-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ذهاب روراوة.. خيبة في "الكان".. المونديال ومهازل أخرى

2017 عام القحط الذي خلخل “الخضر” وأفقد الكرة الجزائرية بريقها

صالح سعودي
  • 3446
  • 6
2017 عام القحط الذي خلخل “الخضر” وأفقد الكرة الجزائرية بريقها
ح م

أجمع المتتبعون والعارفون بالشأن الكروي في الجزائر، على وصف حصيلة العام 2017 بالمخيبة على جميع الأصعدة. ففي الوقت الذي فقد فيه المنتخب الوطني بريقه، بمسيرة هزيلة في نهائيات “كان 2017″، وإقصاء مبكر من تصفيات مونديال روسيا 2018، فإن الأندية الجزائرية عجزت هي الأخرى عن التتويج على الصعيد الإفريقي.. فشبيبة الساورة، أقصيت في وقت مبكر نسبيا، أما مولودية الجزائر، فقد عجزت عن مواصلة الصمود، فيما خرج اتحاد الجزائر من المربع الذهبي أمام الوداد البيضاوي.

ويبقى الإشكال الكبير الذي عرفته الكرة الجزائرية، هو طغيان موجة الصراعات على جميع الأصعدة، بدليل أن العلاقة بين الرئيس الجديد لـ”الفاف” زطشي ورئيس الرابطة الوطنية المحترفة قرباج ليست على ما يرام، والكلام ينطبق على وزير الشباب والرياضة ولد علي مع رئيس اللجنة الجزائرية الأولمبية مصطفى بيراف.. والأكثر من هذا، هو كثرة المهازل والسلوكات السلبية التي تنخر الكرة الجزائرية، من بيع وشراء وترتيب المباريات، ما يجعل العام 2017 للنسيان، فبدايته كانت إقصاء مبكر من نهائيات كأس أمم إفريقيا، وربيعها عرف مغادرة محمد روراوة لرئاسة الفاف، وصيفها على وقع ترتيب المباريات، وخريفها اتسم بهزائم متتالية في تصفيات المونديال، ما تطلب إنهاء مهمة المدرب الإسباني ألكاراز مقابل 20 مليار سنتيم، والنهاية كانت على وقع العديد من الخرجات التي كان بطلها المدرب رابح ماجر، سواء مع الصحفي معمر جبور، وأخيرا ضد زميله السابق في المنتخب الوطني قريشي.

إقصاء مبكر من “الكان” في بداية العام

استهلت الكرة الجزائرية مطلع العام 2017 بمهزلة حقيقية في نهايات كأس أمم إفريقيا التي لعبت في شهر جانفي، حيث قاد “الخضر” المدرب البلجيكي ليكنس الذي خاض تجربة جديدة لكنها كانت مخيبة، فالبداية كانت بتحقيق التعادل أمام زيمبابوي تلتها خسارة أمام تونس بهدفين مقابل هدف واحد، كان فيها المساكني الشبح الحقيقي، وفي المباراة الثالثة تعادل بطعم الخسارة أمام السنغال، وكانت النتيجة هي العودة إلى أرض الوطن، وانتهاء مهام المدرب ليكنس، ودخول المنتخب الوطني مرحلة جديدة من النكسات وفترات فراغ، فضلا عن تبادل التهم والنقد بين جميع الأطراف الفاعلة.

