-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تنشر وتقرأ تفاصيل "أفلام قسنطينة عاصمة الثقافة العربية"

15 فيلما قيد الإنجاز و”القاعات” شوكة في حلق المنظمين

الشروق أونلاين
  • 3258
  • 0
15 فيلما قيد الإنجاز و”القاعات” شوكة في حلق المنظمين
الأرشيف

منذ عدّة أشهر وبالتحديد منذ إعلان “الألكسو” عن اختيار قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، عكف القائمون على التظاهرة وبالتحديد وزارة الثقافة في عهد الوزيرة السابقة خليدة تومي، إلى أن عيّنت نادية لعبيدي خلفا لتومي في أكتوبر 2014، على التحضير لبرنامج ثري ومنوع مسّ كافة الجوانب من كتاب ومسرح وغناء وأوبيرات وفولكلور وسينما هذه الأخيرة جرى التحضير لها في ظروف عرفت تغييرات واسعة على مستوى المحافظة وتعيينات مسّت دائرة السينما.

لكن بعد كلّ ما حدث من هزّات هل سيكون البرنامج السينمائي المسطرّ في مستوى العرس العربي وهل ما أنجز من أفلام راعى الخصوصية الثقافية لمدينة سيرتا، وهل ستشمل هذه الأفلام كافة أعلام مدينة العلم والعلماء أم أنّها تهمشّ وتستثني ثلة من الشخصيات التي صنعت تاريخ وثقافة قسنطينة لسنوات طويلة.

هذه الأسئلة أرادتالشروقأن تجيب عليها في قراءة لبرنامج الأفلام التي ستعرض طوال هذه التظاهرة التي تنطلق في الـ16 من الشهر الجاري رسميا وشعبيا في الـ15 افريل الجاري، من خلال عديد الجوانب عل غرار مخرجيها وكتّابها وطبيعة هذه الأفلام ومتى ستعرض هل في مواعيدها المحددة أم لا؟.


من 280 عنوان إلى 15 فيلم

في سياق متصل بالأفلام المبرمجة في نشاطات السينما الخاصة بالتظاهرة العربية، وهي الأعمال التي وافقت عليها لجنتا القراءة والمالية، من ضمن زهاء 280   عمل منوع وثائقي وطويل وقصير تقدمّ للجنة القراءة الأولى، يمكن القول بأنّ ما رصد من أعمال سينمائية كان يمكن أن يكون أكثر، بالنظر إلى تاريخ المدينة ووفرة علمائها، وجمالها الإرثي والحضاري والطبيعي كذلك، إلا أنّه جاء قليلا بالنظر إلى معايير خيارات لجنتي القراءة والمالية، فضلا عن حدوث تأخيرات مسّت كافة الجوانب ليس الفن السابع فقط، بل تعددّت إلى المنشآت في ظلّ السؤال الجوهري الذي يطرح نفسه ويطرحه المختصون منذ إعلان التظاهرة، لماذا لا توجد قاعات أو صالات عرض، أو لماذا لم ترمم الصالات العتيقة، أو لأنّ الأمر مرتبط بسياسة التقشف التي دعتها إليها حكومة الوزير الأولّ عبد المالك سلال؟ قليل من الميزانية العامة المقدرة بـ7ملايير دينار جزائري أي 700   مليار سنتيم، قبيل بضعة أشهر من الافتتاح الرسمي للتظاهرة وبالتحديد شهر جانفي الفارط. أدّت إلى تأخر المشاريع المسطرّة، ما جعل المنظمين يسابقون الزمن للوصول في الوقت المحدد.

 لكن من خلال تصريحات مسؤولي القطاع وعلى رأسهم الوزيرة السابقة لعبيدي التي خرجت في الفترة السابقة بتصريحات قللت من حجم المشكلة واعتبرت بأنّ ما لم ينجز في حينه سيستفيد منه أبناء قسنطينة في السنوات المقبلة، كما سيستكمل طوال 12 شهرا وهو زمن التظاهرة، وليس شرطا أن تنتهي أشغال انجاز المنشآت التي تحتضن النشاطات والمشاريع قبل الافتتاح.


