-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هل يمكن نزع سلاح الإرادة؟

هل يمكن نزع سلاح الإرادة؟

تتحدث بعض الأوساط العبرية والعربية عن نزع سلاح المقاومة وكأنه هو وحده الذي يحقق الصمود الفلسطيني اليوم، متناسية أن السلاح الحقيقي الذي يصنع هذا الصمود هو سلاح الإرادة في مقاومة الاحتلال والعيش بعزة وكرامة، وهذا النوع من السلاح لا يمكن أن ينزعه من قلوب الفلسطينيين لا العبرانيين ولا العربانيين، وهو أصل كافة الأسلحة الأخرى، بل بدونه لا وجود للأسلحة الأخرى وإن تكدست بالأطنان، بدليل أنه لا توجد منطقة في العالم أكثر تسليحا من منطقة الشرق الأوسط، ولا يوجد أكثر إنفاقا على الأسلحة من العرب في هذه المنطقة، ملايير الدولارات تذهب هباء في كل سنة لشراء أحدث الطائرات وأكثر الأسلحة فتكا، ولكنها من غير أي تأثير ولا ردع. فالكيان الإسرائيلي منذ عقود من الزمن وهو سيّد الأرض والسماء، يضرب حيث يريد ويعتدي على من يريد من غير ردة فعل، يزرع الخوف والهلع في كل المحيطين به من غير أن يتجرأ أي منهم على التلويح بحق الدفاع الشرعي، عكس ذلك تماما، كل التلويح كان بالراية البيضاء لعله يهدأ ويرضى، لأن كل هذه القوى في مستوى الدولة كانت ومازالت خائرة القوة فاقدة لسلاح الإرادة والعزم وإن امتلكت كافة أنواع الأسلحة الأخرى.

الفلسطينيون هم وحدهم اليوم الذين أثبتوا أن سلاح الإرادة هو الأقوى، وهو صانع كافة الأسلحة الأخرى، هم اليوم بلا ماء ولا خبز ولا مأوى ومع ذلك مازالوا الأقدر من غيرهم على ردع عدوهم الذي يعرف الجميع أنه الوحيد في المنطقة الذي يمتلك أسلحة الدمار الشامل بما فيها السلاح النووي، والوحيد الذي تُعلن الولايات المتحدة أكبر قوة عسكرية كونية أنه تحت حمايتها وأمنَه جزء من أمنها…  كل هذا انهار في لحظة انتصار إرادة المقاومة على حالة الوهن والخنوع، وانهار في لحظة أصبحت هذه الإرادة تبتكر أسلحتها من اللاشيء: أنفاق لا تحتاج إلا لأبسط أدوات الحفر، وأسلحة يمكن شراء مكوناتها الأساسية من الأسواق المفتوحة وتكنولوجيا يمكن استيعابها أيضا بإرادة البحث والتحصيل العلمي.

وهكذا انكشفت حقيقة أخرى أمامنا من خلال هذه الحرب الظالمة على غزة: أن المسألة ليست في من يملك السلاح أو من لا يملك، إنما في من يريد ومن لا يريد. وقد أراد الفلسطينيون اليوم أن يكونوا ولن يتمكن أي كان من نزع هذه الإرادة من قلوبهم وذلك أقوى سلاح… وذلك هو السلاح الذي لا يمكن أن يُنزع… وتلك هي مساحة الأمل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • بن بريك

    نعم قال الجنرال بيجار لبن مهدي انتم ارهابيون تقتلون الابريء القفف اللغمة فرد عليه وانتم لمادا تدمرون قرى كاملة بسكانها بالطائرات .اعطونا طائراتكم نعطيكم قففنا.ولكن لما ادركت ان هدا الارهابي سوف يفضحها امام اثناء محاكمته يوم4مارس 1957امر ميتران سرابقتله ليلا .فرنسا قتلت مليون ونصف مليون جزائري افتكت منهم ارضهم وبنت لابنائها قصور واستعبدوا شعبا في ارضه وقهروه وجهلوه ثم لما ثار واراد استرجاع كرامته وارضه سموه ارهابي وفلاقة.انه منطق الطغاة.نفس المنطق تستعمله اسرائيل ضد حماس وحزب الله .

