الرأي

يُمكننا هذا…

محمد سليم قلالة
  • 733
  • 7

يُمكن لبلادنا في هذا الظرف بالذات أن تنتقل تدريجا إلى مصاف الدول القائمة على الشرعية والشفافية في تسيير الشأن العام التي يسودها القانون وتعلو فيها العدالة كل شيء.
يكفي أن تبرز بوضوح إرادة سياسية تؤمن بأن أسلم طريق لبناء دولة قوية قادرة على الصمود في القرن الحادي العشرين وقادرة على أن تكون لها مكانتها وكلمتها بين الأمم، هو تمكين الإرادة الشعبية من التعبير عن خياراتها من غير أي ضغط ولا توجيه أو تزييف. ونحن نملك الآن كافة الشروط لتحقيق ذلك: استقرار أمني لا شك فيه، وترسانة من القوانين الضامنة للنشاط السياسي لا تحتاج سوى إلى التطبيق، وكفاءات بشرية لا يُستهان بها لتجسيد ذلك في الميدان.
لماذا لا يتم الانتقال إلى المستوى الأعلى من العمل بدل البقاء ضمن إعادة تكرار تلك الأساليب البالية في تسيير الشأن العام، واعتماد تلك الطرق التي عفا عنها الزمن في اختيار القيادات السياسية وغير السياسية في كافة المستويات. أليس الأجدر بنا اليوم، إذا كُنَّا نزعم بأننا نتقدم في مجال بناء الدولة ومؤسساتها أن نستبدل ما أصبح غير قادر على تلبية طموحات كافة المواطنين في مجال تسيير شؤونهم العامة بما هو أفضل وأحسن؟
إننا نهرب من قول الحقيقة، عندما نقول إن الأساليب الحالية كافية لبناء دولة عصرية قادرة على مقارنة نفسها على الأقل بالدول الصاعدة التي أصبح العالم يحسب لها ألف حساب وهي تصل بسرعة فائقة إلى مجموعة العشرين (اندونوسيا) وتتطلع إلى أن تكون بين العشر الكبار في العالم (تركيا)، أو إلى أن تكون بين الخمسة الأكبر (الصين). بل إننا نُضيّع على أنفسنا فرصة كبيرة عندما لا نُفكِّر بجد بأن نكون ثاني دولة إفريقية بعد جنوب افريقية في مجموعة العشرين.
هل هذا طموح غير مشروع أو من المستحيلات؟ أم أنه مكتوب علينا أن نبقى في كل مرة نُكرِّر ذات الأخطاء… انتخابات مطعون فيها، وممثلون للشعب لا يُمثلونهم، ومؤسسات تحافظ على نفسها بصعوبة بسبب هشاشة نوعية المشكِّلين لها، وحركة في مجال التطوير تعاني صعوبات في التنفس جراء خيارات كهذه ومسؤولين غير قادرين باستمرار على الانتقال إلى السرعة الأعلى.. فنبقى في المرتبة ما بين 50 و55 في العالم تسبقنا دول أقل مِنَّا إمكانيات وقدرات بشرية مثل المكسيك، إيران، نيجيريا، ماليزيا، الفليبين، باكستان… الخ.
هل محكوم علينا أن نبقى أسرى أساليب عمل أثبتت محدوديتها، أم أنه علينا استبدالها بأساليب أكثر نجاعة وقدرة على أن تكون في مستوى تطلعاتنا. أتصور بأنه يمكننا بالفعل القيام بالخيارات الأفضل في هذه الفترة بالذات ونحن على أبواب موعد انتخابي هام من بين مواعيدنا الانتخابية. يُمكننا أن نفعل هذا ونستدرك ما فاتنا على أكثر من صعيد… هل نفعل؟

مقالات ذات صلة