-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل‮ ‬تنتفض‮ ‬النخبة؟

هل‮ ‬تنتفض‮ ‬النخبة؟

هناك رأي يفسّر عجزنا عن حل المشكلات التي نعيش، وبقائنا ضمن دوامة الأزمات المتكررة سواء أكانت سياسية أو اقتصادية، رغم توفر الشروط الموضوعية لذلك، إلى غياب من يفكر للبلاد في كافة المستويات سواء أكان ذلك على مستوى البرلمان أو الحكومة أو الجامعة أو مراكز البحث‮ ‬على‮ ‬قلّتها،‮ ‬ويجادل‮ ‬أصحاب‮ ‬هذا‮ ‬الرأي‮ ‬بطرح‮ ‬سؤال‮ ‬أساسي‮ ‬يقول‮: ‬ما‮ ‬هي‮ ‬مخرجات‮ ‬هذا‮ ‬التفكير‮ ‬إن‮ ‬وجدت‮ ‬وفيما‮ ‬تجلّت؟‮.‬

وبالرغم‮ ‬مما‮ ‬يبدو‮ ‬من‮ ‬واقعية‮ ‬لهذا‮ ‬الطرح‮ ‬إلا‮ ‬أننا‮ ‬نرى‮ ‬أنه‮ ‬ينبغي‮ ‬أن‮ ‬يدقق‮ ‬بكيفية‮ ‬أفضل‮.‬

 

المشكلة ليست في غياب من يفكر، إنما في عدم وجود انسجام وتناغم بين من يفكر ومن يتخذ القرارات ومن ينفذها. المشكلة هي في كون المسار المنطقي الذي ينبغي أن يحكم معادلة الفكر والعمل عادة ما نجده معكوسا في بلادنا، بدل أن يوجّه المفكر صانع القرار ويراقب تنفيذه يحدث‮ ‬العكس،‮ ‬يملي‮ ‬المنفّذ‮ ‬محتوى‮ ‬القرار‮ ‬ويفرض‮ ‬صاحب‮ ‬هذا‮ ‬الأخير‮ ‬على‮ ‬من‮ ‬يفكر‮ ‬تبريره‮. ‬ويتم‮ ‬تقديم‮ ‬العملية‮ ‬على‮ ‬أساس‮ ‬أنها‮ ‬سياسة‮ ‬مدروسة‮ ‬وما‮ ‬هي‮ ‬كذلك‮.‬

أي أن الأمر لا يتعلق بعجز النخبة عن التفكير، إنما بفرض منطق معكوس على هذه النخبة تارة بقوة السلطة وأخرى بقوة المال. وهكذا تضيع قدرتنا على التفكير ضمن هذا المنطق المعكوس، وتبدو قدرتنا على التحليل ضعيفة، ويبدو بلدنا وكأنه عجز عن أن يجد من يفكر له.

فتخرج سياسات الإسكان، والتعليم، والتجارة، والصحة وغيرها وكأنها لا تخضع لأي منطق، تُكرِر ذات الأخطاء ولا تستطيع تحقيق أي من الغايات التي تبدو لعامة الناس في المتناول. وقليل ما ننتبه أن المشكلة ليست في عقم المجتمع الجزائري في إيجاد من يفكر لعلاج مشكلاته، إنما‮ ‬في‮ ‬من‮ ‬يمنع‮ ‬ذلك‮ ‬بقوة‮ ‬السلطة‮ ‬أو‮ ‬بقوة‮ ‬المال‮.‬

وليس‮ ‬أمامنا‮ ‬من‮ ‬أمل‮ ‬سوى‮ ‬تغيير‮ ‬هذه‮ ‬المعادلة‮: ‬أن‮ ‬يتحول‮ ‬الفكر‮ ‬إلى‮ ‬محدد‮ ‬لطبيعة‮ ‬العمل‮ ‬وقائد‮ ‬أثناء‮ ‬التنفيذ‮ ‬وليس‮ ‬العكس‮.‬