روراوة يترك مكانه لزطشي وشهران دون بطولة

وعرف مطلع العام 2017 تغييرا على مستوى هرم الاتحادية الجزائية لكرة القدم، حين اضطر الرئيس السابق محمد روراوة إلى الانسحاب وعدم الترشح لعهدة جديدة، حدث ذلك بعد ضغوط مختلفة في الكواليس تصب في دعوته إلى الانسحاب بعد سنوات من توليه هذه المهمة، التي تعود إلى مطلع الألفية، وبينها فترة قصيرة أشرف عليها حداج، وقد كانت كل المعطيات مفروشة لخير الدين زطشي الذي تم تعيينه في قالب انتخابي، ما جعل الفاف تدخل مرحلة جديدة، وسط أجواء طبعها الجدل والانتقادات بين جميع الأطراف الفاعلة في الوسط الكروي، وفي مقدمة ذلك القرار المتخذ بتوقيف البطولة لمدة تزيد عن شهرين ونصف، بحجة اشتراط أولوية تسوية الرزنامة، فضلا عنه تزامن ذلك مع تنظيم الانتخابات التشريعية، وهو الأمر الذي كان له تأثير واضح في نظير المتتبعين على المسار المتبقي للبطولة، خاصة على مستوى أسفل الترتيب الذي اتسم بالممارسات المخفية والمكشوفة، ما خلف الكثير من الجدل على وقع انتهاء البطولة بسقوط أندية ونجاة أخرى في آخر لحظة وبطريقة تعددت فيها الشبهات.

الوفاق بلقبين وبلوزداد يعود إلى التتويجات

وبعيدا عن المظاهر السلبية التي طغت على الجولات الأخيرة من الموسم الكروي المنقضي، على غرار المواسم السابقة، فإن الشيء الملاحظ هو تتويج وفاق سطيف بلقب البطولة، بعد مشوار إيجابي بقيادة المدرب خير الدين ماضوي الذي كان قد عاد إلى الوفاق في منتصف الموسم، بعد تجربة احترافية في الدوري السعودي، لكن الوفاق الذي برهن في البطولة، عجز عن تأكيد قوته في نهائي كأس الجمهورية، وهو المعروف بفوزه بكل النهائيات التي نشطها، حيث خسر الرهان أمام شباب بلوزداد الذي عاد إلى أجواء التتويجات بفضل اللاعب يحيى شريف، وبقيادة المدرب المغربي بادو الزاكي، في الوقت الذي تدارك فيه الوفاق، وتوج بكأس السوبر أمام أبناء العقيبة، مفضلا الثأر من خسارة السيدة الكأس. وفي المنافسات الإفريقية، فقد كان مشوار الأندية الجزائرية متباينا، حيث خرجت شبيبة الساورة في الأدوار الأولى، وعجزت مولودية الجزائر عن مواصلة الصمود رغم النتائج الإيجابية المحققة في أدغال إفريقيا، فيما توقف مسار اتحاد الجزائر في الدور نصف النهائي أمام الوداد البيضاوي، ما حرم أبناء سوسطارة من تنشيط نهائي رابطة أبطال إفريقيا.

رؤساء يستقيلون ويقالون بطرق غريبة

من جانب آخر، فقد عرف العام 2017 بعض النماذج لاستقالة وإقالة رؤساء أندية بطريقة وصفها البعض بالغريبة، بدليل ما حدث لرئيس مولودية الجزائر، عمر غريب، الذي تمت تنحيته في وقت كان الفريق قد حقق فيه نتائج إيجابية في المنافسة الإفريقية، وهو القرار الذي أرجعه البعض إلى بعض تصرفات غريب وتصريحاته الغريبة، كما تم سحب الثقة من رئيس شبيبة القبائل محند الشريف حناشي، وهو الذي تربع على عرش رئاسة الكناري لمدة ربع قرن من الزمن، كما أرغم رئيس شبيبة سكيكدة طبو على الانسحاب بطريقة شبيهة لما حدث لعمر غريب، فيما فضل بعض الرؤساء الانسحاب في صمت، على غرار رئيس شباب باتنة فريد نزار الذي عاد مؤخرا من بوابة المكتب المسير المؤقت، وكذا رئيس شباب عين فكرون حسان بكوش الذي فضل الاهتمام بأشغاله الخاصة، وكذا رئيس مولودية العلمة بورديم والقائمة طويلة.

