-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
شخصيات سياسية ورياضية وفنية وإعلامية تبكي علي فضيل:

يوم أسود في مقر مجمع الشروق

وهيبة سليماني
  • 3518
  • 1
يوم أسود في مقر مجمع الشروق
ح.م

بقلوب ملؤها الأسى والحزن، ووجوه خيمت عليها الصدمة وفاجعة الموت، دخل رفقاء وزملاء الراحل علي فضيل في مهنة المتاعب، وشخصيات سياسية ورياضية وفنية، وعسكرية، رجال أعمال، ومعجبون وقراء لجريدة “الشروق”، ومتتبعون للبرامج التلفزيونية، مقر قناة “الشروق” بقاريدي بالقبة، لتقديم التعازي لعائلته، وموظفي مجمع الفقيد.

لم يتوقف سيل المعزين منذ أن أعلن خبر وفاة الإعلامي علي فضيل، صبيحة الخميس، على مقر قناة “الشروق” بقريدي، أين خيم الحزن والأسى، والحيرة بين عمال وموظفي القناة، حيث ساد الصمت وتثاقلت الحركة ودمعت العيون بهدوء، بشيء من عدم التصديق.

كانت الساعة في حدود العاشرة صباحا، عندما جاء خبر رحيل المدير العام لمجمع “الشروق”، وكانت القنوات التلفزيونية بدءا بقناة الشروق، قد أذاعت رسميا وفاة علي فضيل، فبكى العارفون بالراحل حرقة الفراق غير المتوقع، والمفاجئ.

وفجأة وبدقائق فقط، أصبح مقر قناة الشروق، مزارا للشخصيات والإعلاميين ورجال الأعمال، ودخلت قنوات تلفزيونية وطنية بمكروفوناتها، لرصد أجواء الحزن والمشهد الجنائزي داخل مقر قناة طالما سعت لزرع الفرحة وبعث الحياة والبهجة في قلوب الجزائريين.

حضر الجميع، لكن المدير العام لمجمع الشروق، غاب.. ولكنه بقي في القلوب وبقيت بصمته في الإعلام الجزائري التعددي، من الوزير الأول السابق، عبد المجيد تبون، إلى وزيري الثقافة السابقين، عز الدين ميهوبي، ونادية شلبي، إلى البطل الرياضي نور الدين مرسلي، وغيره من الرياضيين، إلى زملاء في المهنة ومسؤولين سابقين، وشخصيات عسكرية مثل العقيد المتقاعد رمضان حملات، إلى أساتذة جامعيين، وإطارات ساميين، وممثلين عن المديرة العامة للجمارك، وفنانين، وبسطاء من المعجبين بالراحل، كلهم عبروا عن حزنهم الشديد لفراق قامة من قامات الإعلام الجزائري.

دموع وشهادات لخصال الراحل

وإثر وفاة المدير العام علي فضيل، ترحم كل من دخل مقر القناة، ولسانه ينطق بخصال المرحوم في تلقائية واضحة، متذكرا آخر اللقاءات معه، وآخر الكلمات التي تدرج أغلبها في خانة التحفيز والتشجيع، والمواساة.

كانت أول أمس، وقبل منتصف النهار، سيارات هؤلاء المعزين مكتظة أمام مبنى قناة الشروق، بقاريدي، مما زاد جو الحزن رهبة، وسبقت مواساة زملاء المهنة في مختلف الوسائل الإعلامية، الجميع فلم يتوانوا في الوقوف مع صحفيي الشروق وتقديم التعازي لهم، حيث عبر الكل عن الفاجعة.

 قاعة الاستقبال للقناة اكتظت هي الأخرى بالمعزين، واختلط الجميع في كوكبة جنائزية ضمت الوزير والسياسي والمعرضين في الرأي، والعامل البسيط بالوزير، واتحدوا في كلمة حق “رحل ولكنه ترك صرحا إعلاميا مبنيا على أسس قوية”.

وقال وزير الثقافة السابق، عز الدين ميهوبي، “إنه قلب واسع يعرف كيف يسير الأزمات”، وقال الوزير الأول السابق، عبد المجيد تبون “علي فضيل يملك ابتسامة مميزة لا يبخل بها على أحد.. فقدته كصديق أثق فيه، كنت أنفرد به للنقاش في مختلف المواضيع”.

وأضاف تبون، بشيء من الحرقة والحزن قائلا “تعجبني ضحكته.. في الهم يضحك، ويتحمل الكثير، ووضع ثقته في سنة 2016، وقصدني ليحكي لي مدى الضغط الذي يمارسه عليه بعض الأطراف لتحطيم مؤسسة الشروق”.

” فقدت أخا.. رحمة الله عليه”، قالها الشيخ فرحات الذي زادت بحة صوته المميز لفرط الصدمة إثر وفاة علي فضيل، وكان حسب تصريحه، قد اتصل به المرحوم قبل سفره بيومين، وأخبره أن سيتفق معه حول البث المباشر لحصة من تنشيطه.

شريط الذكريات مع المرحوم في حضرة المعزين

وفي حضور حشود المعزين، الذين لم تتسع لهم قاعة استقبال مقر جريدة الشروق، عرض شريط الذكريات على أعين من عرفوا علي فضيل منذ كان طالبا إلى أن أصبح مديرا عاما لمجمع الشروق، حيث تذكرت الإعلامية دليلة بوعكاز، الصحفية في وكالة الأنباء الجزائرية، أيام الدراسة الجامعية مع الراحل، قائلة “وفاة صديقي سيد علي فضيل أعادتني 40 سنة إلى الوراء.. إلى أيام الجامعة.. تذكرت كل الأحداث، لقد مر شريط الذكريات كأنه البارحة”، وأضافت بأن أهم شيء بقي في ذاكرتها هو أنهما كانا متخندقين في خندق واحد، حيث إنها أيام الجامعة في بداية الثمانينات، كان الطلبة مقسمين إلى تيارات سياسية “شيوعيون، وإسلاميون، وديمقراطيون”، لكنها بقيت تؤيد أفكار علي فضيل.

وتضيف “كان خريج سنة قبلي.. وكنا نتقاسم نفس الأفكار والرؤى وجمعتنا الصحافة بعد ذلك.. أتذكر هندامه وهو طالب.. كان دائما بهندام كأنه هو الأستاذ، وكان وسيما ومميزا بهذا الهندام قبل أن يميز إعلاميا.. بعد ذلك جمعنا العمل الإعلامي”.

من جهته، قال والي ولاية وهران سابقا، بشير فريك، “كنت من المؤسسين والمشاركين في تأسيس جريدة الشروق اليومي مع عبد الله قطاف وسعد بوعقبة، بشير حمادي، وأيام المحنة، الجريدة الوحيدة وقفت إلى جانبي، ونشرت لي صفحة كاملة في قصتي الموجهة إلى رئيس الجمهورية”.

وبكى فريك، ثم مسح دموعه، مضيفا بتأثر بالغ “أيام تواجدي في السجن زار ابني عادل مقر الجريدة فسلمه علي فضيل مبلغا ماليا معتبرا.. وقفة إنسانية لا أنساها أبدا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نبيل

    الله يرحمه برحمته