-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يُضحّون بأنفسهم من أجل “إسرائيل”

يُضحّون بأنفسهم من أجل “إسرائيل”

ما تقوم به بعض الدول، التابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، بدعمها الأعمى للكيان الصهيوني، يتجاوز المازوشية بمراحل، فهي لا تكاد تعرف أي تفصيل من “القصة” حتى تقول: “أنا مع الظلمة وضد الحق”، فلا ما نطقت به محكمة العدل الدولية، أعجبها، ولا تلك الصور الفظيعة القادمة من غزة، روّعتها، ولا حتى ثقل ظل ودم ونتانة “نتانياهو”، أبعدتها مسافات عن قرفه، ثم سارعت لتصطف خلف الولايات المتحدة الأمريكية، في رفع أيديها عن تمويل الأونروا، بالرغم من أن مساهمة بعضها لا تتجاوز الدولار الرمزي، مصدِّقة من دون أي تفكير أو سؤال الرواية الأمريكية التي تزعم أن أفرادا من هذه المنظمة الإنسانية شاركوا في طوفان الأقصى، الذي عرّى كل الأنظمة والشخصيات من دون استثناء، فما بقي فيهم ذوو الوجوه المتعددة، والأقنعة الزائفة، وأصحاب الألوان الرمادية، التي لا داكن فيها ولا ناصع.

هناك سؤالٌ محيّر، يطرحه حتى أبناء بلاد الغرب، وهو: لماذا إسرائيل؟ فإذا كانت المملكة المتحدة، قد أجابت في عهد بلفور، وأجاب أيضا جو بايدن، منذ سنوات، نيابة عن الأمريكيين عندما قال: “لو لم تكن إسرائيل لسعينا لأجل أن تكون”، فإن اصطفاف بقية البلدان خلف هؤلاء، بهذه التبعية العمياء وبالدوس على جثث الأطفال والمرضى، يجعلنا ندرك أننا أمام إنسانية بلا إنسانية، وعالم بلا معالم أخلاقية.

للأسف، لم يعد للأمة العربية أي روح، بعد أن انقسمت أهواء ومصالح، ومنها من اختارت الجانب الصهيوني، حتى نافست الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، في عدائها للمقاومة، فلا هي أعطت سلاحا، ولا هدّدت ببترول، ولا حتى قالت كلمة حق في وجه عالم جائر، لأجل ذلك صارت بلدانٌ غربية تعلن مساندتها للصهاينة بلسان مسؤوليها من قلب بلدان عربية، فجاءت رقصة الغرب هناك، بقدر ضرب الدفّ هنا، فعشنا على مدار قرابة أربعة أشهر، مأساة أخلاقية، وصلت إلى حدّ تعليق تمويل “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين”، التي هي في الأصل تابعة للأمم المتحدة، التي يعني قرار دولها التسع المسانِدة للصهيونية، عملية تجويع وإبادة جماعية في حق الأيتام وضحايا جرائم الحرب، مع سبق إصرار وترصد.

يقال إن مساعدات الولايات المتحدة للإسرائيليين عسكريا، فاقت 250 مليار دولار في العقدين الأخيرين، وما خفي أعظم بكل تأكيد، وفي المقابل قدمت عرضا بهلوانيا بمساعدة للأنروا، بقرابة ثلاث مئة مليون دولار سنويا، وفي كل مرة تستعمل جبروتها لتوقيف تمويل مدارس وملاجئ وبعض دور ومطاعم الأونروا، وقد سبق لها وأن أوقفت الدعم سنة 2018، بسوط من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي رفض مجرد مبدإ الأونروا في حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، وكان يأمل مثل الصهاينة، في أن تكون الأونروا بملاجئها، بساطا يطير بالفلسطينيين إلى بلاد أخرى، ليتركوا الصهاينة بعيدين عن الطوفان.. طوفان الأقصى.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!