-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..وتستمرّ “البازقة”!

جمال لعلامي
  • 880
  • 0
..وتستمرّ “البازقة”!

وزيرة التضامن كشفت “البازقة”، وقالت إن 6 آلاف معوزّ مزيّف يتلقون إعانات الدولة، وهذا “الاعتراف” أو “الشهادة”، يدل على الاستفادات المتكررة وغير المستحقة، في مختلف القطاعات، فمن منح المعوزين والمعوّقين وقفة رمضان، إلى إعانات السكن، إلى السكن نفسه، مرورا بأموال “لونساج” و”كناك”، وصولا إلى قروض الاستثمار والاستيراد، انتشر الفساد والنهب والاحتيال، بطريقة غريبة، جعلته يتحوّل بعدما استشرى إلى تجارة وشطارة !
لكن، أليس من الواجب رسم علامات استفهام وتعجّب، أمام الإداريين والموظفين والمنتخبين والمسؤولين، وبعض الأميار ورؤساء الدوائر والولاة، ومديري المصالح، ممّن يتواطؤون ويتورّطون في تسريب أسماء لا تستحق الاستفادة من مختلف الخدمات والامتيازات التي تمنحها الدولة لشرائح معروفة ومحدّدة بالقوانين وقوّة المراسيم التنفيذية؟
الأكيد، أن في مثل هذه القضايا، يكون في الغالب التزوير واستعمال المزوّر و”شهادة الزور”، والاحتيال، أسهل طريق لنتف “غنائم” خارج القانون والأخلاق، لكن بالمقابل، فإن التواطؤ، سواء المباشر من طرف بعض الأعوان والمسؤولين، أم من خلال غضّ البصر وعدم التعمّق في التحرّيات، أم عدم القيام بها أصلا، هو الذي يمكن “الباندية” من استفادات غير مستحقة، ويحرم المحتاجين الفعليين من حقهم !
المستفيدون من حقوق غيرهم في المنح والسكن والوظائف والمساعدات وقفة رمضان وحتى صدقات المحسنين، هم سرّاق من نوع آخر، وطالما هناك مسروق هناك أيضا سارق، الحال في ذلك متلازمة الراشي والمرتشي وأكل “الغاشي” بلا رحمة ولا شفقة !
نعم، القضية أصبحت مع مرور الوقت، أخلاقية وتربوية، ولذلك تعدّدت وسائل السرقة وآليات النهب والسلب والخطف، واتسعت رقعة المولعين بهذه “المهنة” الجديدة، ولكلّ سارق مبرراته وشروحه وفتاويه، وأخطر ما في الحكاية، أن هذا النوع من “النشالين” ضمنوا لأنفسهم وعائلاتهم مكانة لائقة ومحترمة، والجميع من الطمّاعين يطمع في “هدية” من عندهم !
كان أفراد المجتمع يغارون من التقيّ والمتعلم والمتخلق والوفيّ والأمين، لكن للأسف لم يعد هناك تقريبا معنى لمثل هذه المفردات، فقد حلّت محلها مصطلحات مستحدثة في قاموس الحياة، من بينها البزناسي والسمسار ومحترف “التشيبا” والنصّاب والمحتال، وهذه هي الطامة الكبرى التي تنقل من جيل إلى جيل انحرافات وسقطات مذمومة اجتماعيا ومجرّمة قانونا ومحرّمة شرعا !
الأكيد، أن من يشرب الماء ليس كمن يأكل النار، ودون شكّ ما ضاع حقّ وراءه طالب، ولن يتلذذ السارق بالرزق المسروق !

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!