كيف‮ ‬ومتى‮ ‬نصل‮ ‬إلى‮ ‬ذلك؟

يبدو أننا لن نصل ما دام من يملك قوة الفكر مازال يقبل الخضوع لقوة العصا أو سلطة المال، ولن نصل ما دامت نخبة الفكر لم تنتفض وتضطلع بالدور الحيوي الذي ينبغي أن تقوم به في كل مستوى من المستويات، لن نصل ما دامت هذه النخبة لم تفرض أولويتها على سلطتي القوة والمال… وإذا لم تقم بذلك… حقّ على الناس القول أنها أصل كل بليّة، بل حقّ لهم اتهامها بأنها أم الكوارث التي عرفتها أو ستعرفها البلاد. فهل سينفض كل من ادّعى امتلاكه قدرة على التفكير  الغبار عن نفسه؟ أم سنستمر لسنوات في الخضوع للمنطق المعكوس؟ ذلك هو سؤال المرحلة‮.‬‭ ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • chaabane

    l'exemple c'est Mohamed Morsi, l'homme il milite j'usque au bout, malgrès que la junte est soutenue par tous les moyens, et tous les diables. que l'élite utilise les moyens pacifiques et persiste, regardons Abdelhamid Ibn Badis, comment il avait crée avec ses camarades" l'association des eulimas", cette association avait résisté les plans des colons pour effacer . l'identité nationale algerienne , aujourd'hui c'est beaucoup plus facile pour l'élite de changer les gens ver le mieu.

  • الجزائرية

    أنتم تتحدثون عن الفكر ،أجبني أرجوك ،كم من مجلة علمية متخصصة سواء ،في التكنولوجيا أو البيولوجيا أو الطب أو الهندسة ،أو في العلوم الإجتماعية أو الفلسفة أو الأدب أو... نراها اليوم في متناول المهتمين بالفكر و العلم ؟أمام هذا الكم الهائل من اليوميات و الجرائد التي تتنوع عناوينها و لكن مضمونها واحد لاتخرج عن الإثارة و الحديث عن البوليتيك في معظمها إلا من رحم ربك ؟و تقتات من ملايير الإشهار و تعجز عن بتاء فكر الجزائريين .هل رأيتم فسادا أكثر من هذا ؟من كانت له الجرأة و الهمة في الإستثمار في مجلة علمية؟

  • ولد الجزائر

    لقد وضعت يدك على الجرح يا استاذ لكن ما العمل اذا كانت الدولة تسير بمنطق مقلوب كان من المفترض ان تكون للدولة برامج مبنية على مبادئء المجتمع وبناء على امكاناته المادية والبشرية وفقا لما توصل اليه اهل الاختصاص والعلم من ابناء هذا الوطن اضافة الى الخبرات العالمية الاخرى نجد ان فيئة تعد على رؤوس الاصابع هي من تتحكم في كل شئ في امكانات الامة وتختار حسب الولاء ومعايير بعيدة كل البعد عن العلم والنزاهة و وللاسف تستغل حتى النخبة وبالتالي فالامي من يتحكم في النخبة وليس العكس وهذه هي الطامة الكيرى

  • ياسين

    نعم أستاذ سليم نحن صار حالنا كمن يمشي على رأسه و أرجله إلى السماء؟ فتجد المأموم أذكى و أعلم من الإمام، و هكذا في كل مناحي الحياة؟ فنحن لا نخضع لمنطق الفكرة بل لمنط الأشياء و الأشخاص؟ نحن لم نصل بعد إلى مرحلة الفكرة؟ كما ذكر ذلك مفكر القرن مالك بن نبي في الكثير من مؤلفاته.

  • المواطن قادة

    اين هي النخبةفي الجزائر يادكتور؟نخبةالخبزيست ليست نخبة.النخبةالمناضلةالتي تضحي بالغالي والنفيس من اجل ان يعيش ابناء الوطن في رغدالعيش وتاخذبيده الى برالامان والسلام.النخبةالتي شعارها راسي وتسيح ليست نخبةبل نقمةتعيش من اجل ان تاكل فقط ولا من اجل ان تفيد.اي عاقل يفكر في انتفاض النخبةلكن من هي النخبةالتي ستنتفض؟هل هي التي والفت اللحيس و المنصب المريح و الجاه والسلطان؟ام تلك التي هاجرت اوهٌجرت والفت العيش الرغيد في ظل كل ما يتمناه المرءالذي ينتمي للنخبةمن حقوق وواجبات وحوافز وتقدير واحترام وفق عملهم

  • محمود

    ما تقدمت به هو منطق النظام الجزائري.نظام يساري اشتراكي .الحل او الاجابة هي تغيير النظام و بس.

  • بدون اسم

    لايمكن بناء دولة اسسها مزورة ومصنوعة على المقاس مايحمي بلاد ميكي من الفناء هو النفط والغاز وعندما ينتهي ستنتهي هذه الكذبة الكبرى ابحث لك و لابنائك عن جنسية اخرى فلم يبقى من الوقت الكثير لتضيعه وانا اول الهاربين .....لاتترك الضوء منيرا ان كنت اخرنا واخر من سيفهم اللعبة