-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل نحن في حاجة إلى رمضان؟

سلطان بركاني
  • 2633
  • 0
هل نحن في حاجة إلى رمضان؟

أيام قليلة ويحطّ رمضان برحاله بيننا، ضيفا عزيزا غاليا، لا يطلب من أحد أن يكرمه أو يضيفه، فهو في غنى عنّا جميعا، ونحن الذين لا غنى لنا عن أيامه ولياليه وروحانياته ولا عن المنح والفرص التي يحملها معه.. كلّنا في حاجة إلى رمضان. كلّنا في حاجة إلى التّوبة وتجديد العهد مع الله شبابا وشيبا. رجالا ونساء. ما منّا من أحد إلا ويحسّ بالتّفريط في جنب ربّه الكريم، بالتّفريط في الصّلاة، في قراءة القرآن، في الذّكر والدّعاء.

المتهاون في الصّلاة في حاجة إلى التّوبة، المسلم الذي ابتلي بهجر القرآن في حاجة إلى التّوبة، الذي يطلق العنان للسانه في أعراض إخوانه المسلمين في حاجة إلى التّوبة، المدخّن في حاجة إلى التّوبة، المسلمة التي تتهاون في حجابها في حاجة إلى التّوبة. العبد المؤمن الذي لا يصلّي إلا في الصّفوف الأخيرة ولا يأتي الجمعة إلا مع الخطبة في حاجة إلى إصلاح نفسه ومراجعة حاله، الذي منّ الله عليه بالصّلاة لوقتها في بيت الله في حاجة إلى مراجعة حاله مع الخشوع ومجاهدة نفسه عليه، في حاجة إلى مراجعة نفسه ليكون حريصا على تكبيرة الإحرام، متعلّقا بالصّلاة في الصفّ الأوّل ليحظى برحمة الله ودعاء ملائكته وصلاتهم عليه، في حاجة إلى مراجعة نفسه ليحافظ على السّنن الرّواتب، على صلاة الضّحى، على قيام الليل ولو بركعتين، بحفظ ولو جزء من كتاب الله، بحفظ أذكار اليوم والليلة، بتعلّم دينه… وهكذا، كلّنا في حاجة إلى التّوبة وإلى تغيير حياتنا وإصلاح أنفسنا والاستعداد للقاء الله جلّ وعلا، ورمضان فرصة من أعظم الفرص، لأنّنا نجد معه وفيه من المحفّزات ما لا نجد في غيره، ففيه تغلّ مردة الشّياطين وتقلّ دواعي الشرّ في النّفوس، وفيه تفتّح أبواب الجنان فتهبّ نسائم الرّحمة وتتذكّر الأنفس المؤمنة أنّها ما خلقت إلا لدخول الجنّة وأنّها لا ينبغي أبدا أن تحيد عن وجهتها، إلى وجهة لا يرتضيها الله لعباده، وفيه تجاب الدّعوات وتُجزل الأعطيات وتُنال الأمنيات، وبإمكان العبد المؤمن أن يخرج من رمضان إنسانا آخر يحوز خيري الدّنيا والآخرة، ويكمل طريقه في هذه الحياة على نور من الله؛ هدفه معروف ووجهته واضحة، وهمّه الأكبر واحد لا يتغيّر ولا يتبدّل، أن يحطّ رحاله في جنّات ونهر، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!