وثائقيات قسنطينة.. تسميات مختلفة ومضمون واحد

وفي قراءة لقائمة الأفلام نجد أنّ التركيز كان بشكل أكبر على مدينة قسنطينة، التي نالت حصة الأسد وأعدّ حولها 8 أفلام وثائقية مختلفة التسمية تتناول تاريخ مدينة الصخر وتراثها وحضارتها وثورتها للمستعمر الفرنسي وجمالها الطبيعي وغيرها، لكن قاسمها المشترك الى حدّ بعيد هو المضمون الذي لا يخرج عن قالب المدينة والعلم والتاريخ والتراث كما سبق ذكره، وهي: “لو نحكي قسنطينة،بابيلون قسنطينة،الطريق الى قسنطينة،خفايا قسنطينة تحت الأرض،المقاومة والبطولة إبّان الغزو الفرنسي،العشيق، الذي يحكي عن إنسان المدينة الذي يعشق أرضها وترابها وهواءها.. ووو،البوغي، هذه الأسطورة والحكاية الشعبية الرائعة التي تحكي قصة حب بين جاب الله ابن عنابة ونجمة ابنة قسنطينة، إضافة إلى فيلممدخل الدارالذي يركز على القعدات العائلية وما يجري داخل الدار الكبيرة مثلما حكته نساء دار السبيطار لمحمد ديب.

من جهة أخرى، تحتلّ الجسور رفقة أعلام المدينة المرتبة الثانية في قائمة الـ15 فيلما وهي: وثائقياتجسور قسنطينة،معلقات الجسور،إمام قسنطينة الثائرابن باديس، والشهيد حملاوي، وكذا الفيلم الطويلالمدّرسالذي يتناول المسار التعليمي والعلمي للعلامة الراحل عبد الحميد بن باديس.

أمّا الأفلام التراثية التاريخية فنجد: “لالة زبيدة والناس، وكذا الفيلم القصيرنجمة، الذي سيغيرّ عنوانه بسبب تقاطعه مع الرواية الشهيرة لكاتب ياسيننجمة، حيث طلبت المحافظة من منتجه وكاتبه ومخرجه محسن عادل تغييره طبقا لحقوق الملكية الفكرية وحقوق التأليف. ولحد الساعة ما يزال الفيلم بحمل هذا العنوان ولم يكشف عن اسمه الجديد بعد.


أفلام بعلامة استفهام وأول عرض بعد 6 أشهر

في السياق، يبقى وضع وتيرة الإنجاز يسير بنسبة معينة، فحسب المشرف على البرنامج السينمائي مراد شويخ فإنّ أول عروض الأفلام سيكون بداية سبتمبر، أي بعد مرور نصف الزمن على عمر التظاهرة، “6 أشهر، بالرغم من أنّ حوالي 60 بالمائة من هذه الأعمال، شرع في تصويرها وتسجيلها، لكن لم يتم الشروع من جهة أخرى في بعض الأفلام، رغم موافقة لجنتي القراءة والمالية، لعدة عوامل أبرزها التغييرات والاستبدالات التي طالت المخرجين، ما جعلها تتوقف إلى إشعار آخر ريثما يحلّ المشكل، فعلى سبيل المثال الفيلم القصيرالمدّرسأسند إخراجه لعمار سي فضيل بداعي أنّ المخرج الأولّ إفتيني رمضان الذي أوكلت إليه مهمة الإخراج في الأولّ يشرف أيضا على إخراج فيلمإمام قسنطينة الثائر، وبالتالي لا يمكنه إخراج عملين في تظاهرة واحدة، إلى جانب عدم الفصل لحد الساعة في صفة المخرج الذي ستوكل إليه مهمة إخراج الفيلم الروائي الطويلالعشيقنص الكاتب عبد المجيد مرداسي، بعدما كان مقررا في البداية اسم محمد حازورلي ولغاية كتابة هذه الأسطر تبقى الأسباب غير معروفة.

