-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قمة دمشق

هل يملأ ساركوزي الفراغ؟

صالح عوض
  • 8133
  • 0
هل يملأ ساركوزي الفراغ؟

في مرحلة توصف بالانتقالية على المستوى الدولي وبالرخوة على المستوى الإقليمي تتحرك الدبلوماسية الفرنسية لتملأ فراغا كبيرا بسبب انشغالات أمريكا بملفات داخلية وأخرى خارجية أرهقت أعصاب صانع القرار في البيت الأبيض.. ومن الواضح ان هناك دعما أوروبيا واسعا للتحرك الفرنسي الذي من شأنه ان يعيد الكرة من جديد إلى الملعب الأوروبي بعد ان اختطفتها الإدارات الأمريكية لعدة عقود.

  • وبشكل مباشر جعلت فرنسا لتحركها عنوانا مركزيا انه الحوار الإسرائيلي السوري على اعتبار انه المدخل الواسع لكل الملفات الأخرى اللبناني والعراقي والفلسطيني، وهذا يوفر مادة كبيرة للجهد والعمل الدءوب الذي يستغرق سنوات عديدة مما يوفر للاعب الفرنسي حضورا إقليميا مستمرا.. وبهذا تكون فرنسا دخلت من بوابة الأمويين نحو المنطقة، ولاشك تكون سوريا قد حققت اختراقا للحصار الأمريكي المفروض عليها منذ سنوات عدة وتكون سوريا كذلك أنجزت أهم الأهداف بأنها أصبحت مفتاح الحل لقضايا المنطقة.
  • الواضح الآن ان جميع اللاعبين في الإقليم قد استهلكوا ولم يحققوا شيئا، فالفلسطينيون رغم إصرارهم على الخيار السلمي ودعوتهم لإلغاء العمل العسكري رسميا إلا أنهم لم ينالوا شيئا من حقوقهم الثابتة ورغم كل ما حصل في ساحتهم من إخراج المقاومة عن الشرعية الفلسطينية، إلا أنهم لم يقبلوا عمليا كطرف له حقوق سيادة ثابتة.. والمصريون رغم دأبهم على ان يكونوا وسطاء نزيهين بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أنهم لم ينجزوا بعد أي هدف سياسي اللهم إلا الانجاز الأمني بالتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.. ولم يعد للسعودية وغيرها من دول الإقليم دور فاعل بعد فشل مبادرة السلام السعودية فشلا ذريعا.
  • ساركوزي يتحرك الآن نحو سوريا لاستعادة دور فرنسا التاريخي في المنطقة وهو أدرى من صديقه بوش بمفاتيحها.. ان سوريا ستفتح له الأبواب على العراقيين والإيرانيين وهو سيطمئن كثيرا على حلفائه اللبنانيين وبهذا تتشكل صياغات سياسية جديدة في المنطقة قد تثمر شكلا من أشكال الأقطاب الدولية لاسيما بعد ان بدأ الروس يتململون نحو تشكيل استقطاب دولي في مواجهة التمدد الأمريكي.
  • لقد كانت القمة في دمشق مختارة بعناية من دول لها أدوار إقليمية ودولية محددة، فتركيا راعية المفاوضات الإسرائيلية السورية وقطر عرابة ثقافة الواقعية السياسية والمخططات الأمريكية وفرنسا الدولة الأوربية التي تحاول إعادة الاعتبار الدولي لأوروبا وصاحبة الأطماع الإستراتيجية في المنطقة.. من هنا جاءت القمة على درجة عالية من الأهمية حاولت فيها فرنسا ان تعطي إشارة واضحة لاحترامها لدور سوريا الإقليمي، وما كانت رسالة والد الأسير الإسرائيلي التي سلمها ساركوزي للأسد إلا إشارة مهمة في السياق.. ماذا سيحصل قبل نهاية العام.؟ مراهنات كثيرة..
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!