  • الطيب الوطني

    سيدي اصبت عندما ختمت ب المسالة ليست من يمتلك السلاح او لا يمتلك وانما فيمن يريد ومن لا يريد .لما اراد 6مناضلين بسطاء ودون تسليح في 1954طرد فرنسا بجيشها الجرار حدث دلك .وفي فيتنام و غيرها .لكن لما دا اسرائيل لم لم تطرد .لان الانظمة العربية رغم امتلاكها الاسلحة الفتاكةبالملايير الا انها فاقدة الارادة ضعيفة تخشى الغرب لانها غير شرعية فتخدمه وتقهر شعوبها .اما اسرائيل فهي تمتلك الارادة لان قوتها وثقتهافي داتهاوفي شعبها دون غيره .و تحترم رايه. تتسلح وتتحدى حتى امريكا .حماس وحزب الله انتصرا بشعبيهما

  • الطيب الوطني

    يا سيدي ملايير الدولارات التي تنفق على شراءالدول العربية الاسلحة الفتاكة والطائرات لا تدهب هباء كما تقول لانها ليست موجهة لعدو الامة .كل الانظمة العربية انسحبت من الصراع العربي الصهيوني مند حرب 73.ان هده الاسلحة موجهةلقهر الشعوب لان الانظمة العربية تحتقر شعوبها. وتحكمه رغما عنهوهي تدرك انها عرضةللثورات والانتفاضاتفتلجاء الى تكديس الاسلحة .والدليل سوريا لم تطلق رصاصة واحدة على اسرائيل التي تحتل الجولان لكن البابات والطائرات والبراميل التفجرة ابقت الاسد في السلطة .وفي الجزائر سنوات 90 وفي مصر

  • توفيق الجزائر

    مساحة أمل ... هي ارادة ابناء غزة وحدها اذن تشكل الامل في بقاء غزة شامخة ... فهل هذه الارادة كافية وحدها لارجاع الحق ،، كل الحق ، لاصحابه ؟ ما الفائدة من وجود الارادة ، والاخ يطعن في ضهرك ويتآمر من خلفك ، والصديق يتحالف مع عدوك ... حقق ابناء غزة بارادتهم قوتهم وجهزو للمقارعة العدو ،، لكن كلما ارادو اتمام عملهم اعادتهم اسرائيل الى نقطة الصفر بمساعدة الاقارب ،،،فتذهب ارادتهم ومجهوداتهم هباء منثورا ... ان اعتداء ذوي القربى أشد ألما ووقعا ، واكثر فتكا بالارادة ... يبقى الامل في الله عز وجل فقط..

  • فارس

    قالت فرنسا للزعيم الشهيد العربي بلمهيدي , اوقفو القفف الملغمة , رد عليهم , اعطونا طائراتكم نعطوكم قففنا

  • خالد25

    إن العدوان الإسرائيلي على غزة قدّم نموذجا صغيرا في غزة كبيرا في أمريكا وأسرائيل وحلفائها من العرب وغيرهم ،هوالإستكبار العالمي وإبادة الشعوب التواقة للحرية والإستقلال وسحق المسلمين ومقدساتهم بإمكاناتهم ومرتزقتهم والترويج للباطل بإعلام متصهين يبرر قتل الأطفال والمدنيين وإبادة مدن بكاملها ،إن هذا العدوان سيغير مجرى التاريخ وسيرسم جغرافيا جديدة وسييغير أولويات وإهنمامات الشعوب والنخب وسيضع كل المؤسسات الدولية والقيم السائدة على المحك ،وسيزلزل ثوابت العقل والإنساني وسيجيبنا عن السؤال من أين نبدأ؟

  • قادة

    الم يقول الشابي: اذا الشعب يوما اراد..اراد..اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر. اجل من يريد،لن ينزع عنه ارادته اي كان احتلال ولا نظام.ان الارادة الخيرة من الله الذي لن يخيب ابدا عبده ان ارادمهما فعل الاشرار لان الله يستجيب لمن يدعوه من اجل ان يحقق مايريده من عمل في سبيل الله.وهل يوجداحسن عمل في سبيل الله من السعي للحريةوارادةالعيش من دون استعمارولااستغلال ولاظلم ولاطغيان؟الحق بين والباطل بين فمن يريدالحق يستجيب لارادة الله في العيش الكريم وفق مايمليه عليه الشرع والقانون والا يعيش مهان و ذليل.