
  • 3306
  • 5
هكذا يموت الجزائريون باختناقات الغاز لأتفه الأسباب

عرسان ماتوا في ليلة زفافهما ومواليد لم يكتب لهم عمر جديد.. آباء وأطفال وعائلات أبيدت عن آخرها.. كان همهم الوحيد هو البحث عن الدفء في بيوتهم فوقعوا فرائس لقاتل لا يرحم اسمه غاز أحادي أكسيد الكربون، بعد أن أغلقوا الأبواب والمنافذ وسدّوا مخارج التهوية واستهانوا في صيانة أجهزة التدفئة لكن ليتهم كانوا يعلمون أنّ البرد لا يقتل ولكن الغاز يقتل.

رغم حملات التوعية والتحسيس التي تقودها مختلف الجهات الفاعلة إلا أنّ الغاز لا زال يقتل في الجزائر والأكثر من ذلك أن ضحاياه في ارتفاع مستمر، منهم من قضى نحبه ومنهم من زحزح عن الموت، وهو ما يتطلب تحليلا وتتبعا دقيقا لأهم الأسباب والسعي لإيجاد إستراتيجية وطنية فاعلة تتوحد فيها الجهود وتترجم في شكل قرارات إلزامية.

2019سنة كارثية من حيث عدد ضحايا اختناقات الغاز

يجمع المتتبعون والمختصون أنّ العام 2019 كان عاما قاسيا وقاتلا جدا للجزائريين، وتصدر المرتبة الأولى ضمن العشر سنوات الأخيرة، فالغاز لم يقتل في فصل الشتاء فحسب وإنما قتل صيفا وشتاء.

وفي هذا السياق أوضح ممثل المنظمة الوطنية لحماية المستهلك فادي تميم أنّ 2019 عرفت أكبر نسبة من الاختناقات بطريقة غريبة جدا خلال 10 سنوات الأخيرة.

وأفاد تميم أنّ المنظمة راسلت قبل أسبوع وزارة الصحة والحماية المدنية لإفادتها بأهم الإحصائيات والنتائج المتعلقة باختناقات غاز أحادي أكسيد الكربون.

وأضاف تميم أنّ الأسباب المؤدية للاختناقات بالغاز متعددة تصب أغلبها في خانة إهمال المستهلك لمقاييس السلامة والأمان لتركيب وصيانة ومتابعة المدافئ وسخّانات الحمام.

وفصّل تميم فادي “للأسف المواطن مع بداية الشتاء لا يجري عمليات الصيانة اللازمة ولا يعتمد على مرصّص محترف فيلجأ الى البريكولاج من خلال أشخاص لا يتقنون الحرفة جيدا تجنبا لبعض المصاريف الإضافية التي قد تؤدي بهم إلى الوفاة”.

أمّا السبب الثاني، فيتمثل في الاعتماد على بعض قطع الغيار غير الجيدة سواء ما تعلق بالصمامات أو في فتحات التهوية أو ربط القنوات.

ويأتي في المرتبة الثالثة إهمال صيانة فتحات التهوية للعمارات أو البنايات فبعض السكان يعيدون تهيئة بيوتهم بشكل تتضرر معه منافذ التهوية الفردية أو الجماعية، وأحيانا يتخلص هؤلاء من منافذ التهوية التي توجد عادة في أبواب المطابخ بحجة عدم نفاذ الصراصير أو الحشرات رغم كونها مهمة جدا لإخراج الدخان الموجود في البيت.

حملات تحسيسية تجوب مختلف الولايات

أطلقت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك حملة تحسيس بتسربات الغاز وخطورتها في طبعتها الثالثة حملت شعار “شتاء دافئ دون مخاطر”.

وأوضح تميم في حديثه عن الحملة أنها كانت بالتعاون مع الحماية المدنية وسونلغاز والجمعية الوطنية للرصاصين الجزائريين قصد الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين وتوعيتهم، وتم التركيز في بداية العملية على الولايات الأكثر بردا والتي سجل بها أكثر حالات الاختناق.

واستطرد ممثل منظمة حماية المستهلك أنّ المساجد ساعدت في انتشار الوعي من خلال العمل الذي جمع المنظمة بها حيث لاقت الخطابات المسجدية تقبلا واسعا ومباشرا في أوساط رواد المساجد.

