-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يراه الكثير تدخلا في الحرية الشخصية

هل أصبح النصح مرفوضا في مجتمعنا؟

صالح عزوز
  • 1165
  • 1
هل أصبح النصح مرفوضا في مجتمعنا؟
بريشة: فاتح بارة

أصبحت الكثير من السلوكات اليوم في مجتمعنا، محطة رفض من طرف الكثير من الأشخاص، بالرغم من أنها، ربما تكون نافعة تساعد على تحسين الخلق وحسن العلاقات بين الأفراد، في الكثير من المجالات، على غرار النصح والإرشاد، الذي أصبح اليوم مرفوضا في مجتمعنا، وتحول من أداة لتهذيب الخلق والعلاقات إلى وسيلة للانزعاج من طرف الأفراد، ويعتبرونه تجاوزا للحدود، وكذا إنقاصا لحرية الأشخاص، بل وتدخلا في الحياة الشخصية للناس، وشعارهم تكفيك نفسك، ولأهلك النصح، أما خارج هذه الدائرة فلا دخل لك في شؤونهم.

وقفنا على العديد من الأحداث، التي كان فيها النصح وسيلة لشجارات عنيفة، لأن بعض المنصوحين يرون بأن هذا النصح تعدٍّ صارخ على حرية الأشخاص، فلا دخل للفرد في شؤون حياة غيره، مدعين أنهم يريدون الخير لهم، سواء في طريقة الكلام أم اللباس وغيرها من أمور الحياة.. لذا، نجد أن الكثير من الناس، لا يتقبلون هذه النصائح، خاصة حينما يتعلق الأمر بالحياة الخاصة.

الغريب في هذا الأمر، أن الكثير من الأشخاص لا يتقبلون النصح حتى ولو تعلق بأولادهم الذين هم في سن النصح والإرشاد، سواء من طرف الأهل أم الجيران أم من طرف كبار الأحياء، ويرون بأن هذا الأمر تدخل في الحياة الأسرية للأفراد، التي هي في الأصل خصوصيات، يجب عدم التدخل فيها مهما كان الأمر.

لكن المؤسف حقا، أن هذا النصح أصبح مرفوضا تماما ولو كان من طرف الآباء والأمهات لأولادهم، حيث نجد أن الكثير من الشباب اليوم، يشتكون من طريقة معاملتهم من طرف آبائهم، بل وأكثر من هذا يرون بأنهم من جيل قديم إن صح القول، أكل عليه الدهر وشرب، فلا يمكن أن تتماشى ذهنياتهم عن طريق النصح، مع ذهنية الجيل الحالي مهما كان الأمر، ويعتبرون هذا الأمر تدخلا في خصوصياتهم وحياتهم الشخصية.

لم يسلم الكثير من الأشخاص من القيل والقال، حينما قاموا بالنصح، حتى ولو كان الأمر متعلقا بترك أمور سلبية في المجتمع. لذا، تحولوا إلى محل سخرية من طرف الأفراد، فقط لأنهم أرادوا وبنية صادقة دفع منكر أو تصويب خلق أو النهي عن سيئة، تكون نتائجها وخيمة على المجتمع، فبدل الإشادة بهذا الفعل، يحدث العكس في مجتمعنا، حينما يصبح الناصحون دخلاء على مجتمع، أصبح أفراده لا يقبلون النصيحة حتى ولو كانت من الأقربين، لأنها في اعتقادهم تدخل في حياة الأفراد وخصوصياتهم.

الغربيب كذلك، فربما لو تنصح طفلا صغيرا أو شابا مراهقا، ولا يتقبل النصيحة ربما الأمر عادي، لكن بعض الآباء هم كذلك يرون بأن نصح أولادهم حتى ولو كانوا على خطإ هو تدخل في الحياة الشخصية لأولادهم وهذا

أمر غريب. لذا، وصلنا إلى زمن أصبح من الضروري الاكتفاء بنصح من لك الحق عليهم، أما من حولك فلا دخل لك في حياتهم، وسلوكاتهم، حتى ولو كانت تجاوزا للحدود.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • مختنق

    "...سواء في طريقة الكلام أو اللّباس..." هذه الجملة لوحدها تختصر الموضوع و تكشف عن ألوان صاحب المقال ، يا سيّدي الكريم كل شعوب العالم متفقة على أن التعدّي على الآخر بأي صفة كانت يعتبر جرم يستوجب الإستنكار و العقاب ، و ما تتحدّث عنه بحنين و أسى يُسمّى في تراثنا "الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر" و هو عمليا حق يراد به باطل ، إذ أن التدخل في شؤون الناس الخاصة كالملبس و نمط الحياة الخ هو تعدّي على الآخر....فمن يريد الإصلاح عليه مواجهة المعتدين و المجرمين و ليس التنمّر على بسطاء الناس و الفتيات في الشوارع "بنصائح" مسمومة تخفي عنف و كراهية سرعان ما تطفو بقوّة كالبركان. نعم الجميع صار يرفض هذه السلوكات المريضة لإدراكه بما وراءها من تلوّث عقلي و نفسي.