-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل الرئيسُ الصهيوني عضوٌ في عائلتنا؟!

هل الرئيسُ الصهيوني عضوٌ في عائلتنا؟!

رفضت 3 دول هي لاتافيا وليتوانيا وبولندا المشاركة في التقاط صورة جماعية لرؤساء الدول في قمة المناخ cop 28 بـ”دبي” يكون من بينهم رئيس بيلاروسيا الإسكندر لوكاشينكو. المبرر في ذلك أن هذا الرئيس كان له دورٌ في حرب أوكرانيا ويُحمِّلونه جزءا من مسؤولية ما حدث.. في حين لم يتجرَّأ أحدٌ من المشاركين في القمة من العرب على الانسحاب من مشهد التقاط الصورة الجماعية جنبا إلى جنب مع الرئيس الإسرائيلي بمبرر الجرائم المرتكَبة منذ قرابة شهرين في غزة، بل العكس تماما وضعوه في قلب الصورة!
الغربيون مهما قلنا بشأنهم يتضامنون عن حق أو عن باطل فيما بينهم.. جميع قادتهم -على خلاف غالبية شعوبهم- يُساندون اليوم ويساعدون الكيان الصهيوني بالسلاح والمال والإعلام، لا يكترثون للأرواح البريئة التي تسقط في كل ساعة في غزة، لأنهم لا يعتبرون الفلسطينيين إخوانا لهم، لا في الدّين ولا في الحضارة ولا في الإنسانية حتى، بل يرونهم كما يراهم الكيانُ الصهيوني دون مستوى البشر! يحقُّ قتلهم تحت تسميات مختلفة: إرهابيين مخرّبين دمويين… الخ.
هؤلاء عندما يتعلق الأمر بالأوكرانيين يُغيُّرون موقفهم تماما، يتحولون إلى التضامن والإنسانية ويتحدّثون عن حقوق الإنسان والمدنيين والأطفال الأبرياء… وفي كل الحالات ينبغي أن لا نلومهم، تلك نظرتهم في الحياة وتلك هي عقيدتهم ولن يتغيَّروا.. مَن ينبغي أن نلوم هم حكام العرب الذين لم يتجرَّأ معظمهم عن قول كلمة “لا” حقيقية وفعلية لرئيس الكيان الحاضر بينهم.. كلها مهادنات وتسويات ومحاولات لطمأنة الغرب أنهم لن يوسِّعوا نطاق الحرب ولن يهدِّدوا مصالحه الحيوية! والغرب يعلم إنهم لن يستطيعوا توسيعها حتى ولو أرادوا.. لذلك هرب بعضُهم من هذا الواقع المرير نحو المناخ وأناخ، وبات يتباهى بكونه مهتمًّا بمستقبل الكوكب وبمستقبل البشرية، ظانا بذلك أنه قد التحق بالأمم المتحضرة، بل ومتوهِّما أنه أصبح يقودها، جاهلا أن هذه الأمم هي مَن تعمل على تكريس هذا الشعور لديه إمعانا في إذلاله واحتقاره والسخرية منه.. وكيف لا يسخرون منه وهو من يسارع إلى إنفاق ملايير الدولارات بزعم الاهتمام بالبيئة وبمستقبل البشرية وبحمايتها من التلوث وبتحقيق التنمية المستدامة لأطفالها، في حين لا يكترث لبيئة الموت المستدامة في غزة التي يصنعها قتل الأطفال الرضع والنساء والشيوخ حرقا بالقنابل الصهيونية، وتُكرِّسها بيئة الجوع والعطش والمرض الناتجة عن نقص أدنى متطلبات الحياة من ماء وكهرباء ودواء وغذاء…
ألا يُدرِك هؤلاء حقيقة الانزلاق الذي هم فيه؟ أليس من المرض والانفصام في الشخصية التفكير في بيئة للحياة للآخرين وفي الوقت ذاته العمل على تكريس بيئة الموت للأشقّاء والإخوة في الدين؟ ألا يدرك هؤلاء بأنهم هم أيضا مستَهدَفون في العمق وأن الدور آتٍ عليهم يوم تشحُّ الموارد ويتوقف ضخُّ البترول؟
إننا نعلم كم هي صعوبة قرار المساندة الصريحة لقرار المقاومة يوم 7 أكتوبر، نعلم مدى الارتباطات الأمنية والاقتصادية والسياسية بين الغرب وكثير من البلدان العربية.. نعرف محدودية القدرة على اتخاذ قرار يتجاوز الخطوط الحُمر للغرب، نعلم خوف العرب من الحرب في هذه المرحلة الانتقالية التي يمرُّ بها العالم، ونُقدِّر الموقف تقديرا موضوعيا، إلا أن التقاعس تجاوز كل الحدود، وإذا استمر على حاله مدة أطول، فلن يبقى للدول العربية أي وزن معنوي أو مادي في تعاملاتها مع الغرب، وستقلُّ قيمتها لدى الشرق، ولن يثق فيها أحدٌ بعد الآن.. مَن لم ينصر إخوانه، لن يثق الآخرون أبدا في أن يكون صديقا محترما لديهم.
لقد رفض القادة الثلاثة أن تجمعهم صورة واحدة مع لوكاشينكو وعلَّلوا ذلك بقولهم:
“إنَّ هذا النوع من الصور تُسمَّى “صورة عائلية” ولوكاشينكو ليس عضوا في العائلة التي ننتمي إليها”.. هل الرئيسُ الصهيوني والغربيون المؤيِّدون له أعضاء في عائلتنا نحن؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!