-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الحلف بالله في الأفلام والمسلسلات

ممثلون يتخذون اسم الجلالة للعبث وآخرون للقسم على الفجور !

الشروق أونلاين
  • 10728
  • 8
ممثلون يتخذون اسم الجلالة للعبث وآخرون للقسم على الفجور !

يتبادر إلى الذهن في الكثير من الأحيان السؤال عن حكم القسم بالله واليمين في الأفلام والمسلسلات، التي تكون أحداثها مفبركة من أجل تصوير لقطة أو سيناريو معين يتطلب اليمن والقسم بأسماء الله الحسنى، بالرغم من أن الكثير من المشاهد تحمل الخيال لأحداثها، وإنما جعل هذا من أجل ايصال الفكرة للمشاهد لا غير على حد قولهم، هي من المسائل الدقيقة التي لا ينتبه إليها الكثير من الناس مادام همهم هو الاندماج مع تفاصيل أخرى في هذه الأعمال، تحمل في طياتها النهي والإنكار وغيرها دون علم أهلها، تتجاوز بذلك اللقطات التي تصور بين شخصين غريبين في لقطات مشبوهة، فهل يصح الاستعانة بالقسم وبأسماء الله العظمى من أجل عمل هين ربما يكون كذبة لا غير لا ترقي حتى إلى موضوع الصدق لا في التمثيل ولا في الواقع.

لسنا بصدد الحديث عن التمثيل وحكمه في الشريعة أو غيرها من المقاييس وهذا مجال آخر له أهله، لكن الحديث عن القسم بأغلظ الايمان، خاصة إذا كان المشهد لا يتطلب ذلك مادام الأمر لا يتجاوز التمثيل فحسب، لذا هل من المعقول ان يتخذ الواحد منهم أسماء الله من أجل خلق مشاهد سينمائية تقرب المشاهد إلى الوقائع حتى ولو كانت عن طريق تخيل هذا من طرف كاتب السيناريو او المخرج، والأمثلة كثيرة في هذا الصدد كمن يحلف على الطلاق والحلف على القتل كمن يقول “والله سأقتلك”، ومن يقسم على الكذب من أجل تجنب التعذيب أو القتل في هذه المسلسلات والأفلام، أو القسم على فلان أنه مات في طيات هذا الفيلم وانه لم يمت واقعا، وهي من الأمور التي تلامس الحرمة والعبث بأسماء الله الحسنى من أجل لا شيء، لذا يرى أهل العلم الديني تجنبها وعدم تبديد اسم الله عز وجل في هذه الأعمال، هي من المسائل التي تشغل الكثير من الأشخاص في البحث عن معرفة حكمها مادامت تتعلق باسم من أسماء الله عز وجل.

لا ننكر أن الكثير من المشاهد تحمل التعظيم لله و قراءة القرآن والسماع إليه والصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، والدعوة الى أفعال الخير والاستقامة، وتجنب المنكرات من الفعل والقول، وهي من الأعمال السينمائية  التي لا تخدش الحياء أو تمس حدا من حدود الله، لكن عندما يتحول الأمر في بعضها الى العبث والقسم على أتفه الأمور فوجب التفكير في هذا، لأن العديد من المواقف فيها لا يتطلب في الكثير من الأمور الخوض في أسماء الله بالقسم وبأغلظه، والمتتبع لهذا يدرك أن هذا اليمين او الحلف في بعضها لا يزيد من المشهد شيئا ولا ينقص فيه، فلِم إذا العمل به من طرف الممثل أو كتابته من طرف المخرج، وتبريره على أنه من أجل الوصول إلى مشاهد تلامس الواقع، وهي في الأصح من الأكاذيب المفضوحة، والكل يعلم هذا.

وقد سبق الحديث والتطرق في الكثير من الأمور والمسائل التي تحدث شبهات وجب تجنبها في الحياة اليومية للشخص مثل اللغو باليمين، فكيف في حياة ممثل يقوم بدور ما من أجل إتمام دوره، على سبيل المثال تداول كلمات وألفاظ الطلاق والمحرمات وكذا لفظ الزواج بين الأفراد لإتمام عقد القران وهي من وحي الخيال لا تمت للواقع بصلة قط، ولقد أنكرها الشرع، وغيرها من الأمور التي يقوم بها أو يتلفظها الممثلون من أجل الوصول إلى عمل فني أو سينمائي، وفي رأيهم أنها لا تكتمل إلا وهم يقسمون بأغلظ الأيمان، لكن هيهات.

إن هذا القسم في هذه المسلسلات والأفلام أوجب الكثير من أهل العلم على العاملين بها تجنبها وتركها، لأنها تدفعه إلى التعرض إلى أسماء الله الحسنى من أجل الكذب وهو ما يناقض أعمالنا، فكيف نقسم من أجل تقرير هذا الكذب حتى ولو كان من باب الثمتيل فحسب، لأن هذا في أغلب الأحيان يروض لسان الفرد على الحلف لأتفه الأشياء التي لا تستحق هذا ويصبح حلافا من سبب أو غيره، وقد ورد في الأثر أن لا  نطيع كل حلاف، فما بالك لمن نعرف أنه يقوم بدور في عمل فني لا غير وهو خيالي من اجتهاد البشر فحسب، هذه من الموجبات التي يجب على الفنان والممثل تجنبها اتقاء وتقديسا لأسماء الله، فقد أمر وأوجب القسم إلا باسم من أسمائه في مواضع القسم فقط، فكيف بمن يقسم بأسماء الجليل من أجل الكذب أو التصنع، بل والإصرار في الكثير من الأحيان، لذا وجب عليهم رعاية هذا الاسم في مثل هذه الأمور على غرار التمثيل في فيلم أو مسلسل والتي لا تساوي ولا تقدر بأكثر من جناح بعوضة إذا ما قورنت باسم الجلالة.