3 مدربين لـ “الخضر” وهزائم بالجملة في تصفيات المونديال

فقد المنتخب الوطني مختلف آليات الاستقرار خلال العام 2017، وعلاوة على التأثير الإداري، بعد مغادرة روراوة الذي خلفه زطشي، فإن العارضة الفنية تداول عليها 3 مدربين، والبداية كانت بليكنس الذي أشرف على زملاء محرز في نهائيات “كان 2017″، وفي شهر مارس تم التعاقد مع المدرب الإسباني ألكاراز الذي عجز عن الظفر ولو بنقطة وحيدة في تصفيات المونديال، في الوقت الذي أنهى فيه السنة المدرب رابح ماجر الذي أشرف على مباراة جولة اختتام تصفيات المونديال أمام المنتخب النيجيري، وأجمع الكثير من المتتبعين على أن المنتخب الوطني سدد الفاتورة كاملة نظير غياب الاستقرار، وكذا التسرع في بعض القرارات، إضافة إلى الصراعات الخفية والمكشوفة التي خلفت انقسامات في بيت الخضر ومتاعب بالجملة حالت دون تحقيق الأهداف المسطرة.

رويعي ورحماني وبن سنادة وعيدل وآخرون.. وجوه كروية غادرتنا

فقدت الكرة الجزائرية خلال العام 2017 العديد من الوجوه الكروية المعروفة، أغلبها بسبب متاعب صحية أو سكتات قلبية، آخرهم كان اللاعب السابق لفريق جبهة التحرير الوطني علي رويعي الذي ترك بصماته مع عدة أندية جزائرية، على غرار مولودية وهران ومولودية العلمة ومولودية باتنة وغيرها، كما توفي رئيس اتحاد بلعباس بن سنادة إثر سكتة قلبية، حيث أسهم هذا الأخير في عودة أبناء المكرة إلى حظيرة الكبار منذ موسمين، وانتقل إلى رحمة الله الحارس السابق لوفاق سطيف والمنتخب الوطني محمد رحماني بعدما صارع المرض، وسبق لهذا الأخير أن واجه مارادونا، في تصفيات كأس العالم للأواسط عام 1979، كما فقدت الكرة البرايجي الرئيس السابق لأهلي البرج عبد الحميد عيدل إثر متاعب صحية، وكما توفي رئيس رابطة وداد تلمسان، والرئيس السابق لرابطة المسيلة بلقاسم نية، مثلما فقدت الصحافة الرياضية مؤخرا الصحفي أحمد عاشور. في الوقت الذي تسبب حادث مرور في وفاة مدرب و3 من لاعبي مشعل حاسي مسعود لكرة القدم مطلع العام 2017 بنواحي أوماش ببسكرة.

إنجاز محرز أصبح من الماضي وغياب التتويجات الفردية

وإذا كانت الكرة الجزائرية قد اتسمت هذا العام بكثرة وتعدد النكسات، في مقدمة ذلك المنتخب الوطني الذي فقد الكثير من بريقه، فإن التتويجات الفردية غابت عن الأنظار، خلافا لما حدث نهاية السنة المنقضية، حين صنع اللاعب رياض محرز الحدث، بعد أن أسهم في تتويج نادي ليستر الإنجليزي بالدوري الإنجليزي، إضافة إلى اختياره أحسن لاعب إفريقي، بناء على مساره المميز في أوربا، حيث إن نهاية هذا العام تسير على إيقاع غياب مختلف أشكال التتويجات، سواء الفردية أم الجماعية. وهو الأمر الذي يفرض على جميع الجهات الفاعلة مراجعة الحسابات، والتفكير بجدية في السنة المقبلة، أملا في تصحيح النقائص، وبالمرة تجاوز منطق الصراعات بالمنطق الضيق، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

تصريحات… تصريحات… تصريحات

الدولي السابق لخضر بلومي: المدربون وتمرد اللاعبين سبب إخفاقات المنتخب في 2017

أرجع الدولي السابق لخضر بلومي، أسباب إخفاق الكرة الجزائرية والمنتخب الوطني على وجه الخصوص إلى قلة الصرامة لدى كل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية لـ”الخضر” بعد رحيل البوسني وحيد خاليلوزيتش، مشيرا إلى أن مشكل المنتخب الوطني ينحصر في الجانب الانضباطي لا أكثر.

