-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نور الدين برقادي ينفض الغبار عن غريكي ومشاكرة ويؤكد لـ"الشروق":

هناك قتل للمبادرات الإبداعية في مهدها بسبب هيمنة الإداري على شؤون الثقافة

صالح سعودي
  • 689
  • 2
هناك قتل للمبادرات الإبداعية في مهدها بسبب هيمنة الإداري على شؤون الثقافة
ح.م

أثرى الكاتب نور الدين برقادي مشروعه في مجال الأفلام الوثائقية القصيرة بعملين جديدين، حيث يتناول الأول مسيرة الكاتبة الفرنسية آنا غريكي التي أقامت في الجزائر خلال الثورة وبعد الاستقلال، والثاني سلط فيه الضوء على الكاتبة الراحلة يمينة مشاكرة، ويدخل هذان العملان في إطار سلسلة ضمت عدة أدباء ومفكرين ومبدعين من منطقة الأوراس، حيث يؤكد محدثنا في هذا الحوار أن لجوءه إلى هذه التجربة كان من باب نفض الغبار عن أعلام الأوراس والجزائر، متأسفا حين لا يعثر على أي فيلم أو بورتري حين يبحث عن شخصيات جزائرية في الشبكات العنكبوتية، مضيفا أن هناك قتلا للمبادرات في مهدها بسبب هيمنة الإداري على المثقف حسب قوله.

بداية كيف فكرت في إنجاز فيلم قصير حول شخصية الكاتبة آنا غريكي؟

أردت من خلال الفيلم الوثائقي القصير الذي أنجزته وحمل عنوان: “آنا غريكي الانتماء للأرض”، أردت تكريم هذه المرأة الحرة ـ التي يجهلها غالبية الجزائريين ـ ومن خلالها التذكير بجهود أصدقاء الجزائر من الأجانب الذين وقفوا إلى جانب حق الشعب الجزائري في استرجاع حريته وسيادته، ضد فرنسا التي ينحدر منها أجدادهم ويحملون جنسيتها؛ وهنا أذكر: حملة الحقائب، هنري علاق، موريس أودان، روني فوتيه.. والقائمة طويلة، ورغم ذلك تنكرت لهم الجزائر.

ما هي الجوانب التي ركزت عليها في هذا الفيلم الوثائقي القصير؟

في هذا العمل حاولت التعريف بمسار مبدعة ديوان “الجزائر عاصمتها الجزائر” التي تعرضت للتعذيب والسجن والنفي لوقوفها إلى جانب الثورة التحريرية المباركة، وهنا أحيي الأكاديمي عبد الرحمان جلفاوي والمترجمة لميس سعيدي، لاهتمامهما بمؤلفة “الأزمة الصعبة”، دون أن أنسى دور الكاتبة نجاة خدة، في التعريف بكتابات ابنة منعة بباتنة.

وماذا عن الفيلم الثاني الذي أنجزته مؤخرا حول الكاتبة الراحلة يمينة مشاكرة؟

أما الفيلم القصير الثاني الذي أنجزته، مؤخرا، فقد تناولت فيه مسار الروائية الجزائرية يمينة مشاكرة، التي لو نالت الاهتمام اللازم ـ وهي على قيد الحياة ـ لأثرت مكتبتنا الوطنية بمؤلفات أخرى، تضاف إلى روايتيها: “المغارة المتفجرة” و”آريس”. عانت ابنة مسكيانة من التجاهل، وروايتها الثانية تنتظر منذ سنتين، صدورها مترجمة للعربية.

على ضوء تجربتك في هذا الجانب، كيف تقيم واقع الفيلم الوثائقي القصير في الجزائر؟

لا يحتاج الفيلم الوثائقي القصير إلى امكانيات مالية كبيرة، وهو عامل مهم في ايصال رسالة مهمة للجمهور، وبتكلفة معقولة، والمشاهد الحالي يميل لكل ما هو قصير وينفر مما هو طويل من الأفلام الوثائقية. وقد تعجبت من إحدى الولايات التي نظمت أياما سينمائية حضرتها أسماء فنية لها سمعتها وطنيا وإقليميا، وقيل الكثير في هذه الأيام حول مجد السينما الجزائرية خلال السبعينيات، وشروط تطوير السينما، وضرورة خلق سوق سينمائية ووو… ولكن هذه الولاية لا تنتج ولا فيلما واحدا قصيرا، والأسوأ من ذلك بها قاعة سينما مغلقة منذ سنوات، بعد أن صرفت عليها الدولة الملايير من أموال الشعب. والسؤال المطروح هنا: ماذا قدمت هذه الأيام للسينما بالولاية؟

ما هي عوامل إنجاح وتفعيل الفيلم الوثائقي القصير في رأيك؟

الكلام عن إنتاج الأفلام لا يتوقف، ولكن الاهتمام بالتكوين وتخصيص مهرجانات ولائية تشجّع على الإنتاج أمور غائبة. وقد ساهمت الإدارة في قتل المبادرات في مهدها من خلال البيروقراطية وهيمنة الإداري على المثقف في تسيير شؤون الثقافة في الجزائر، وأرى بحتمية إسناد شؤون الثقافة للمثقفين مع تكوينهم في التسيير الإداري.

هل من مشاريع مستقبلية في هذا الجانب؟

عملي المقبل خصصته لرائد المسرح الثوري في الجزائر المرحوم شباح المكي، وبعدها يأتي دور أصيل مسيردا التلمسانية؛ القاص والباحث في علم الاجتماع المرحوم عمار بلحسن، الذي قدّم الكثير للثقافة الجزائرية دون أن نهتم به.

الكثير يشكون تهميش أعلامنا ومفكرينا، فهل ترى بأن الفيلم الوثائقي القصير يعد عاملا مهما لنفض الغبار والحد من هذه المشكلة؟

آلاف الأسماء تنتظر من ينفض الغبار عنها من: علماء، مفكرين، أبطال مقاومة، فنانين.. من الأحياء أو الأموات. أحيانا لما أبحث عن شخصية جزائرية على اليوتيوب، أتعجب من عدم وجود فيلم ولو قصير أو بورتري حولها، ويكفي القول بأن إحدى القنوات الفضائية التي تهتم بالأفلام الوثائقية خدمت ثقافتنا وتاريخنا أفضل منا. والسؤال المحرج هو: كيف يمكن أن تكون لنا نخبة، وطاقات مبدعة في مختلف المجالات تعاني من التهميش والإقصاء؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • قل الحق

    الاداريون هم فيروسات الجزائر التي دمرت الكفاءات و هجرتها، الاداري الذي لا يفقه شيئا في كل ما هو تقني و لا يعد عنصرا منتجا داخل المؤسسة، اسمحوا لي، راه داير شيكور على المهندسين و التقنيين عموما، اقسم بالله الذي اشهده على قولي، في المؤسسة التي اعمل بها لم يتحمل المدير العام عناء تعقيم المؤسسة او المكاتب او النقل و لم يتحمل عناء ارسال و لو رسائل نصية للعمال حول قراراته حول مزاولة العمل بداية من اليوم و حضر القليل فاعيدوا الى بيوتهم.
    السيد الرئيس المدير العام في هذه الظروف يناقش مع مجلس الادارة قرار تعيين فتاة من زمرته كاطار مسير، المعايير يعلمها وحده خاصة انها لا علاقة لها بالميدان.

  • Samir

    الادارة قتلت كل شيء: الابداع، التكنولوجيا، الاستثمار، التعليم، الصحة، الامل