حدودنا مؤمّنة.. والجيش سينسف أيّ محاولة تسلّل
أكدت مصادر مقربة من وزارة الدفاع الوطني، أن الجزائر “لن تتسامح أبدا مع أيّ محاولة اختراق أو تسلّل” عبر الحدود الجنوبية، وأن جيشها الوطني الشعبي، سينسف أيّ مسعى قد يدفع فلول التنظيمات الإرهابية بالدول المجاورة، إلى مجرّد التفكير في الاقتراب من الحدود الوطنية.
وشدّدت نفس المصادر لـ “الشروق“، على أن الجيش الجزائري وكلّ القوات الأمنية المشتركة، جاهزة ومجنّدة للدفاع عن حدود البلاد بكلّ قناعة وعزم، وردّ أيّ عدوان محتمل على هذه الحدود التي تعرف بالجهة الأخرى لعدد من دول الجوار حراكا أمنيا وتحركات مشبوهة لعناصر إرهابية تحمل تسميات مختلفة.
ونفت مصادرنا الأنباء المغلوطة التي تم تناقلها “عن جهل وبلا وعي” بخصوص دخول عناصر إرهابية إلى التراب الوطني، متسببة عن قصد أو بلا شعور، في إعطاء الانطباع بأن “حدودنا مفتوحة وبلا حراسة ولا مراقبة“(..)، وهذه الفبركة المسوّقة بشكل استعراضي، تعدّ تحليلا فلكلوريا يدفع إلى السخرية، مؤكدة أن أي محاولة تسلّل من أيّ كان ستُدفن في مهدها.
في السياق، أكدت قبل يومين، المؤسسة العسكرية في بيان لها، ردّا على “بعض المقالات الصحفية“، أن وحدات الجيش الوطني الشعبي ومختلف قوات الأمن، بالمرصاد لدحر أيّ محاولة اختراق للحدود الوطنية، وأنها على يقظة واستعداد لمواجهة أيّ طارئ.. وحذرت وزارة الدفاع، من السقوط في الترويج لمعلومات وأرقام تصبّ في تغليط الرأي العام وزرع البلبلة، داعية إلى تحرّي الموضوعية والدقة مراعاة لمصلحة الجزائر وتفاديا للوقوع في فخ الدعاية المغرضة.
هذه “الردود والتوضيحات“، أعقبت التطورات الخطيرة التي تعرفها الجارة ليبيا، خاصة بعد توجيه الطيران المصري لضربات عسكرية بها، وكذا في ظلّ “الظهور المفاجئ” والغريب بالأراضي الليبية للتنظيم الإرهابي المسمّى “داعش“، ومحاولة بعض الأصوات والجهات “توسيع نشاطه” عبر الأنترنيت وترهيب كامل المنطقة بـ“دولته” المزعومة!
ومع تسارع الأحداث العسكرية، تتمسّك الجزائر بموقفها الثابت من حلّ مثل هذه الأزمات، فعسكريا ترفض التدخل، ودبلوماسيا تدعو إلى الحوار والحلّ السلمي، في وقت يؤكد فيه خبراء أمنيون، أن التهويل والتحليلات الخاطئة لتداعيات ما يحدث في ليبيا على الحدود الجزائرية، وكامل المنطقة المهدّدة بـ “الأفغنة” أو “الصوملة“، يتوقف عند الردّ الناجح والقويّ للجزائر على “اللفيف” الإرهابي و“الضغط” الأجنبي خلال وبعد اعتداء تيڤنتورين.
ويؤكد متابعون، أن العقيدة العسكرية والدبلوماسية للجزائر، مثلما ترفض أيّ تدخل أجنبي في أيّ دولة، وتدعو إلى الحلول التفاوضية والسلمية، وترعى الوساطات والتقارب بين “الأشقاء الفرقاء“، فإنها أيضا لا تستسلم ولا تتفاوض ولا تتنازل عندما يتعلق الأمر بسيادتها وأمنها واستقرارها ووحدة شعبها وقرار مؤسّساتها الدستورية في حماية البلاد والعباد بكلّ الوسائل.