-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رحلة مع ذي القرنين

يأجوج ومأجوج وصناعة الرّعب

أبو جرة سلطاني
  • 1017
  • 0
يأجوج ومأجوج وصناعة الرّعب

لما رأى القوم قدوم ذي القرنيْن إلى أرضهم تجمّعوا حوله واشتكوا له حالهم مع عدوّهم يأجوج ومأجوج، وعرضوا عليه ميزانيّة كبيرة جعلوها له أجرَ ما سينجز لهم من ردْم بين جبليْن يحبس خلفه حركة يأجوج ومأجوج؛ وهم جنس من الخلْق سريع التّكاثر سريع الانتشار.. يخرج في آخر الزّمان قبل قيام السّاعة. نسجت كثير من الكتب حولهم أساطير كثيرة وروايات إسرائيليّات لا سند لها، فلا نخوض فيها.

فمنهجنا لا يحفل كثيرًا بكلّ رواية ليس لها سند ولا يترتّب على معرفتها عمل؛ فالعلم بها لا يزيد في إيماننا. والجهل بها لا يؤخّر أجرا ولا يقرّبنا شبرا من الجنّة. فحسبنا من خبرهم أنّهم سيخرجون في آخر الزّمان قبل قيام السّاعة لقوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ)) (الأنبياء: 96). وحسبنا من صفتهم أنّهم عِراض الوجوه. صغار العيون. صُهْب الشّغاف كأنّ وجوههم المجان المطرقة..

حبسهم سدُّ ذي القرنيْن في مكان لم يحدّده العلماء لا في القوقاز ولا في الصّين أو في بلاد الهند.. ولا يهمنا معرفة مكان حبسهم. يكفي أنّ السدّ موجود وأنّ يأجوج ومأجوج سينْقبونه في الوقت المقدّر لهم وسوف يخرجون من وراء وينتشرون في الأرض. وأنّ خروجهم وانتشارهم علامة من علامات السّاعة الكبرى. وما ماعدا هذه المسائل، التي لها صلة بالعقيدة، فلا ينفعنا الخوض فيها. فلنمضِ إلى ما جاءت به آيات القرآن المبين.

من حديث القوم لذي القرنيْن عنهم يتأكّد أنهم جنسٌ من البشر. وأنهم عدوانيّون يسيئون الجوار ويغزون من حولهم ويتوسّعون في الغارة.. وهو ما فرض على الأقوام الذين يجاورونهم العيش في عزلة بين سدّين بما زرعوه في أنفسهم من مشاعر الخوف والتّوجّس وترقّب العدوان. فهم أمّة معديّة وجيرانهم أمّة من الغوغاء لا يفقهون من تدابير العيش شيئا؛ فلا حظّ لهم في نفير. ولا قدرة لهم على جمع كلمة. ولا على توحيد صفّ. ولا على تحرير ذات من هواجس العدوان.. فحياتهم عيشٌ على غريزة القطيع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!