-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يوم للعلم.. والباقي؟..

عمار يزلي
  • 611
  • 0
يوم للعلم.. والباقي؟..

من سوء صدف العلم عندنا، أننا جعلنا له من وفاة العلامة عبد الحميد بن باديس، عليه أفضل الرحمات، مناسبة للاحتفال به، يوم كان ينبغي أن يكون بمناسبة يوم ميلاده، لا يوم وفاته، حتى ولو افترضنا جدلا أن تاريخ ميلاده غير محدد، لعلمنا أنه أيام الاحتلال، القليل من الجزائريين كانوا يسجلون أبناءهم لدى “إضارة” الاحتلال باليوم والساعة، رفضا منهم للخضوع للإدارة وعدم اعترافهم بهم، وهذا كجزء من المقاومة الثقافية للاحتلال، وأيضا لأسباب أخرى… لهذا، تبدو المفارقة واضحة: إحياء يوم العلم بمناسبة يوم وفاة العالم!

مع ذلك، تبدو الأمور أكثر انسجاما مع الطرح العام، المتمثل فيإحياء يوم للعلم من بين 365 يوم.. لـغير العلم” (الجهل، الأمية، الكرة، البزنس، التهريب، البوليتيك، الهدرة، الاستهلاك..). وهذا يعكس واقعنا المرّ، فالعلم عندنا، من حيث أهميته لدى العامة والخاصة ولدى أولياء الأمر (منهم)، لا يمثل سوى 1 على 356! ولهذا، نحييه بموته سعادة وفرحا وتفاخرا بأننا قتلنا العلم! وأن العلم قد قتل عندنا يوم توفي العالم! ولكي نفهم الأمر، يكفي أن نعرف أن العالم هو أدنى النخبة مرتبة والمثقف هو أهمش واحد سياسيا، والاعتبار كله للمال والأرجل.. أما الرؤوس، فكأن على رؤوسها الطير أو قد حملت خبزا أكلت الطير منه!).

نمت على ذكرى هذا اليوم، الذي كنا نتمنى أن يكون ردا للاعتبار للعلم والمثقف والمفكّر والمبدع والفنان والمخترع والمكتشف والباحث والمنتج للمعرفة، ويوم الاعتماد عليهم لا على بقايا رعاع الريع والمصالح والانتهازية السياسية والمالية والتزلّف والتملق والخنوع في طلب المناصب من السياسي الأمي والإداري الجاهل، ورجل السلطة المريض بجنون العظمة المخلوع في نفسه، المخنوع بأنفه لمن هو أعلى منه، لأجد نفسي أرأس لجنةلتطوير العلم والعلومواسمي هوبن أميةوينوب عنيأبو جهل، أعضاء اللجنة هم سبعة من خيرة الإداريين الذين لا يملكون سوى شهادة الميلاد، البعض منهم يملك شهادة أن لا إله إلا الله، حازوا عليها بالوراثة أبا عن جد!، كلهم أبناء عمومة وأخوال وإخوة وأخوات من عائلتيْ بني أمية وأبي جهل! لقد طردنا ممثلبن طالب، وأيضابن معلموعوضناهما بالسيدين الفاضلينآغيولوبوحمير“.. مهمة اللجنة هي وضع استراتيجية فعالة للنهوض بالعلم والثقافة والفكر في بلادنا! وخرجنا بتوصيات مهمة منها: تغيير العقلية بوضع الصباط محل المخ، أو حشوه بالمعدة، وتحويل المخ إلى البطن وما أسفله إلى غاية الأقدام!. هكذا، سيتطور العلم نحو الأسفل، وسنرفع السفالة والسفاهة إلى أعلى عليين ويكون العلم قد أحييناه ميتا، وقتلناه حيا.

 

وأفيق وأنا أرد على سؤال ابنتي وأنا لازلت أهترف: العلم نور.. نعم.. والجهل؟..مانيش عاقل..! واقيلا.. الجهل أنوار! الحاصول، العلم لله!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!