-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في تحليلات لتصريحاته الأخيرة الموجهة للإمارات.. خبراء لـ"الشروق":

3 رسائل من الرئيس تبون لـ”دولة المناولة الوظيفيّة”

طاهر فطاني
  • 18855
  • 0
3 رسائل من الرئيس تبون لـ”دولة المناولة الوظيفيّة”

وجه الرئيس عبد المجيد تبون، مرة أخرى، عدة رسائل ومن زوايا مختلفة إلى “دولة شقيقة” تمادت في الآونة الأخيرة في أعمالها العدائية ضد الجزائر، حيث عرّج خلال لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية، على الدور الذي تقوم به هذه “الدولة الشقيقة”، ومخططاتها التي تستهدف أمن الجزائر واستقرارها.

ورغم أن الرئيس تبون لم يذكر مباشرة وبصريح العبارة دولة الإمارات، إلا أن هناك إجماع لدى المحللين والمتابعين للشأن الدبلوماسي، بأنها هي الدولة الشقيقة التي أشار إليها رئيس الجمهوريّة في حواره الأخير، حيث استهل حديثه بكل حنكة ورزانة، واعتبرهم مجددا، “أشقاء” وداعيا لهم “بالهداية لأن تصرفاتهم ليست منطقية”، وهذا ما يؤكد، برأي المحللين، أن أبواب توطيد العلاقات وتجاوز الخلافات تبقى مفتوحة، لكن ليس إلى حد التطاول على الجزائر وتهديد أمنها، لذلك حذر الرئيس بأن الجزائر قادرة على التصعيد، إلا أنها لم تمض في “كلام فيه عنف مع هؤلاء الناس”.

حديث مختصر مركز، لكنه يحمل رسائل واضحة، خاصة فيما يتعلق بسياسة فرض الأمر الواقع الذي تطبقه الإمارات على بعض الدول وابتزازها والضغط عليها بالأموال من أجل الخضوع والركوع، فالأمر يختلف مع الجزائر: “يبدو لي أنه قد أخذتهم العزة بالإثم.. يقولون كيف لهؤلاء (الجزائر) لم يتنازلوا. الجزائر لن تركع. ليتهم يأخذون العبرة من الدول العظمى التي تحترمنا كثيرا ونحترمها وقرارنا محترم عندها”، يقول الرئيس في نفس الحوار التلفزيوني.

تصريحات الرئيس يراها المتابعون للشأن الدبلوماسي أنها موجهة مباشرة إلى أبوظبي، كما يقول الدكتور بودلال بشير، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 : “الجميع يعلم أن المقصود بالدولة الشقيقة افتراضا هي دولة الإمارات العربية المتحدة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء في استهداف ممول ومبرمج للأمن الوطني الجزائري، بالإضافة إلى تمويلها وتنفيذها لأجندات واستراتيجيات دول وجهات غربية صهيونية لديها مشكلة مع هوية الدولة الجزائرية الثورية واستقلالية قرارها السياسي وحرصها على سيادتها الوطنية”.

تؤدي الإمارات، حسب ذات المصدر، مهمة الدولة الوظيفية التي تنسق “بالمناولة عن قوى غربية وحتى شرقية، سياسات في المنطقة المغاربية والساحل” والتي تهدف إلى “استنزاف الجزائر وخاصة الجيش الجزائري من خلال تمويل صفقات تسلح غربية وصهيونية لصالح نظام المخزن المغربي ودفع الأخير لتصعيد التوتر مع الجزائر، وكذلك دعم وتسليح مليشيا حفتر في ليبيا وتهديده لاستقرار الجارة الشقيقة، بدون نسيان دعم أبوظبي للشخصيات الانقلابية في مالي والنيجر وتحريضهم على مهاجمة الجزائر…”، يحلل الدكتور بودلال.

تقمص الإمارات لدور الدولة الوظيفية، يعتبرها الدكتور بشير بودلال، ممارسة راسخة في سياسة الإمارات، حيث سبق لها أن قامت بهذا الدور في عدة مناسبات، على غرار مشاركتها بقوات عسكرية رمزية وتمويل سخي في الحرب الأمريكية الأطلسية على أفغانستان وتمويلها وتسليحها لمليشيات انفصالية في جنوب اليمن، بالإضافة إلى دورها “الموثق بتقارير أممية في الحرب الأهلية المرعبة في السودان ودعمها لمليشيا الدعم السريع على كل المستويات، وإدخال السودان الشقيق في أتون حرب أهلية مدمرة”، يقول بودلال.

من جهته، يرى البروفيسور توفيق بوقعدة، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بأنها “ليست هي المرة الأولى التي توجه فيها الجزائر مثل هذه التحذيرات للإمارات بعدم المساس بمصالح الجزائر أو القيام بأعمال من شأنها المساس بالأمن القومي أو الوحدة الوطنية، حيث تكررت تحذيرات الرئيس تبون تقريبا في كل لقاءاته الإعلامية”.

وأضاف بوقعدة بأن تدهور العلاقات جاء بسبب “المصالح المتناقضة للإمارات مع الجزائر في بعض المواضيع، على غرار ملف دول الساحل وليبيا وهو ما يقوض جهود الجزائر للعب أدوارها الدبلوماسية في هذه المناطق”.

وبخصوص مستقبل العلاقات في ظل تمادي الإمارات في سياستها ضد الجزائر يجيب البروفيسور بوقعدة “أرى بأن قطع العلاقات خطوة مهمة إذا ما تمادت الإمارات في العبث بمصالحنا أو تهديدها، لكن في نفس الوقت لابد من دراسة المخاطر والآثار السياسية التي تنجر عن هذه الخطوة، بمعنى يجب أن نكون عقلانيين في خياراتنا”، على حد تعبيره.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!