-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وسام وموسم

وسام وموسم

السنة الحسنة التي سنّها منذ أحد عشر عاما فتية من الجزائريين، آمنوا بربهم، فزادهم هدى، وربط على قلوبهم، وأفرغ عليهم صبرا، هي إصدار وسام، هو بدع في الأوسمة الجزائرية، وقد آتاهم الله – عز وجل- رشدهم فسموه “وسام العالم الجزائري”، ووفقوا في اختيار شعاره، وهو: “نعم، للجزائر علماؤها”، وذلك ردا على من يستكثرون على هذه الجزائر أن يكون لها ما لغيرها من الأمم علماء..
لقد صبر هؤلاء الفتية على ما نذروا أنفسهم له، واستمروا لمدة عقد من السنين وهم يحيون هذه السنة رغم المثبطات والمعرقلات، ولكن عزمهم وإرادتهم كانا أكبر من تثبيط المثبطين، وعرقلة المعرقلين، رغم قلة عددهم، وفراغ أيديهم مما يقوم عليه مثل هذه الأعمال.
لقد اجتهد هؤلاء الفتية فبحثوا عن هؤلاء العلماء الجزائريين في داخل الجزائر وخارجها، فاهتدوا إلى ثلة من هؤلاء العلماء، بعضهم معروفون لدى عامة الجزائريين، وبعضهم – رغم شهرتهم العالمية، وإنجازاتهم العلمية – مجهولون عند أكثر الجزائريين بسبب تقصير الهيآت والمؤسسات الوطنية التي يفترض فيها أن تعرف هؤلاء العلماء حيثما وجدوا وتعرّفهم لبني وطنهم..
كان العالم المكرّم، والموسّم بوسام العالم الجزائري في هذه السنة هو الدكتور جمال لكحل، ابن مدينة باتنة المجاهدة، الذي رأت عيناه نور الجزائر الأسى في عام 1965، سليل أسرة جاهدت بالسلام في سبيل حياة الجزائر والجزائريين، وهاهو ابنها جمال “يجاهد” بالعلم، ليحيي الجزائر الحياة الحقيقية إن الدليل على عزم هذا الشاب أنه أتم دراسته في الخارج بإمكاناته الخاصة، بعد أن لم يحظ بمنحة من الدولة.. ودليل آخر على نبل هذا العالم وشرفه أن ما ناله من مجد علمي ومن شهرة عالمية بقي قلبه مملوءا بحب الجزائر، التي توزع الحسن في مختلف الجزر العالمية واجتمع فيها، فهي “جزائر”، ولهذا يؤكد هذا العالم الأصيل الذي لم يبع أصله وأهله ووطنه، يؤكد قائلا: “أنا لا أساوم في حب الجزائر، والجزائر بالنسبة لي ليست ذاكرة فقط، وإنما هي سيولة وانسياب، تماما مثل ميكانيك الموائع، هي تسري في الفضاء، وأنا أنساب معها دون شرط ولا قيد..”.
إن هذا العالم يعترف لبني وطنه بـ”عبقريتهم” في تفاعلهم مع بنيتهم، واستجابتهم لتحديها، وأسسوا “نظام السقي بالفقارة في صحرائنا إلى اليوم لا نعرف ماهي الميكانيك التي تهندسها، لاتزال سرا لما يكتشف بعد، وهذا أمر عظيم”.
هنيئا لعالمنا المستحق بعلمه وأخلاقه لهذا الوسام، وشكرا لمن أسّسه ويسهر على استمراره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • الفكرة المقنعة تحكم من أقتنع بها

    نعم لا للتشاؤم كما قال جمال لكحل
    لكن ليس جميل أن تميز منطقة وتمجدها على منطقة أخرى
    فعندما تقول ابن مدينة باتنة المجاهدة فأنت تفرق بين أبناء وطنك
    ونفس الشيئ الذي يدرسونه للاطفال في كتب التاريخ
    ويمجدون أنفسهم بأنها أول رصاصة كانت في باتنة لإندلاع الثورة
    لا أعرف كم يبلغ طول الأذنان التي سمعت تلك الطلقة الأولة
    لكنها حتما كذب
    وعلى حسب علمي بأن الجزائر كلها مجاهدة
    كما انني اعرف بأن العلماء في كل مكان
    وكن متأكد بأن كل إنسان عالم بحد ذاته يعلم مالا يعلم غيره
    وهناك الكثير ما يقال عن تزوير التاريخ والجهوية وتمجيد الارهاب
    بطولات كاذبة

  • mehdi

    هنيئا للدكتور كمال لكحل بوسام العالم الجزائري.
    و ألف تحية و تقدير لهؤلاء الشباب أصحاب الفكرة.
    بالعلم و العلم فقط ستلحق الجزائر بموكب الازدهار و الرقي .

  • صنهاجي قويدر

    ويبقى العالم مجهولا ، فلم نعرف غير اسمه فلا مجال تخصصه ولا مكان دراسته ولا شهاداته عرفنا