وقال بلومي في تصريح لـ”الشروق”: “أظن أن مشاكل الكرة الجزائرية وإخفاق المنتخب الوطني في بلوغ مونديال روسيا، بدأت في العام الماضي في مباراة المنتخب الكاميروني، تعادلنا في الجولة الأولى من التصفيات وما صاحبه من تكتلات وسط اللاعبين حطم المجموعة وساهم بقسط كبير في إقصائنا”، وتابع: “كل المدربين الذين تعاقبوا على العارضة الفنية للمنتخب بعد رحيل وحيد خاليلوزيتش افتقدوا للصرامة اللازمة، ما فتح الباب أمام بعض اللاعبين بالتمرد وتحطيم المنتخب الوطني”.

وأبرز صانع ألعاب منتخب الثمانينات، قائلا: “المشكل في المنتخب انضباطي محض، نحن نملك تشكيلة قوية ولاعبين يتمتعون بإمكانات وفنيات كبيرة.. اتمنى أن يتمكن المدرب الحالي رابح ماجر من احتواء الأزمة وإعادة الروح لـ”الخضر” لتحقيق أفضل النتائج في المستقبل القريب”.

الحارس الدولي الأسبق الوناس قواوي:

“سنة 2017 كارثة كروية ورحيل حناشي أبرز حدث”

يرى الحارس الدولي الأسبق للمنتخب الوطني، الوناس قواوي، أن عام 2017 لم يكن عام خير على كرة القدم الجزائرية في غياب الإنجازات، مشيرا إلى أن أبزر حدث بقي راسخا في ذهنه كان في فريق شبيبة القبائل برحيل الرئيس حناشي بعد 24 سنة من الرئاسة.

 وقال قواوي أن تنحية محند شريف حناشي من شبيبة القبائل بعد ربع قرن من ترؤس الفريق يعد أبرز حدث كروي بالنسبة له خلال سنة 2017، بعد أن سحب أعضاء مجلس الإدارة الثقة منه بعد فترة طويلة من ترؤس النادي القبائلي، وبقي هذا الحدث راسخا في ذهنه. “إن رحيل محند شريف حناشي عن شبيبة القبائل وخروجه من الباب الضيقة بعد 24 سنة من ترؤس الفريق هو أبرز حدث لي خلال هذه السنة، لم أكن أتوقع أن يذهب عن النادي بهذه الطريقة بعد الفترة الطويلة التي تسيد فيها النادي”.

وأضاف مدرب حراس مرمى شبيبة القبائل أنه يحتفظ بذكرى ثانية كانت سيئة وقعت للفريق خلال تربص تونس الصيف المنصرم، بتواجد مدربين على رأس تشكيلة الكناري في نفس الوقت مراد رحموني والإيطالي أنريكو فابرو وهو ما  تسبب في فضيحة للشبيبة والجزائر. وقال: “الحادثة التي وقعت لشبيبة القبائل في تربص تونس في الصيف الماضي وتواجد مدربين على رأس الفريق فابرو ورحموني، أدى إلى ضياع اللاعبين الذين وجدوا أنفسهم بين أخذ ورد وعاشوا فترات عصيبة، وهو الأمر الذي تسبب في فضيحة لفريق شبيبة القبائل وأساء كثيرا لسمعة الكرة الجزائرية”.

الدولي السابق حسين ياحي:

لا نزال في الطريق الخطأ.. نحن لم نعمل وبقينا نعيش على الذكريات

لخص الدولي السابق للمنتخب الوطني حسين ياحي، مشاكل الكرة الجزائرية في عدم وجود سياسة عمل واضحة من طرف المسؤولين، مؤكدا أنه وإلى حد الساعة لا نزال نسير في الطريق الخطإ المنتهج منذ سنوات عدة.

