يجمعنا الإسلام وتفرقنا الأنساب ورقم الولاية
ظهرت اليوم الكثير من وسائل التفرقة بين ألأفراد في مجتمعنا بصورة رهيبة، وأوجدت بينهم الفرقة والتشتت كل على شاكلته، بالرغم من انعدام كل دوافع التمييز في المجتمع، إلا أننا نشهد اليوم مواقف كثيرة توحي بأن البعض يرى أن أبناء بلدته أو عشيرته هم الأولى بالسلطان من دون غيرهم، نظرات الاستهزاء والسخرية تطال الكثير من الأفراد حتى يحس الواحد منهم أنه ليس في وطنه، بل ويعامل في العديد من المناطق غير المعاملة التي يلقاها أفراد تلك المنطقة من غير ذنب ولا جرم.
العربي والأمازيغي الوتر الذي تعزف عليه الجهوية
إن التباين الوحيد الذي يظهر للعيان في بلدنا هو العربي والأمازيغي حتى وإن لم يكن له تأثير كبير بيننا، فالأشياء التي تجمعنا أكثر من التي تفرقنا، لكن وللأسف يستغل الكثير من الأشخاص هذا الوتر للعزف عليه وفيه الكثير من الأشخاص من يستأنس هذه الموسيقى فينساق وراءها عن جهل يصل إلى حد التمرد على الأخلاق وتصبح المعاملات بين الأفراد عقيمة عندما تحتكم إلى هذه المعايير، وهو ما خلق الجهوية بين من هو عربي وأمازيغي، فحين تتجول في الكثير من المناطق في بلدنا ترى تأثير هذه الدعوات واضحا حاملا للتشتت والتفرقة بالرغم من انعدام الدوافع التي تحث على التمييز بين الأفراد والجهوية في التعامل والتي كانت في سنوات الخمسينيات من القرن الماضي، لكن جاءت اليوم في صور جديدة من لهجة وأصل وغيرها.
رقم ولايتك يحدد هويتك
لقد أصبح هذا الترقيم بين الكثير من الناس وسيلة للتفرقة بين الأشخاص، فبمجرد خروجك من حدود ولايتك تدرك أنك في مقاطعة أخرى بالرغم من أنك لم تعبر حدودا ولم تقتن تأشيرة، أفكار ترسخت بين أفراد الوطن الواحد أن هناك سلما لتصنيف الأشخاص وكل له وزنه وقيمته ونحن لسنا سواسية في الكثير من الأمور، فيجب أن تعرف من أين أنت، فسؤال من أين أنت يحسس الواحد منا على أنه على الأرض الخطأ، لذا واجب عليه أن يكون حريصا أين وضع أقدامه، شاع اليوم بين الناس أن هناك سكانا أصليين للمنطقة ولهم كل الحقوق، وفي المقابل هناك الرحل الذين تأخروا في التواجد في هذه المنطقة وهم أقل شأنا، وتاريخ وجودك في هذا المكان يضعك في الخانة الخاصة بك، وإذا كنت خارج رقم المنطقة التي أنت فيها فأنت غير مرحب بك، حتى وإن لم يظهر للعيان، ويبقى الترحيب على مضض إلى حين.
التكتلات في أماكن العمل خلقت التمييز بين الأفراد والجهوية
تلاحظ في الكثير من المؤسسات وفي العديد من الأسلاك المهنية دون استثناء حتى ولو كانت بسيطة، أنك تصادف ماعدا أشخاصا معينين لمنطقة ما، هذا ما خلق الجهوية في هذه الأماكن تكون لهم الأفضلية في العمل وغيرها من الأمور، مؤسسة في بلد واحد، لكنها بأجناس مختلفة رسمها العديد من الأفراد في أذهانهم، حرك بذلك هذا التمييز بين الأشخاص الضغينة للكثير من الأفراد، وفتح المجال للسخرية للعديد الآخر بالرغم من أنهم يطأون ألأرض نفسها ويتكلمون لغة واحدة، هذه الحدود التي رسمها الكثير منا تحققت واقعا بمثل هذه التكتلات في كل الأماكن، وأصبحنا اليوم جماعات جماعات حتى في الأماكن الضيقة ينفر الواحد منا من أخيه، لأنه يحتكم إلى معايير بالية لا يملك لها لا دليلا ولا حجة، لكن انساق وراء الداعين لها فقط.
لا تظهر للعيان الكثير من هذه الوسائل التي ترسم الحدود بين الأشخاص، لكنها تنضج من سنة إلى أخرى والتي تتغذى أصلا من التوترات بين الأفراد سواء الرياضية أو السياسية والاجتماعية مما جعلها تظهر واقعا في السنوات الأخيرة.