ولد علي الهادي السياسي الذي روّض الثقافة وصمد أمام المعارضة
“ولد علي الهادي”، اسم ارتبط بالنشاط الثقافي البربري والنضال في سبيل القضية الأمازيغية، من مواليد 1966بقرية أقني إسعد في عين الحمام بتيزي وزو. زاول تعليمه بالأطوار التعليمية الثلاثة في المنطقة، وهي المرحلة التي غذى فيها ميولاته السياسية تزامنا وأحداث الربيع الأمازيغي سنة 1980، ونمت بعد حصوله على شهادة الباكالوريا سنة 1985 والتحاقه بكلية الطب في جامعة “مولود معمري” التي كانت فضاء خصبا للنشاط السياسي.
انضم إلى صفوف المناضلين من أجل القضية والهوية الأمازيغية، وحرية التعبير والديمقراطية، ليكون ضمن مؤسسي حزب الأرسيدي وأعضائه البارزين سنة 1989، بعدما كان عضوا في الحركة الثقافية البربرية التي نظمت مسيرة 1988. النشاط الثقافي والنضال السياسي، دفعاه إلى التخلي عن مساره الدراسي وتنازله عن دراسة الطب ليتفرغ للسياسة، قبل أن يضاف إلى قائمة “المغضوب عليهم” في دار “سعيد سعدي“، بسبب تجاوزات قام بها يرفض الحديث عنها، حيث تقرر بعد ذلك إبعاده تماما من الحزب سنة، وصعب عليه الالتحاق بالأحزاب الغريمة، إلا أن أحد أسماء القائمة السوداء لدى الحزب، وعرفانا بالماضي المشترك في النضال انتشلته من الضياع عبر منصبها وزيرة للثقافة، إنها “خليدة تومي“، التي عينته مديرا لدار الثقافة “مولود معمري” في تيزي وزو وبعده مديرا للقطاع، الذي أصبح يلقب برئيسه لمدة عقد من الزمن. نشاطه السياسي الذي كان منذ البداية في صفوف المعارضة، لم يمنعه من أن يكون مديرا للحملة الانتخابية للمترشح “عبد العزيز بوتفليقة“. عرف “ولد علي الهادي” معارضة شرسة من منتسبي قطاع الثقافة بولاية تيزي وزو، الذين لم يتوانوا في استغلال أي ورقة يرون فيها السبيل للتخلص منه ومن سلطته على قطاع الثقافة، وهي المعارضة التي أبدى الرجل حيالها صمودا حديديا، بتماشيه وجميع المواقف التي وضع فيها وتعرض لها، إذ يعد رجل مواقف عن جدارة، رغم الانتقادات اللاذعة التي كانت تطاله من الفنانين ووسائل الإعلام وحتى الغرباء عن قطاعه. عرف بتمسكه بأهدافه وصموده في وجه العراقيل التي تواجهه، مجيدا اللعب على الأوتار الحساسة واستغلال الأوراق الرابحة لبلوغ مراده. عراقيل وتحديات أوصلته اليوم إلى تولي حقيبة وزارية تتمثل في قطاع الشبيبة والرياضة، الذي ينتظر منه أن يعطيه دفعا قويا ونفسا جديدا، لعل وعسى أن يستعيد القطاع شبابه من الشيخوخة المفروضة عليه منذ سنوات.