وقال ياحي في تصريح إلى “الشروق”: “الكرة الجزائرية مريضة وتعاني من مشاكل عديدة منذ التسعينيات.. نحن بقينا نعيش على الأطلال وإنجازات الثمانينيات والتتويج بكأس إفريقيا 1990، التي أسهمت بشكل فعال في تدني مستوانا، كلنا من مسؤولين ومدربين ولاعبين نتحمل مسؤولية الإخفاق الحالي”. وأضاف: “فبدلا من وضع استراتيجية عمل واضحة وفق قواعد علمية.. هناك تكنولوجيا جديدة في كرة القدم وجميع الدول عملت، إلا نحن بقينا نتحدث عن الماضي ونتباهى به حتى وجدنا أنفسنا متخلفين.. لقد كذبنا على أنفسنا ورفضنا العمل ولم نحسن مستوى الكرة المحلية والمنتخب الوطني بجميع أصنافه من الكبار إلى الصغار”. وتابع: “لم نعمل ونحن الآن لا نزال أيضا في الطريق الخطإ.. الأندية تعاني وتعيش على وقع الفضائح والمهازل والمنتخب كذلك”.

وفي رده على سؤالنا بخصوص تمكن المنتخب الوطني من التأهل لمونديالي 2010 و2014 بعيدا عن إنجازات الثمانينيات وكأس إفريقيا 90، قال محدثنا: “بكل صراحة، التأهل في 2010 و2014 لم يكن سوى الشجرة التي تغطي الغابة.. من حسن حظنا أننا وجدنا اللاعبين المغتربين الذين يبقون مشكورين على ما قدموه إلى المنتخب الوطني في تلك الفترة”. وتابع: “لكن نحن في تلك الفترة لم نجن ثمار عمل قاعدي بأتم معنى الكلمة، لو عملنا جيدا من خلال تنظيف محيط الأندية المحلية وشيدنا مراكز تكوين على المستوى العالي وملاعب في المستوى لحققنا نتائج أفضل وقتها، وبقينا لفترة طويلة الأفضل في إفريقيا”.

الحارس الدولي السابق الهادي العربي:

التسيير السيء سبب الإخفاقات ورؤساء حولوا كرة القدم إلى تجارة

أرجع الحارس الدولي السابق، العربي الهادي، الإخفاقات المتوالية لكرة القدم الجزائرية على مستوى المنتخبات أو الأندية خلال سنة 2017، إلى سوء التسيير وغياب المشاريع الرياضية، ما تسبب بحسبه في فترة فراغ قد تطول إن لم توجد الحلول المناسبة، مشيرا إلى أن لرؤساء الأندية المحترفة دخلا كبيرا في التراجع الكبير لنتائج الكرة الجزائرية، بسبب تحويلهم كرة القدم إلى تجارة و”بنزنس” دون أي مراعاة لمشاريع التكوين والاهتمام بمستقبل الكرة الجزائرية.

وقال العربي الهادي ردا على سؤال “الشروق” المتعلق بخيبات كرة القدم الجزائرية سنة 2017: “هذا الأمر كان متوقعا.. إنها مرحلة فراغ، تمر بها كرتنا بسبب العديد من العوامل التي أسهمت في انحدار مستواها وغياب النتائج..”، قبل أن يضيف: “السبب الرئيسي بالنسبة إلي هو سوء التسيير.. إنه أهم عامل في تحديد النتائج والأهداف، هناك فوضى تسييرية واضحة وغياب واضح للمشاريع الرياضية..”، وحمّل الحارس الدولي السابق مسؤولية هذا التراجع الرهيب إلى رؤساء الأندية، وقال بهذا الخصوص: “بعض الرؤساء حولوا كرة القدم إلى تجارة ولا يهمهم أي شيء آخر غير تحصيل الأموال.. بعضهم جاء ليأخذ الأموال من الأندية والاعتماد على إعانات الدولة دون التفكير في وضع مشاريع رياضية مدروسة..”، مضيفا: “من غير المعقول أن يبقى هؤلاء متمسكين بإعانات الدولة في عهد الاحتراف..”.

ورفض حارس “الخضر” المتألق في حقبة الثمانينيات والتسعينيات، إرجاع هذه الخيبات إلى المشاكل المالية التي تعاني منها الأندية، وقال: “على رؤساء الأندية البحث عن بدائل التمويل ومصادر سبونسورينغ متنوعة، الآن الدولة تدعم الإنتاج والشركات الوطنية، وعليهم عقد شراكات في هذا الجانب..”، ودعا العربي الهادي رؤساء الأندية إلى تغيير سياستهم والاهتمام بالتكوين لضمان المستقبل، وصرح إلى “الشروق”: “الجميع يعرف أن رؤساء الأندية لا يهتمون بالفئات الصغرى وكل تفكيرهم منحصر في الفريق الأول، عليهم تغيير هذه الاستراتيجية والتركيز على التكوين لأنه أساس النجاح مستقبلا..”.

