-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وقاحة غير محترمة

وقاحة غير محترمة

نشر كاتب أمريكي اسمه دافيد جورسكي في سنة 2012 كتابا سماه: “وقاحة محترمة” تحدث فيه عن “نماذج بشرية” كما يقول الشهيد أحمد رضا حوحو.. ولو قدر لهذا الكاتب أو غيره أن يكتب كتابا ويسميه “وقاحة غير محترمة” لما وجد مثلا مجسما لها غير هؤلاء القوم المسمّين الفرنسيين الذين رأى أحد الشعراء أن آدم – عليه السلام- نفى أن ينتسبوا أو ينسبوا إليه، فقال:

رأيت آدم في نومي فقلت له:           أبا البرية إن الناس قد حكموا

أن “الفرانس” نسل منك قال:           إذن، حوّاء طالقة إن صح ما زعموا

لا يمكن – ولو تخيلا- أن تكون “الوقاحة غير المحترمة” إلا فرنسية، ذلك أنها إن وجدت في أي جنس لن تكون إلا ظرفية، وأما في الفرنسيين – ولا أستثني إلا قليلا منهم – فهي جبلية فيهم، لا تنفك عنهم، ولو أرادت الانفكاك عنهم لما تركوها، ولو أرادوا الانفكاك عنها لما استطاعوا، وهذا ما قاله عنهم الأمير المجاهد عبد القادر بن محيي الدين للرحالة الألماني هاينريش فون مالتسن، الذي أورده في كتابه الذي سماه: “ثلاث سنوات في شمالي غربي إفريقيا” (ج1. ص261)، وهو: “السلطان أبو ليون راجل، الفرانسيس لخرين الكل كلاب”، ويقصد الأمير بـ “أبوليون” نابوليون الثالث الذي أطلق سراح الأمير. أما أنا فلا أستثني حتى “أبوليون”، وها هو الأمير المجاهد يؤكد ما قاله الشاعر عن نفي أبي البرية نسبة الفرانسيس إليه، وليس الأمير عبد القادر وحده في هذا الرأي، ولكن الإمام عبد الحميد ابن باديس اقتنع بذلك إلى درجة رفضه أن يقول: “لا إله إلا الله” لو طلبت منه فرنسا أن يقولها، وهو الذي قضى سواده وبياضه داعيا الناس إلى قولها، لأن فرنسا – كما يقول المجاهد الإمام محمد البشير الإبراهيمي – هي “الصفوة المختارة في الشر”. (آثار الإمام الإبراهيمي. ج5. ص254).

لو لم تكن فرنسا كما وصفها الشاعر على لسان أبي البرية، وكما أكد الأمير المجاهد، والإمامان المجاهدان ابن باديس والإبراهيمي لما أقدمت “نخبة” فرنسا، الممثلة في سلكها الدبلوماسي في بلدين مستقلين في التآمر لتهريب “أنثى” مطلوبة للعدالة في بلدها.

العدالة عندما وزعت على العالم لم تنل منها فرنسا مثقال ذرة. ولو أراد العالم أن يلقن فرنسا شيئا من العدالة لولى هذا الشيء فرارا من فرنسا، ولرفضته فرنسا.

أعيد وأكرر المطالبة بتدريس ما سماه الإمام محمد البشير الإبراهيمي: “فقه الاستعمار”، وفرنسا هي المثل الأسفل في هذا الاستعمار، الذي سمي بغير اسمه فما هو إلا “استغراب”، و”استدمار”، و”لعنة الله عليه” كما كتب شاعرنا الحكيم محمد العيد آل خليفة.. ورحم الله شيخنا أحمد حماني الذي استمر يفتي بـ”تحريم” الجنسية الفرنسية على الجزائريين إلى آخر نفس في حياته، خاصة لمن هو في حكم “غير المضطر”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!