هوائيات مقعرة تُستورد كصحون أكل للتهرّب من الرسوم الجمركية
وجهت المديرية العامة للجمارك، تعليمات صارمة إلى جميع المديريات الجهوية تأمر فيها بتشديد الرقابة في الموانئ على جميع صحون أكل معدنية مستوردة بعد أن أثبتت التحقيقات أن العديد منها في الأصل هي عبارة عن هوائيات مقعرة، وتم تمريرها بالإحتيال عن طريق تصريحات جمركية كاذبة، وهذا في انتظار الانتهاء من إعداد مشروع قانون يمنع استيرادها بصفة نهائية في الأيام المقبلة. وفي هذا السياق، كشفت مصادر موثوقة بالمديرية العامة للجمارك، أن مصالحهم وجهت تعليمات صارمة إلى جميع المديريات الجهوية خاصة على مستوى الموانئ، تأمرهم فيها على ضرورة تشديد الرقابة على استيراد الهوائيات المقعرة بعد أن أثبتت العديد من التحقيقات التي قامت بها مصالح مكافحة الغش التابعة لإدارة الجمارك، عن تورط أصحابها من خلال تقديمهم لتصاريح كاذبة لنوعية السلع المستوردة للتهرب من نسبة الجمركة المرتفعة المفروضة عليها، والتي تصل إلى 30 بالمائة نظرا لتوفر الإنتاج الوطني منها.. فضلا عن التصريح الكاذب عن اسم البلد الذي استوردوا منه سلعهم، إذ عادة ما يصرحون بأن هذه السلع القادمة من الصين وغيرها من دول جنوب آسيا مستوردة من أوروبا، مما يكلف الدولة خسائر مالية جد ضخمة تقدر بالملايير، عند دفع هؤلاء للحقوق الجمركية والرسوم على القيمة المضافة التي تختلف من بلد إلى آخر وتنخفض لما تكون السلع مستوردة من الاتحاد الأوروبي الذي وقعت معه الجزائر اتفاق شراكة يلغي الرسوم الجمركية. وجاءت هذه التعليمة حسب ذات المصادر، بعد أن تلقت المديرية العامة للجمارك العديد من الشكاوى من مصنعي الهوائيات المقعرة المحليين، من تضرر نشاطهم بفعل الاستيراد غير القانوني، خاصة أن تحقيقات ذات الجهات أثبتت لجوء العديد من المستوردين إلى استيراد هوائيات مقعرة صغيرة على أنها صحونو الأكل، ما يحقق هامش ربح خيالي لهؤلاء المستوردين، بحكم أن ضريبة الجمركة على صحون الأكل ضعيفة جدا، مقارنة بالضريبة المفروضة على الهوائيات المقعرة المستوردة.
وفي انتظار الرقابة المشددة المفروضة على جميع الهوائيات المقعرة المستوردة، فإن الجهات المعنية بصدد إنهاء مشروع القانون الخاص المتعلق بمنع استيراد هذا النوع من المنتجات، خاصة أن الجزائر شرعت في وضع خطة وطنية للتخلص من أزيد من 20 مليون “قصعة” والتي شوهت الوجه الجمالي للعمران بحلول سنة 2015، وذلك عن طريق تعويضها بالألياف البصرية التي ستعرض في شكل حلين ويتم توصيلها بالبيوت للاستفادة منها من 3 جوانب على غرار الهاتف، الأنترنت والتلفاز.