دعا إلى وضعها في “طي النسيان”.. الدولي السابق عمر بطروني:

كانت سنة “النكسات”.. والمنتخب هو الخاسر الأكبر

قال اللاعب الدولي السابق عمر بطروني، إن سنة 2017 كانت “سلبية على طول الخط” بالنسبة إلى كرة القدم الجزائرية، سواء على مستوى المنتخب الوطني أم حتى النوادي، داعيا إلى ضرورة وضع العام 2017 في “طي النسيان”، ومن ثم التفكير فيما هو آت من خلال إعادة ترتيب بيت الكرة الوطنية من جديد، ومن ثم الاعتماد أكثر على الشبان في المنتخب الأول أو حتى في البطولة المحلية، كما بعث “رجل اللحظات الأخيرة”، كما كان يلقب، برسالة صريحة إلى القائمين على شؤون الكرة الجزائرية بضرورة المواصلة في الاعتماد على لاعبين مزدوجي الجنسية في تركيبة “الخضر”، بهدف عودة التشكيلة الوطنية إلى سابق عهدها.

وقال بطروني إن “نكسة” المنتخب الأول في مشاركته الأخيرة بكأس أمم إفريقيا مطلع العام الجاري بالغابون، كانت أبرز حدث استفتح به الجزائريون السنة، وهو ما فتح الباب لـ”عواصف” عديدة “هزت” عرش الكرة الجزائرية من خلال “سقوط” محمد روراوة من عرش “الفاف”، وتولي خير الدين زطشي مقاليد الحكم في مبنى دالي إبراهيم، معتبرا أن الأخير لن ينجح في مهامه في حال مواصلته العمل مع “حاشية” الرئيس السابق، كما لم يخف بطروني أنه كان يمني النفس في تأهل المنتخب الجزائري لكأس العالم 21018 بروسيا، غير أنه داخل قرارة نفسه كانت قوة خفية تؤكد له أن ذلك لن يحصل بسبب توالي المدربين على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني في الـ 3 سنوات الأخيرة، حيث قال: “صراحة كنا ننتظر وثبة في الكرة الجزائرية، غير أننا تفاجأنا بتقهقرها في السنتين الأخيرتين، كل شيء ذهب في مهب الريح سواء المنتخب الوطني أم النوادي، كل شيء من دون استثناء، المستوى تراجع بشكل رهيب والله أنا متأسف لما يحدث لكرتنا، لذلك يجب اتخاذ قرارات حاسمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبيل أن يحل “الخراب” هذا من جانب، أما من جهة التسيير، فالأمر بات واضحا بعد رحيل روراوة وتعويضه بزطشي، الأخير لا يزال يعمل مع نفس الأشخاص الذين كانوا في الوقت السابق وهذا خطأ يتوجب عليه الاعتماد على أشخاص آخرين “موالين” له كي ينحج في مهامه”.

طرائف ولقطات كروية في عام 2017

ماجر يتهجم على جبور ويقاضي قريشي

من بين المواقف التي صنعت الحدث في هذا العام، هي خرجات المدرب الوطني الجديد رابح ماجر، حيث أثار الكثير من الجدل حين دخل في مناوشات لفظية مع صحفي القناة الإذاعية الثالثة معمر جبور، واشتهر بمقولته “تيزي فو” التي تم تداولها على نطاق واسع، وفي نهاية العام، توعد زميله السابق في المنتخب الوطني نورالدين قريشي، على خلفية تصريحات هذا الأخير حول أمور التدريب والشهادات العلمية.

