-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

..وينطلق موسم التطبيل!!

..وينطلق موسم التطبيل!!

ما إن ظهرت بوادر ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة حتى انطلق المتزلفون وطالبو المناصب والمكاسب في حملة استباقية لدعم الرئيس في معركته الانتخابية وتعداد الإنجازات والمناقب والمآثر، بينما كان كل هؤلاء قبل أشهر في حالة انتظار وترقب لما ستؤول إليه الأوضاع الصحية للرئيس ليتخذوا موقفهم الذي لن يخرج عن تأييد الرئيس المقبل للجزائر مهما كان.

أحدهم يقول إن بوتفليقة أشرف مني ومن أبي، والآخر يقول إن الرجل مدعم من قبل السماء وإن إرادة الله تقتضي أن يكون بوتفليقة رئيسا للجزائر، وإن إرادة الشعب إنما هي من إرادة الله، فإذا قرر الشعب انتخاب بوتفليقة فإنما فعل ذلك بإلهام من الله. وهو كلام حق لكنه قيل في سياق التطبيل والتزلف، وليس في سياق الإيمان بقضاء الله وقدره.

هي نماذج نراها في كل موسم انتخابي تقف من الطرف القوي ليس حبا له وإيمانا به واقتناعا ببرنامجه، وإنما حرصا على مصالحها، وهي أشكال لا تخدم بوتفليقة بل تسيء إليه لأنها لا تسانده عن قناعة وإنما هي في الواقع تعقد صفقة مربحة تحقق بها مكاسب معينة بدليل أن أحدهم قال بالفم المليان: إنه ضد الرئيس بوتفليقة لأنه لم يكافئه بشيء عندما سانده بقوة سنة 2004.

 لقد انطلق موسم التطبيل والتزلف وخرج الكثير من الذين كانوا ينتظرون الضوء الأخضر ليتحركوا وأصبح الذين يتحدثون بإنجازات الرئيس يتسابقون للحصول على منابر إعلامية علهم يلفتون انتباه محيط الرئيس فينالوا رضاه.

بمثل هؤلاء تم تعفين المشهد السياسي، وبمثلهم تم تدجين الأحزاب وتحويلها إلى قطيع تائه إذا مارس الموالاة فعل ذلك بدافع الطمع، وإذا مارس المعارضة فعل ذلك بدافع الانتقام. وبين هؤلاء وأولئك ضاعت الممارسة السياسية الحقيقية وتحولت البلاد إلى سلطة بلا رقيب وموالاة بلا وعي وضمير ومعارضة بلا تأثير.

 

والخاسر الأكبر في ذلك هو الشعب الجزائري الذي لم يتذوق طعم الديمقراطية إلا من خلال مجالس نيابية شكلية لا تملك الشجاعة ولا الصلاحيات لمحاسبة ومراقبة السلطة التنفيذية التي تغوّلت على جميع السلطات، وتحولت إلى حكم مطلق لكنه مغلف ومقولب في شكل “ديمقراطوي” لا نظير له في العالم أجمع!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • أمل

    أستاذي الفاضل لغة التطبيل ستبقى ما بقي الإنسان حيا في الدنيا وربما في الجزاءر ولكن اعتقد أن عامة الشعب أوعى أن صح التعبير لانه يدرك أن الرءيس مريض فلا يمكن أن يسير البلاد مثل السابق كما اعتقد أن رئيسنا يدرك ذلك فات قع أن العهدة رابعة لن تكون

  • ابن الجنوب

    هذا الموروث الحضاري المتمثل في التطبيل والتزمير أكتسبه الشعب الجزائري أباعن جدمن عهدالأم الحنون فرنساوهو يخص الطبقة التي تدور في فلك الحاكم أي كان جنسه أو سلوكه ومهما كانت نواياه فهذاالرهط البشري لاذمة له ولا أصل من 1962وهم على نفس المسيرة في المدح والتهليل لكل حاكم مهماكان سواءخائن أو عميل أو على فراش الموت أومشلول فلا يهمهم مصير الجزائر متحصنين بالجنسيتين الجزائرية والفرنسية عندما تشتدالأمور في الجزائر يسافرون بجوازات سفر فرنسية وعندما تستب الأوضاع يعودون إلى سابق عهدهم للنفاق والكذب التخريب

  • الجزائرية

    إنها مشاهد مألوفة في كل بلاد العالم حتى في أكبر"الديمقراطيات" فأمريكا مثلا يتحرك مع كل استحقاق لوبي المساندة من رجال المال والأعمال و الإعلام لهذا أو ذاك و يمول الحملات الإعلامية و الدعائية من أجل مصالح هذه المجموعةأو تلك ...أما الشعب الجزائري فقد ارتقى ولا أحد بإمكانه الكذب عليه مثل السابق بل إن الديمقراطية قد جعلت الأحزاب التي لم تبن على البرامج بل الجهوية و الدين و الشعبوية تفلس و انتهى أمرها اليوم في الجزائر..عليها أن تبني برامج لتتجدد وإلا تبددت ...