-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

4 تحديات و4 فرص جيواستراتيجية تنتظرنا

4 تحديات و4 فرص جيواستراتيجية تنتظرنا

يَعرف العالم اليوم تَبَدُّلاتٍ جيواستراتيجية عميقة ينبغي لنا قراءتُها بعمق بعيدا عن أي تَقوقع حول الذات أو نظرة ضيّقة إلى الأمور، ثم تحويلها إن استطعنا إلى فرص سانحة قد لا تتوفر لنا مرة أخرى.

أما التبدّلات فيمكن رصدها من خلال 4 مسائل رئيسة هي بمثابة تحديات يمكن الاستثمارُ فيها:

الأولى: عودة روسيا للتأثير في الأمن الأوروبي، واضطرار كل من فرنسا وألمانيا خاصة لطلب الحماية الأطلسية من الولايات المتحدة. سيسمح لنا هذا بإعادة ضبط سياساتنا تجاه إفريقيا والعالم العربي بأريحية، بعيدا عن الضغوط الأمنية الأوروبية والفرنسية بالتحديد.

ثانيا: حاجة الولايات المتحدة إلى حماية مصالحها في آسيا للحدِّ من التفوُّق الصيني اقتصاديا وعسكريا أنقص من قدراتها على التفرُّغ لحماية أوروبا، وأدخلها في صراعات مع بعض دولها مثل فرنسا بسبب صفقة الغواصات النووية لأستراليا.. وقلَّل تبعا لذلك من ثقل تأثيرها في إفريقيا والعالم العربي، وهو ما ستنتج عنه فراغاتٌ إستراتيجية واسعة ستساعدنا على إعادة التموقع بطريقة أفضل.

ثالثا: تصاعد حدة الصراع بين الكيان الإسرائيلي وإيران في ظل إصرار هذه الأخيرة على إبراز تفوُّقها في تكنولوجيا الصواريخ والفضاء دون الخوف من مصير المحادثات الجارية بشأن برامجها النووية، سيُضعف موقف دول التطبيع العربي ويجعلها بمثابة المراهِن على كيان لم يستطع رفع التحدي المفروض عليه من دولة واحدة. وهذه الحقيقة التي أصبحت بارزة اليوم ستضع بين قوسين “القوة” الصهيونية غير القابلة للردع، وتقلّل من أهمية التحالف معها.

رابعا: فشل الفرضية القائلة إن النظام الديمقراطي الليبرالي هو الأفضل للبشرية وتراجع أصحابها ذاتهم عن أطروحاتها وتنامي التيارات الروحية في العالم الغربي من شأنه أن يُفقِد مجموعة الدول الرأسمالية المهيمنة على العالم قيمة وصلاحية أنموذجها في طريقة الحياة ويُزعزع منظومتها القيمية القائمة على أساس نقل الحرية والحضارة إلى بقيّة شعوب العالم. وهذا التحوّل سيسمح للقيم غير الغربية، بما فيها الإسلامية، بالعودة مرة أخرى مثل ما عادت الكونفوشيوسية الصينية والأرثوذكسية الروسية، مُعزَّزة بما اكتسبته من خبرات العقود الأخيرة الماضية وبما يمكن أن توفره من قدرات اقتصادية وعلمية ما فتئت فرص الحصول عليها تزداد يوما بعد يوم.

بناءً على ذلك، فإن الفرصة اليوم مواتية لبلداننا لتصحيح الاختلالات الجيوسياسة التي عرفتها في العقود السابقة من خلال:

1ـ إعادة صوغ منظورها السياسي الداخلي والخارجي بالعودة إلى تراثها الثقافي وخبرتها التاريخية وقيمها الدينية، مثل عودة الجزائر إلى الاستثمار بقوّة في تاريخها الوطني ومقوّماتها الذاتية وقيمها الإسلامية لبناء نظريتها السياسية الخاصة.

2ـ إعادة النظر بأريحية في تحالفاتها الإستراتيجية على الصعيد العالمي في ظل حالة الانتقال من واقع جيواستراتيجي مُهيمِن إلى واقع جيواستراتيجي جديد.

3ـ الاستثمار في تطوير قدراتها العلمية في جميع المجالات ما دام المجالُ مفتوحا اليوم دون حاجة إلى طلب إزالة الاحتكار المفروض على بلداننا من قبل الولايات المتحدة وأوروبا بالتحديد.

4ـ إعادة إحياء المنظور الآفروآسيوي للعالم بالطريقة التي وصفها مالك بن نبي في كتابه “الفكرة الآفروـ آسيوية” باعتبارها فكرة الساعة اليوم وليست في حاجة سوى إلى تحيين، ومخططاتٍ تنفيذية لتتحوَّل إلى بديل مقبول على الصعيد العالمي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!