 الكاراز بـ20 مليارا مقابل صفر نقطة

لن ينسى الجزائريون ما حدث لهم هذا العام، بعد الفضل الكبير للمنتخب الوطني في عهد المدرب الإسباني الكاراز، هذا الأخير عجز عن الظفر ولو بنقطة واحدة في تصفيات مونديال 2018 بروسيا، إلا أنه في المقابل حصل على تعويض مالي لا يقل عن 20 مليارا مقابل الانسحاب من العارضة الفنية، وهو الإجراء الذي تم عدا ونقدا، ما جعل خزينة الجزائر هي الخاسر الأول والأخير.

صورة ولد علي وبيراف تخلد ضباب 2017

يصعب على المتابعين للشأن الكروي تجاوز حادثة مصافحة رئيس اللجنة الجزائرية الأولمبية مصطفى بيراف لوزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، حيث أن الكثير لم يفهم سر تجاهل ولد علي لبيراف، ما جعل الصورة المتداولة في هذا الجانب تثير الكثير من الجدل، وعند الحديث عن الخلافات، لا يمكن أيضا تجاهل غياب التواصل بين رئيس الفاف زطشي والمسؤول على الرابطة الوطنية المحترفة قرباج.

“تيفو” عين امليلة كاد يحدث أزمة دبلوماسية

كانت الجماهير الجزائرية وفية للقضية الفلسطينية، بدليل الرايات الكبيرة التي تم تعليقها في المدرجات، خلال مباريات البطولة، والمصحوبة بالرايات الوطنية والفلسطينية، وهذا احتجاجا على إعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني، لكن “التيفو” الذي أنجزه أنصار جمعية عين امليلة خلف ردود أفعال واسعة، على الصعود الوطني والإقليمي، وهو الأمر الذي كاد يتسبب في أزمة دبلوماسية بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، ما جعل رئيس الحكومة يتقدم باعتذارات وتوضيحات لتلطيف الأجواء.

سعدان يعود بثوب المدير الفني

إذا كان المدرب الوطني رابح سعدان قد اقترن اسمه بإنجازات مهمة مع “الخضر”، خاصة في منافسة كأس العالم، إلا أن هذا العام عاد من بوابة المسؤولية الموكلة له كمسؤول على المديرية الفنية، وهي المهمة التي لطالما تمنى التكفل بها من اجل تحسين وضعية كرة القدم، ومنح دم جديد على صعيد التكوين وتفعيل القاعدة الخلفية للكرة الجزائرية.

الوفاق يخسر أول نهائي وبلوزداد تعود إلى أجواء التتويج

لم يكن وفاق سطيف هذا العام وفيا لتقاليده في منافسة السيدة الكأس، وهذا بعد أن خسر أول نهائي في تاريخ أبناء الهضاب، وهم المعروفون بنكهة السيدة الكأس التي يتوجون بها بمجرد وصولهم إلى النهائي، المفاجأة صنعها شباب بلوزداد الذي عاد إلى أجواء التتويجات بعد غياب طويل نسبيا.

انقلاب على عرش دهامشي على طريقة بغورة

تأكدت مرة أخرى أجواء الفساد الحاصلة على مستوى الربطات الجهوية، بدليل الطريقة التي تم فيها إقالة رئيس رابطة قسنطينة الجهوية دهامشي، على خلفية ما وصفه الكثير بالظلم الذي تعرض له فريق بيضاء برج من ولاية سطيف الذي تعرض لعقوبة وصفت بالقاسية، وهي القضية التي كانت بمثابة حادثة المروحة التي أسقطت دهامشي من عرشه بعد سنوات طويلة من رئاسته لرابطة قسنطينة الجهوية، في سيناريو مشابه للذي حدث لرئيس رابطة باتنة الجهوية محمد بغورة نهاية عام 2015.

شباب قسنطينة بطلا شتوية بعد 20 سنة

صنع شباب قسنطينة الاستثناء خلال الثلث الأخير من عام 2017، بدليل إنهاءه مرحلة الذهاب في ريادة الرابطة المحترفة الأولى، ما سمح لأبناء عمراني بنيل اللقب الشتوي، وهذا بعد 20 سنة كاملة من غيابه عن لعب الأدوار الأولى، في انتظار مواصلة المسيرة بنفس الوتيرة للحصول على اللقب الثاني في تاريخ النادي.