لقد أصبح هذا القسم في هذه الأعمال تقريبا عند كل الممثلين شيئا عاديا، تجاوزوا بذلك حرمة هذه الأسماء التي لا تليق إلا في المقام الرفيع وفي المسائل التي توجب هذا، فما بالك لو قارنا هذا بقول الشافعي “ما حلفت لا صادقا ولا كاذبا”، أما نحن اليوم فنقسم من أجل العبث واللعب في أفلام ومسلسلات هي في الأصل مأخوذة من الخيال يغير فيها المخرج كيف وأين ما شاء، فلِم إدراج اسم الجلالة في هذه الأعمال مادامت أنها لا تزيد ولا تنقص فيه شيئا، فالأمر ليس هينا كما يظن الكثير من الناس.

المقرئ ياسين: “لا يجب القسم والحلف على أشياء لا معنى لها”

  “وردت آية صريحة في القرآن الكريم تنهى عن القسم في أمور لا تتطلب ذلك، ولا يجب على الفرد ان يجعل اسم الله عز وجل للعبث في كل أمر يقوم به، في قوله عز وجل “ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم “، لذا وجب تجنب القسم والحلف في أمور لا تستحق، لأن القسم كذب من أعظم الذنوب عند الله عز وجل، ولما كان الحديث عن القسم والحلف في الأفلام والمسلسلات فيجب تجنبها، لأنها من لغو الحديث، فلا توجب هذه اليمين في هذه الأعمال كونها أحداث للتمثيل فقط، فلٍم القسم باسم الجلالة فيها، بل لا يجب إنزال القسم عند القيام بهذه الأدوار من أجل مشاهد فيها أحداث لا يدركها الفرد ولا يعتقدها واقعا،وهو من اللغو الذي لا يترتب عنه كفارة،لكن يجب تركه وتجنبه فقط خاصة في هذه الامور”

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • ابو عماد

    يجب الا نجعل الله عرضة لايماننا و يجب الا ( ان لا ) نجعل اسم الله عرضة للعبث
    يجب الا ننزل القسم عند القيام بادوار تمثيلية

    إذا جاءت (لا) النافية بعد (أنْ) الناصبة للمضارع الذي يليها، كُتِبتا متصلتين وأُدغِمتا،
    نحو: قرَّر ألاّ يسافِرَ، وألاّ يغادرَ البيت ثلاثة أيام...

    إذا أراد المتكلم (أو الكاتب) إلى بيان وجوب ما يَنهى عنه، قال: (يجب ألاّ…)
    نحو: يجب ألاّ تتقاعَسَ عن إتقان لغة قومك.

    وإذا أراد المتكلم إلى بيان عدم وجوب ما يتحدث عنه، قال: (لا يجب أن؛ لا يجب كذا). وهذا يعني أن ما يتحدث عنه جائز (مسموح به)، لكنه غير واجب، نحو:
    لا يجب على الطفل أن يصوم رمضان

  • الاسم

    حسبيا الله ونعمة الوكيل

  • بولبي

    أكبر فنان حلاف هو لخضر بوخرض الحاج لخضر وهاذي قديمة

  • ZINHMD

    فلٍم القسم باسم الجلالة في صور الكاريكاتير. من أجل .........................
    المقرئ ياسين: "لا يجب القسم والحلف على أشياء لا معنى لها"

  • فاطمة

    ((لا ننكر أن الكثير من المشاهد تحمل التعظيم لله و قراءة القرآن والسماع إليه والصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم، والدعوة الى أفعال الخير والاستقامة، وتجنب المنكرات من الفعل والقول)) ((الكثير))من أين لك هذا؟!

  • wrong turn

    و لما لا تتناولون موضوع سب الذات الإلهية و مدى انتشاره في الجزائر
    فالجزائريون الذين هم اليوم ينصرون محمد انفسهم من يسبون ربه و يستعملون ألفاظ الجلالة في تنويع السباب و يعتبرونه غلظة في الشتم و اكثر وقعا و بل يستمتعون بذلك جهارا نهارا و في كل الأماكن ... كيف ننصر محمدا صلى الله عليه وسلّم و نحن لو كنا في زمانه لكان سيف صحابته نال منّا . انصروا انفسكم اولا فكما للكعبة رب يحميها .. لمحمد صلى الله عليه و سلم ربّ يحميه من هؤلاء.. و لا ننسى ان الإعلام العربي و المحسوب على المسلمين و الإسلام هو من ساهم في انتشار هذه الخزعبلات و هو من زاد اضرام نار الإساءه ..

  • سارة

    و ما رأيكم في ادراج لفظ الجلالة في الأغاني الماجنة ؟

  • براضية عمر

    موضوع مهم جدا جدا، بارك الله في من أيقضه
    لهذا نتمنى من إخواني وأخواتي أن لا يستهينوا بهذا النوع من الحلف وهذه الأساليب في الكلام.
    الله يهدينا أجمعين