من الاستثناءات أو المفارقات التي تلازمها علامة استفهام هي أنّ مخرجملحمة قسنطينة الكبرى، هو علي عيساوي وقد أسند إليه إخراج الفيلم الطويلالبوغي، للكاتب سعيد بولمرقة، بالنظر إلى عدم منح أفتيني رمضان فرصة إخراج فيلم ثانٍ، بحجة أنّه يحق له إخراج فيلم واحد فقط، لتمنح الفرصة لمخرجين آخرين وفقا لتصريحات مسؤولي التظاهرة.

إلا أنّ الاستثناء حدث مع عيساوي الذي تولى إخراجالملحمةوفيلمالبوغيمعا!، والسؤال يظلّ مطروحا وموجها للمحافظة ولدائرة السينما؟.. لاسيما في ظلّ العمل المكثّف الذي شرع فيه عيساوي منذ أشهر لتقديم ملحمة في المستوى المطلوب، سهرة الـ16 أفريل.. ناهيك عن احتكار بعض الأسماء الأفلام بحيث يعدّ المنتج هو كاتب السيناريو ومخرج الفيلم، دون الاعتماد على أسماء في الفئات الثلاثالإنتاج أو الإخراج أو الكتابةيمكنها تقديم الإضافة أو على الأقل ليحصل التنوع وتتعدد رؤى طرح ومعالجة أفلام قسنطينة عاصمة الثقافة العربية وعلى سبيل المثال: “نجمةلعادل محسن الذي شغل منصب المخرج والكاتب والمنتج.


لجنة القراءة تتجاهل نصوص حوحو ومالك حداد وماسينيسا..

وإضافة لشبح غياب قاعات السينما في قسنطينة، حيث ستعتمد التظاهرة أساسا على قاعةمالك حدادوالمسرحوقاعةالزينيتلعرض الأفلام الطويلة، تظلّ ثلة من أعلام الأدب الجزائري والعربي على غرار أحمد رضا حوحو ومالك حداد وبعض الوجوه الثقافية والأدبية والتاريخية التي صنعت تاريخ المدينة على غرار ماسينيسا و.. غائبة سينمائيا، لأسباب مجهولة، بحيث لم تقبل لجنة القراءة حسب ما علمتهالشروقمن مصادر مطلّعة سيناريو أنجز عنمالك حداد، بحجة أنّ النصوص المقدمة تختلف من نص لآخر وهي حجة غير مقنعة، فكان يكفي الاستغناء عن فيلم أو فيلمين من الأفلام التي تروي تاريخ وتراث قسنطينة وإعداد فيلمين أو ثلاث عن الكاتبين مالك حداد ورضا حوحو، إلا أنّ ما حدث العكس ولم يبرمجا بعدسة الكاميرا.

ويأتي اختيار الـ15 فيلما التي لم يتواجد في قائمتها أحمد رضا حوحو ومالك حداد من ضمن زهاء 280 عنوان تلقته لجنة القراءة الأولى التي عينتها خليدة تومي الوزيرة السابقة للثقافة، وفصلت في شأنه، وبعد تعيين نادية شيرابي للجنة ثانية برئاسة حسان بن زيراري وعضوية كل من سليم عقار، هاجر قويدري، عاشور فني، تمّ الفصل في القائمة النهائية.

ورغم الكشف على القائمة فإنّ ميزانية الأفلام التي حددتها وزارة الثقافة لكل لفيلم لا تزال غير معروفة بدقة، بحيث تراوحت في حدود 900 مليون سنتيم، في بادئ الأمر، ما أثار حفيظة المنتجين، إذ سجلوا احتجاجا رسميا أمام مبنى وزارة الثقافة سابقا وطالبوا برفع قيمة الدعم المالي في ظل ارتفاع تكلفة الإنتاج خصوصا، فيما يتعلق باستخدام التقنية والتحميض والمونتاج الذي يتطلب أموالا كبيرة تفوق الميزانية المسطرة، لكن مع سياسة التقشف ترى كيف ستؤول الأمور؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • بدون اسم

    و الفيلم الجديد نتاع عثمان عريوات ما دروهش في الحساب