أول هزيمة لـ “الخضر” في الجزائر منذ 10 سنوات

عرف عام 2017 تسجيل أول هزيمة للمنتخب الوطني فوق ميدانه منذ حوالي 10 سنوات، حدث ذلك أمام المنتخب الزامبي لحساب تصفيات مونديال روسيا 2017، الزامبيون فازوا علينا في عقر ديارهم  بـ3 أهداف مقابل هدف واحد، وعززوا المكسب بفوز آخر أمام أنظار الجماهير الجزائرية بهدف وحيد، وفي أجواء استعراضية عجلت بفسخ العقد مع المدرب الاسباني الكاراز.

“الخضر” يفوزون بالاحترازات بسيناريو قضية كعروف

إذا كان المنتخب الوطني قد عجز فعليا عن تحقيق ولو فوز واحد في تصفيات مونديال 2018، إلا أنه تحقق بالاحترازات، كان ذلك ضد المنتخب النيجيري، لحساب اختتام تصفيات المونديال، وهي المباراة التي انتهت بالتعادل وأشرف عليها المدرب اربح ماجر، ما جعل الكثير يعلق بالقول بأن الخضر فازوا بالاحترازات، بنفس الطريقة التي خسروا فيها أمام السنغال في تصفيات كان “94” بسبب قضية كعروف، لكن الفرق هو أن المنتخب الوطني أقصي في تلك الفترة رغم تأهله المستحق، أما نيجيريا فقد تأهلت إلى مونديال روسيا رغم مشاركتها بلاعب معاقب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • فتحي

    قالك ماجر سيقاضي قريشي
    اذا كان راجل يقاضيه واذا لم يقاضيه هذا يعني ان كا كلامه عن الشهادات التي يملكها كذب في كذب
    ما يملكه من شهادات لا يسمح له بتدريب الفريق الوطني حسب القانون
    اما تكليفه بتدريب الفريق الوطني فهو بلطجة قانونية
    هو يعرف ومن كلفه يعرف ان ذلك خارج القانون لهذا عليه ان يسكت الى الابد
    سيسجل التاريخ هذا

  • Mouwatan

    Goulouna ach hal abqa man maliar ma achkara (730 maliar) likhala Raouraoua ?

  • بوعلام كرصال

    وسنة 2018 ستكون سنة الانتقادات المجانية لماجر وكأنه ورث منتخب إسبانيا وحطمه بينما هو مسكين يحاول ترقيع فريق مفكك مهلهل ينقصه الانسجام قبل بناء فريق تنافسي كما خطط له... الله يهدينا ويعاون ماجر مصطفى على تحمل انتقادات 40 مليون مدرب باللسانات فقط.

  • الاسم

    لم يفقد الكرة الجزائرية بريقها، بل فقدت منذ أن تعلم مسؤولو الجزائر استيراد كل شيء حتى لاعبي كرة القدم

  • مواطن

    2017 سنة العودة الكورة للازمة التسعينات للواجهة بعد خراب خضر بمهلهلين اعادونا خضر ل00 اعادونا ومدرب الماضي التعيس يبيع الوهم ويروج لخبرة مساعديه كدليل القاطع انه لا يصلح كمدرب الفترة السنوات السوداء التي عرف الكورة القدم الركود والتعثرات وهذا اغيل الذي قاد مع ماجر للاقصاء الخضر من المونديال 1994 وايضا من CAN1994 لنغيب من كلا المنافسة واليوم نفس الوجوه الفشل و الذين سيقدون السفينة "الخضر"للغرق وسنغيب من CAN2019 فالبوصلة ضاعت و الكرة الجزائرية متعفنة و ماجر يزدها يعميها و2018 لا تبشر بخير

  • عبدو

    الحاج روراوة راح و خلهالهم،درك نشوفو واش يدير مول الفيونص و صاحب الكعب الدهبي.اصبح الفريق الوطني مهزلة الله لاتربحكم.