الرأي

..وينطلق موسم التطبيل!!

رشيد ولد بوسيافة
  • 2334
  • 3

ما إن ظهرت بوادر ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة حتى انطلق المتزلفون وطالبو المناصب والمكاسب في حملة استباقية لدعم الرئيس في معركته الانتخابية وتعداد الإنجازات والمناقب والمآثر، بينما كان كل هؤلاء قبل أشهر في حالة انتظار وترقب لما ستؤول إليه الأوضاع الصحية للرئيس ليتخذوا موقفهم الذي لن يخرج عن تأييد الرئيس المقبل للجزائر مهما كان.

أحدهم يقول إن بوتفليقة أشرف مني ومن أبي، والآخر يقول إن الرجل مدعم من قبل السماء وإن إرادة الله تقتضي أن يكون بوتفليقة رئيسا للجزائر، وإن إرادة الشعب إنما هي من إرادة الله، فإذا قرر الشعب انتخاب بوتفليقة فإنما فعل ذلك بإلهام من الله. وهو كلام حق لكنه قيل في سياق التطبيل والتزلف، وليس في سياق الإيمان بقضاء الله وقدره.

هي نماذج نراها في كل موسم انتخابي تقف من الطرف القوي ليس حبا له وإيمانا به واقتناعا ببرنامجه، وإنما حرصا على مصالحها، وهي أشكال لا تخدم بوتفليقة بل تسيء إليه لأنها لا تسانده عن قناعة وإنما هي في الواقع تعقد صفقة مربحة تحقق بها مكاسب معينة بدليل أن أحدهم قال بالفم المليان: إنه ضد الرئيس بوتفليقة لأنه لم يكافئه بشيء عندما سانده بقوة سنة 2004.

 لقد انطلق موسم التطبيل والتزلف وخرج الكثير من الذين كانوا ينتظرون الضوء الأخضر ليتحركوا وأصبح الذين يتحدثون بإنجازات الرئيس يتسابقون للحصول على منابر إعلامية علهم يلفتون انتباه محيط الرئيس فينالوا رضاه.

بمثل هؤلاء تم تعفين المشهد السياسي، وبمثلهم تم تدجين الأحزاب وتحويلها إلى قطيع تائه إذا مارس الموالاة فعل ذلك بدافع الطمع، وإذا مارس المعارضة فعل ذلك بدافع الانتقام. وبين هؤلاء وأولئك ضاعت الممارسة السياسية الحقيقية وتحولت البلاد إلى سلطة بلا رقيب وموالاة بلا وعي وضمير ومعارضة بلا تأثير.

 

والخاسر الأكبر في ذلك هو الشعب الجزائري الذي لم يتذوق طعم الديمقراطية إلا من خلال مجالس نيابية شكلية لا تملك الشجاعة ولا الصلاحيات لمحاسبة ومراقبة السلطة التنفيذية التي تغوّلت على جميع السلطات، وتحولت إلى حكم مطلق لكنه مغلف ومقولب في شكل “ديمقراطوي” لا نظير له في العالم أجمع!!

مقالات ذات صلة