70 بالمائة من حالات العنف عند الأطفال سببها الإنترنت

أرجع الخبير في المعلوماتية، الدكتور عثمان عبد اللوش، أسباب التأثر السلبي للانترنت في سلوكيات شريحة الأطفال، إلى غياب برمجيات وخطط عمل لتسيير الرقمية في الجزائر، وقال إن بلادنا من بين الدول المتخلفة تكنولوجيا، لا تملك بنية تحتية للتحكم في الانترنت، وكيفية حجب البرامج والمواقع التي يطلع عليها الطفل وهي مواقع العنف والجنس، والجرائم والتحريض على العدوانية والكراهية وغيرها من الجوانب التي تمثل الجانب السلبي والخطير للمعلوماتية.

ودعا عبد اللوش، إلى الإسراع في إنشاء جمعيات محو أمية المعلوماتية في الجزائر، حيث أشار إلى أن المشكل المطروح أن الأصغر سنا يتحكم في المعلوماتية من الأكبر سنا، وهو ما يناقض المنطق، وطرق التعليم، إذ أن الأولياء أصبحوا عاجزين على مراقبة أبنائهم خلال تصفحهم للمواقع الالكترونية، وهذا العجز يشكل خطرا على المجتمع.

وطالب الحكومة بوضع برمجيات من شأنها تسيير عالم الطفل الالكتروني، مع توظيف مؤطرين، وإدراج دروس البرمجيات وكيفية التعامل مع الانترنت في المدارس، باعتبارها سلاحا بحدين.

وفي السياق، أكد ممثل اليونيسف، مارك لوسي، أن 70 بالمائة من حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال في الجزائر، لها صلة مباشرة مع الانترنت، مثمنا الخطوات الكبيرة، التي حققها قانون حماية الأطفال، المعتمد من طرف الجزائر سنة 2015، حيث تجسد هذا النجاح في مجالات مختلفة منها التعليم الإجباري على جميع الأطفال من سن 6 سنوات إلى 16 سنة.

وحذر مارك لوسي، من خطورة العنف المكتسب من الانترنت، والذي يمثل 70 بالمائة من حالات العنف التي يتعرض لها الأطفال، مشددا على ضرورة الرقابة المستمرة للأولياء على مضمون الانترنت، حيث أشار إلى أن “ليونسيف” قامت بعدة حملات للتوعية بمخاطرها وبمخاطر أخرى يتعرض لها الطفل، وذلك بمساهمة عدة مؤسسات، بينها مبادرة “ما تسكتوش”.

وقال مارك لوسي، أن الجزائر حققت أيضا تقدما ملحوظا في مجال صحة الطفل، حيث انخفض عدد الوفيات لهذه الشريحة في المجتمع بشكل كبير منذ سنة 1990 إلى اليوم، مع العلم أن 15 ألف طفل يموتون يوميا عبر العالم.

وأشاد لوسي بتجربة الرقم الأخضر (11- 11) لحماية الطفل في الجزائر والتي حققت، حسبه، نتائج إيجابية بالرغم من حداثتها، حيث لم يمر على إنشائها سوى عام ونصف، فسجل هذا الرقم 1206 قضية مبلغ عنها متعلقة بـ2180 طفل.