-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل يتحرَّك الاتحادُ الجزائري؟

ياسين معلومي
  • 2411
  • 0
هل يتحرَّك الاتحادُ الجزائري؟

يبدو أن اللاعبين المسلمين أصبحوا غير مرغوب فيهم في البطولة الفرنسية، خاصة بعد قرار الاتحاد الفرنسي الذي اتخذ شهر رمضان المنصرم قرارا بمنع الحكام من توقيف المباريات للحظاتٍ من أجل السماح للاعبين المسلمين الصائمين بالإفطار، مثلما حدث للاعب الدولي الجزائري حجام الذي دفع ثمن صيامه غاليا، قبل أن يعود إلى المنافسة بعد الضجة الكبيرة التي حدثت عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، في وقت عاكست فيه بطولات أوروبية أخرى قرار الفرنسيين ومنحت تسهيلات لكل لاعبيها المسلمين، على غرار البطولة الانجليزية.
عنصرية الفرنسيين تتواصل شكل يثير الجدل، إذ أقدم مؤخرا فريق نانت الفرنسي على فسخ عقد اللاعب يونس بن علي بسبب تفضيله المشاركة مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا لأقل من 17 سنة.. وهو ما أغضب مسيِّري فريقه الذين طلبوا من اللاعب عدم المشاركة في هذه البطولة، لكن إصرار اللاعب على تمثيل منتخب بلاده كلَّفه فسخ عقده وطرده من المنتخب الفرنسي. ورغم ذلك، إلا أن اللاعب أكد أنه غير نادم على قرار التحاقه بشبان المنتخب الوطني في هذه الفترة، ويشعر بفخر كبير نظراً لما يعيشه من أجواء رائعة مع صغار “الخضر”، مشيرا أنه لا أحد بإمكانه أن يحرمه أو يمنعه من تمثيل وتشريف الألوان الوطنية.
ما قام به فريق نانت اتجاه الشاب بن علي يجعل اللاعبين الجزائريين الناشطين في البطولة الفرنسية يفكِّرون في حسم مستقبلهم قبل فوات الأوان، وهم يدركون اليوم أن العنصرية السائدة في فرنسا لا مثيل لها.. فهل يُعقل مثلا أن يُحرم أحسن لاعب في العالم كريم بن زيمة من المشاركة في كأس العالم؟ والذي حدث للاعب الريال وهو في قمة عطائه يحدث لأي لاعب مسلم، وحتى جل المحللين الرياضيين الفرنسيين لازالوا إلى يومنا هذا لم يجدوا تفسيرا لخلفيات هذه القرارات العشوائية للاتحاد الفرنسي. ناهيك عن ممارسات سلبية أخرى تستهدف اللاعبين العرب والمسلمين بشكل يدعو إلى القلق، فحتى الفرانكو جزائري لنادي رين الفرنسي، أمين غويري، تعرَّض إلى تنمُّر عنصري من أحد زملائه خلال تواجده مع المنتخب الفرنسي لأقل من 21 سنة، ما يعكس الواقع غير المريح الذي أضحى يعيشه اللاعبون من مزدوجي الجنسية في فرنسا.
ما يتعرَّض له اللاعبون المسلمون، خاصة الجزائريين، في الدوري الفرنسي قد يجعلهم يحزمون أمتعتهم في أي وقت لمغادرة البطولة الفرنسية والتوجه إلى بطولات أخرى لا تتعامل معهم حسب عقيدتهم أو أصولهم أو لون بشرتهم، بل حسب مستواهم الفني فوق الميدان، مثلما قام به عددٌ كبير من اللاعبين في وقت سابق، على غرار الدولي الجزائري بن سبعيني الذي تنقل إلى البطولة الألمانية، وآخرون يفضلون دوريات تتعامل معهم كلاعبي كرة قدم وليس كعبيد. فهل يتحرك الاتحاد الجزائري لكرة القدم اتجاه “الفيفا” ويقوم بالإجراءات اللازمة للوقوف مع اللاعب يونس بن علي ودعمه وحمايته، لأن الذي حدث له مع ناديه نانت هو مثال لعدة حالات تخص لاعبين آخرين لم يستطيعوا الالتحاق بالمنتخب الوطني؟
السؤال سنجد له جوابا في قادم الأيام، بحكم أن عددا كبيرا من اللاعبين مزدوجي الجنسية يريدون الالتحاق بالمنتخب الجزائري، ولا يطلبون سوى احتضانهم ومرافقتهم، لأنهم يحبُّون الجزائر ويحتفظون بصور الأفراح التي صنعتها العديد من الأجيال، آخرها ما فعله رفقاء محرز سنة 2019 حين توِّجوا بالتاج القاري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!