وزارة الصحة تحذر من أنسولين “مغشوشة”

خلّفت المعلومات المتداولة بشأن التحذير من منتج صيدلاني “مزوّر” موجه لعلاج مرضى السكري قلقا وخوفا في أوساط المرضى والعديد من الفاعلين في القطاع الصحي والصيدلاني، ويتعلق الأمر بأقلام الأنسولين من نوع “نوفو فليكس بان” لشركة “نوفونورديسك” الدنماركية المعبأ في أقلام بسعة 100 ملل في علب تتوفر على 5 أقلام.

ووجهت المديرية العامة للصيدلة والتجهيزات الطبية تعليمة إلى مديري الصحة بتاريخ 20 سبتمبر 2023 تحمل رقم 268  تفيد بتزوير المنتج الصيدلاني المتمثل في أقلام حقن لمرضى السكري “نوفو رابيد” “فليكس بان” للمخبر الصيدلاني “نوفونورديسك” وذلك بناء على المراسلة المرجعية للمركز الوطني لليقظة الصيدلانية والمادية رقم 36.

والي: جهود حثيثة لسحب الحصة الدوائية المعنية من الأسواق

وأفادت المراسلة الوزارية التي تحوز الشروق نسخة منها بأن الأمر يتعلق في بلادنا بحصة إنتاجية وحيدة تحمل رقم MT67P27 وعليه يرجى الانتباه والحذر في عملية الاقتناء، وأولت الوزارة عناية لنشر التعليمة على نطاق واسع من أجل تبليغها لمختلف المعنيين بالعملية.

وعلى إثر ذلك سارعت العديد من المديريات إلى تنفيذ التعليمة، حيث دعت مديرية الصحة بولاية قسنطينة في تعليمة صادرة تحت الرقم 328 بتاريخ 20 سبتمبر 2023 إلى توخي الحذر واليقظة في الطلبيات التي تتقدّم بها الصيدليات والتأكد من المسار الصحيح لطلبيات منتجاتهم، كما دعت مديرية الصحة بولاية الجلفة إلى الأمر ذاته في مراسلة رسمية وغيرها من المديريات الأخرى عبر مختلف ولايات الوطن.

أوحدة: أغلب المستهلكين لهذا المنتج أطفال ونساء حوامل

وأكّد سمير والي، رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الجزائريين المعتمدين في تصريح لجريدة الشروق أن الصيادلة تلقوا مراسلات رسمية من قبل مديريات الصحة تحذر من وجود دواء غير قانوني يتعلق بأقلام أنسولين “نوفو رابيد”، مع تحديد رقم الحصة المعنية بالأمر والمطالبة بالامتناع عن صرفها للمرضى في حال استلامها وتواجدها على مستواهم.

ودعا سمير والي بدوره المرضى والمواطنين الذي يستعملون هذا الدواء إلى التأكد من رقم الحصة في العلب الموجودة لديهم والمدون على العلبة، وفي حال تطابق تلك المعلومات، يتقرب المريض من الصيدلية لإعادة العلبة واستبدالها وتبليغ السلطات الصحية.

منظمة المستهلكين وجمعيات مرضى السكري يدعوان إلى اليقظة

وأكد سمير والي اتخاذ كافة التدابير لسحب هذه الحصة الدوائية من السوق الصيدلية الجزائرية في انتظار تعليمات أخرى للبحث والتحقيق في جودة وسلامة بقية الحصص المتداولة على مستوى السوق.

وأضاف والي أنّ النقابة نتابع آنيا ولحظيا هذه القضية لاكتشاف حصص أخرى ربما تكون محل متابعة أو تحقيق لإبلاغ الصيادلة بالامتناع عن صرفها وسحبها وإعادتها للممون الذي اقتناها من عنده.

وطالبت النقابة بتحديد نوعية التزوير إن كان يتعلق بدواء غير صالح للاستعمال او دواء دخل بطريقة غير قانونية من أجل تحديد نوع الخلل. واستذكر والي ما حدث في الآونة الأخيرة مع متعامل صيدلاني آخر تم سحب منتجه من السوق بشكل فوري وسريع من قبل وزارة الصناعة والإنتاج الصيدلاني، غير أن هذه الأخيرة لم تبد أي إجراء في هذه المرة.

وفي الأخير أفاد والي أنّ الصيادلة يتابعون باهتمام هذه القضية وهم يبحثون عن الكميات بالتنسيق مع مكاتب النقابة الولائية لتحديدها والإبلاغ عنها.

 جمعيات المرضى تطالب بتوضيحات لطمأنة المرضى

وبدوره أعرب فيصل أوحدة رئيس جمعية مرضى السكري، في تصريح للشروق، عن قلق المرضى بخصوص هذه القضية التي تمس سلامتهم وصحتهم وقد تؤثر عليها سلبا، داعيا السلطات الصحية الوصية إلى تبيان الأمر وتقديم المزيد من التوضيحات لطمأنة المريض، خاصة أن أغلبية المستهلكين لهذا النوع من الأنسولين السريع هم من المرضى الأطفال والنساء الحوامل.

وأضاف أوحدة “نطالب بتوضيحات دقيقة من الوزارة الوصية لمواجهة التخوف والقلق الذي ينتاب المرضى من المنتج الذي قد يقتنونه بدون الانتباه إلى رقم الحصة المعنية… نأمل من الوزارة تحديد درجة الخطورة الصحية للأنسولين محل تبليغ، خاصة أنها قد لا تكون فعالة بالنسبة للمريض، بعيدا عن تجاوز الإجراءات الإدارية والحصول على التراخيص وكيفية دخولها إلى الجزائر”.

بدورها وجّهت المنظّمة الجزائرية لحماية المستهلك وإرشاده “أبوس” في منشور لها عبر صفحتها الرسمية في “الفيسبوك” تحذيرا للتأكد من مسار المنتج، خاصة لدى الصيادلة الذين يعتبرون الحلقة الأساسية في التعامل مع المرضى في مجال صرف هذا الدواء.

وفي سياق ذي صلة، جدّدت مجموعة “الشراقة صحتي” لمساعدة المرضى التذكير بأهمية اقتناء الأدوية مباشرة من الصيدلية للمرضى المحتاجين، وعدم اقتنائه عبر قنوات أخرى قد لا تكون مؤكدة ومضمونة.