-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سبق للرئيس ماكرون طلب الصفح من عائلات الضحايا

وثائق وشهادات تورط “منظمة الجيش السري” في مجزرة “إيسلي”

محمد مسلم
  • 1596
  • 0
وثائق وشهادات تورط “منظمة الجيش السري” في مجزرة “إيسلي”
أرشيف

منظمة الجيش السري (OAS) هي المسؤول الوحيد عن مذبحة 26 مارس 1962، بشارع ديسلي سابقا، العربي بن مهيدي حاليا في الجزائر العاصمة، هو عنوان لتحقيق موثق أنجزه المؤرخ الفرنسي جان فيليب ولد أودية، وذلك استنادا إلى شهادات ووثائق هذه المنظمة الإرهابية.
واعتادت الدوائر التي لا تزال تحلم بـ”الجزائر فرنسية”، تخليد هذه الذكرى في 26 مارس من كل سنة، أمام قوس النصر في باريس لتكريم الضحايا الذين سقطوا في شارع ديسلي، وهم يتباكون على ظلم يقولون إنهم تعرضوا له في الجزائر، بقتل العشرات منهم، ثم طردهم منها.
وقبل أن تنكشف الحقائق، أشاع الكثير من المؤرخين المحسوبين على اليمين في المستعمرة السابقة، أن الجيش الفرنسي هو من قتل العشرات من الأقدام السوداء الذين خرجوا للتظاهر في قلب العاصمة بعد أسبوع فقط من توقيع اتفاقيات إيفيان، تنديدا بالجنرال الفرنسي، شارل دي غول، ورفضا لتوقيع هذه الاتفاقيات التي رسمت استقلال الجزائر بعد 132 سنة من الاحتلال الغاشم.
غير أن الحقيقة وفق المعطيات الجديدة المستنبطة من القراءة الموضوعية للوثائق والشهادات المسربة، أن ما حدث في 26 مارس 1962، كان مجرد استفزاز قامت به العناصر الأكثر تطرفا وتعصبا في منظمة الجيش السري الإرهابية، الذين استخدموا السكان المدنيين، لخلط الأوراق على أمل يائس من التراجع عن الاتفاق الموقع بين الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، والجمهورية الفرنسية.
ووفق ما جاء في تحقيق المؤرخ جون فيليب ولد أودية، فإن “كل ما قيل عن محاولة التمرد التي أشعلتها المنظمة الإرهابية (OAS) في 26 مارس 1962 في الجزائر العاصمة، منذ ما كتبه آلان روسيو في 17 مارس 2012 في المؤتمر الذي نُظم في إيفيان للاحتفال بالذكرى الخمسين لاتفاقيات إيفيان، تتعارض مع شهادة غير مسبوقة وتتعارض مع ما وقع في حي باب الوادي، التي يُزعم أنه تحول إلى “غيتو” من قبل الجيش الفرنسي، مات فيه الأوروبيون (الأقدام السوداء) بالجوع، وهو التوصيف غير الدقيق استغلته المنظمة لتبرير دعوتها لمظاهرة 26 مارس 1962″.
وجن فيليب ولد عودية هو مؤلف للعديد من الكتاب من بينها “اغتيال شاتو روايال (1992) والجزائر 1957 “، و”مزرعة المختفين (2021)، وقد ارتكز في تحقيقه، على وثيقة تم الكشف عنها مؤخرًا تحدد أحد عشر موقعًا للنيران المعادية الموجهة ضد الشرطة التي وجدت نفسها بعد ذلك في حالة دفاع عن النفس، خلال تلك المظاهرة بشارع إيسلي.
وجاء في التحقيق: “منذ البداية وحتى النهاية المأساوية لهذا اليوم، يتحمل “آشار” المدني و”فودري” الجندي، مسؤولية تطبيق التعليمة رقم 29 الصادرة عن الجنرال السابق سالان، الذي يعتبر المسؤول الأول عن مقتل الفرنسيين المتظاهرين في 26 مارس 1962 في شارع العربي بن مهيدي سابقا.
إن منشورا ذا إيحاءات مأساوية، وزع صباح الاثنين 26 مارس، كان سببا في اندفاع الأقدام السوداء الذين كانوا يقطنون في العاصمة لمساعدة سكان باب الوادي، الذين أشيع أنهم تحت حصار الجيش الفرنسي، فوقعت المجزرة بسقوط حوالي خمسين قتيلاً وحوالي 150 جريح فرنسي.
يؤكد صاحب التحقيق أن الكولونيل السابق رولاند فودري مساعد العقيد جودار السابق للعمل النفسي في فرقة المظلات العاشرة، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات لمشاركته في “مؤامرة باريس” أثناء انقلاب الجزائر على الجنرال دي غول، هو الذي هندس ما وقع في شارع إيسلي، بعد فراره من سجن “لا سانتي” في فرنسا.
ومن بين الشهادات التي قلبت الكثير من المعطيات، تلك التي صدرت عن أحد متطرفي “الجزائر الفرنسية” معروف بدعمه لمنظمة (OAS)، وهو مالك عيادة في الجزائر العاصمة، كانت تأوي سرا عناصر المنظمة الذين كانوا يحضرون للاعتداء على المتظاهرين في شارع العربي بن مهيدي سابقا، ومن بينهم النقيب أكار.
وبعد هذه الشهادات والوثائق التي تكشف تورط منظمة الجيش السري الإرهابية و”غلاة الجزائر فرنسية”، هل سيتغير الموقف الفرنسي الرسمي من هذه القضية، والذي كان يسلم بأن الجيش الفرنسي هو المسؤول عن تلك المجزرة، بل إن الرئيس إيمانويل ماكرون، كان قد اعتذر عن مسؤولية الدولة في تلك المجزرة وطلب الصفح من عائلات الضحايا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!