“البريكولاج” واقتناء المدافئ المستعملة يقتل عائلات بأكملها

أكد عبد الله لقرع رئيس الجمعية الوطنية للمرصّصين الجزائريين التي تشارك إلى جانب عديد القطاعات ذات الصلة في التحسيس بمخاطر الغاز، أن انعدام التهوية هو المتسبب الأول في إبادة عائلات بأكملها موضحا أن البرد لا يقتل ولكن الغاز يقتل وعليه يجب التفكير مليا قبل غلق وسد منافذ التهوية الدائمة وليست الظرفية أو المتغيرة، إمّا عمدا أو إهمالا.

وعدد المختص جملة من الأخطاء الفادحة التي يقع فيها الجزائريون خلال تركيبهم أو اقتنائهم أو استعمالهم لوسائل التدفئة وسخانات المياه، مستهلا حديثه باقتناء أجهزة رديئة أو مستعملة كما بات رائجا في الآونة الأخيرة بسبب الأزمة المالية لأغلب العائلات البسيطة والفقيرة، وذلك دون فحصها من قبل المرصّصين الخبراء.

وعادة ما يتم اللّجوء إلى بعض الهواة في الترصيص الذين يقومون بأعمال “البريكولاج”، حيث قال “الترصيص أصبح مهنة من لا مهنة له كلّ من هبّ ودبّ ويدخلها”.

وأكد لقرع حسب معايناته الميدانية لعديد المنازل عبر الولايات أن ما يقتل في الجزائر ليست المدافئ وإنما سخّانات الماء التي يسيء كثيرون استخدامها حيث يقتنون ما سعتها 5 لترات ويستعملونها لساعات طويلة في حمامات منعدمة التهوية غير أنها في حقيقة الأمر وتقنيا لا يجب أن يتعدى استعمالها 20 دقيقة كأقصى حد، لتجنب تسربات غاز أحادي أكسيد الكربون المنبعثة منها، داعيا إلى تعديلها أو اقتناء الكبيرة منا ذات 10 لتر.

وتحدّث المختص عن خطأ آخر يتعلق بتمرير أنابيب الغاز للمدافئ عبر المطبخ أو الحمام وهو ما يعرّض حياة الفرد للخطر جرّاء أي اهتراء أو ثقوب قد تلحق به، واستشهد المتحدث بحادثة وفاة طفلة داخل المرحاض بسبب أنبوب الزنك المهترئ.

وأكد لقرع عبد الله أنه يفترض الحصول على رخصة من “سونلغاز” كلما أحدثت تغييرات في التركيبات الغازية، أمر للأسف غير حاصل في الوقت الحاضر وتنجر عنه مخاطر كبرى.

وقال المختص إنه يشارك مع عدد من الرصاصين في حملات التوعية بالبيوت في مختلف الولايات وما تحدث عنه هو خلاصة لكل التجاوزات وحالات الإهمال التي وقف عليها مؤكدا استعداده للقيام بعمليات مراقبة ومعاينة مجانية في هذا السياق لتجنيب الجزائريين كوارث قاتلة، داعيا في ذات السياق إلى غرس ثقافة المراقبة قبل حلول كل موسم برد، فالعملية كما قال غير مكلفة ولا تتجاوز 2000 دج وهو مبلغ لا يساوي شيئا أمام المحافظة على نفس بشرية.

الغاز يقتل 123 منذ بداية العام 2019

من جهته أكّد ممثل المديرية العامة للحماية المدنية، في تصريح للشروق، وفاة 123 شخص بسبب الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون وذلك منذ بداية السنة إلى غاية 16 نوفمبر الجاري عبر الوطن كامل ولايات.

وكشف المتحدث عن إطلاق الحماية المدنية لحملة تحسيسية بتاريخ 11 نوفمبر الجاري من ولاية المسيلة، حيث قدمت بالساحة العمومية شروحات ومطويات ونشريات للمواطنين عن مخاطر الغاز، كما شارك في الحملة شركاء الحماية في الميدان مثل سونلغاز وديوان الترقية والجمعية الوطنية للرصاصين، كما برمجت لقاءات وزيارات لبعض المؤسسات التعليمية لأهمية التحسيس لهذه الفئة.

وقال المصدر ذاته إنّ الجزائر باتت تحصي في السنوات الخمس الأخيرة ضحايا بالمئات حيث انتقل من 113 وفاة عام 2018 إلى 123 عام 2019 قبل انتهاء العام، وكما قال للأسف “الوفيات متقاربة وجميع الفئات معنية وسجلنا دفاتر عائلية زالت بأكملها حقيقة.. لا أحد في مأمن”.

وأضاف المتحدث “مأساة عائلية تحدث في صمت لا أحد يملك القوّة للإخطار أو التبليغ أو الصياح إنه الموت بطريقة هادئة”.

وأكّد في الأخير “لا يجب أن نفشل أو نتعب.. يجب أن نغرس ثقافة الوقاية من اختناقات الغاز”..

ومن أهم العلامات التي قد تدل على وجود تسربات للغاز في البيت، حسب المختص، هو الإحساس بصداع في الرأس وثقل في الحركة فغاز أحادي أكسيد الكربون لا لون ولا رائحة له”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مراد سابكي

    يأ أخوتي! أعيش في دولة أوروبية والله مهمة الرقابة على سلامة شبكة الترصيص وتركيب أجهزة الطبخ والتدفئة التي تشتغل بالغاز يقوم بها مفتشون بدرجة تقني مختص في المجال، يعملون تحت وصابة شركة الكهرباء والغاز الأم في تلك الدولة، وتتم عميلة الرقابة والتفتيش كلما تم تركيب جهاز جديد للطبخ أو التدفئة يشتغل بالغاز، ويصدر التقني المختص شهادة سلامة للمركب الجديد، ويمنع منعا باتا على أي شخص أن يركب بنفسه جهاز طبخ أو تدفئة، فيجب أن يقوم بالعمل تقني مختص ومسجل لدى الشركة الأم للكهرباء والغاز، وبطبيعة الحال هناك تكاليف معقول مقابل هذه الخدمات الروتنية والمفروضة، ومن يخالفها يدفع غرامة لأنه يعرض حياة الناس للخطر

  • جزائري

    حتى المقاولين هم سبب في قتل الناس ، كيف يبني مدخنة واحدة عرضها لا يتعدى 15سم على 15 سم بطول يفوق 13 متر و لا يغلقها في السطح بالسياج لعدم دخول الطيور فيها لتسدها ، تشترك في هذه المدخنة عدة بيوت أقلها خمسة بيوت كل هذا التحري و الحملات لم ينتبه و لو واحد لهذا الخطر

  • Ryad_DZ

    Qui a donner permission a importer ce genre de chauffages doit etre pendu ou lui meme dans une chambre a gaz
    certains se font de l argent et d autres meurent a cause de l abscence du control et homologation et certification
    mais tampis pas grand chose sont juste des algeriens qui meurent
    au hirak au lieu de perdre son temps a jouer et faire semblant chaque vendredi c est d y aller directement chez ceux qui ont importe ces chauffages et les punir

  • KARIM

    لقد دكرتم كل شئ ولم تدكرو اهم شئ وهو المدافئ الخردة التي تدخل الجزائر من يتحمل مسؤوليتها اليست الدولة هي المسؤول الاول ... لقد قلتم في تقريركم ان من بين الاسباب اقتناء قطع غيار غير جيدة ولم تقولو مغشوشة وهي الكلمة التي تفاديتم دكرها فمن سمح بدخول قطع الغيار المغشوشة ووالله اجزم بان اغلب الوفيات سببها المدافئ الخردة هدا الشعب المسكين لا يوجد شئ خردة في العالم الا وقد استهلكناه واصبح الشعب يموت ليس فقط بالغاز بل بامراض كثيرة جدا بسبب ما يتدفق علينا من مواد غير مطابقة

  • أستاذ

    السبب منذ أن بدأنا استعمال النوافذ والأبواب الألمنيومية أو PVC و أيضا المدفئات عديمة المدخنة زاد الموت بالغاز
    لأن أبواب ونوافذ الألمنيون لها سدادات لا تترك قطرة هواء تمر بالتالي الاختناق . ماكش قد النوافذ والأبولب الخشبية
    كما أن المدفئات عديمة المدخنة من المستحيل أنها لا تمرر غاز الفحم لأن المرشحات Filtres ستتشبع بالفحم في شهرين ومن بعد تسرب الباقي من غاز الفحم