-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القادم هو الأهم!

جمال لعلامي
  • 1870
  • 1
القادم هو الأهم!

أرقام ونتائج رئاسيات 17 أفريل 2014، كرّست مؤشرات و”مفاجآت” تستدعي التوقف والتحليل، لأنها بإمكانها تحديد ورسم الخارطة السياسية المستقبلية على عدّة جبهات، يُمكن تلخيصها في المحاور التالية:

أولا: تكريس “الأمر الواقع” بإعادة انتخاب الرئيس بوتفليقة. وهو الواقع الذي لا يُعتبر مفاجأة، في وقت يرى حتى مقربوه، أن الثمانية ملايين صوت التي تحصل عليها، انتخبت لصالح الأمن والسلم والاستقرار.

ثانيا: حتى وإن شعر المحيطون بالرئيس والداعمون للعهدة الرابعة منذ انطلاق مشروعها، وقبل أن يرسّمها بوتفليقة، شعروا بالأمان والطمأنينة، إلاّ أن القلق بدأ يتسلـّل إلى دواخلهم، مع اقتراب إجراء تعديل حكومي، يُروى والعهدة على الراوي، أنه سيكون عميقا وحاملا ليافطة التشبيب.

ثالثا: احتمال مواجهة بوتفليقة لـ “متاعب” وسط مسانديه وأنصاره، خاصة أولئك الذين ينتظرون “جزاء وشكورا” و”ردّا للجميل”. وهنا يُستبعد أن يتخلّص الرئيس من الذين وقفوا إلى جانبه أو يتخلـّى عنهم، لكن كثرتهم وتعدّدهم وتخالفهم، سيصعّب له مهمة التقسيم العادل للجزاء.

رابعا: توجّه الجزائر نحو إعادة تشكيل خارطة سياسية جديدة، على ضوء نتائج الرئاسيات، والترتيب المحصّل عليه من طرف المترشحين الخمسة، وكذا “حصيلة” المقاطعين الذين نسبوا إلى أنفسهم نسبة الـ 49 بالمائة المتغيّبة عن الموعد الانتخابي.

خامسا: لا يُستبعد اندلاع “حرائق” داخل الأحزاب التي انهزم مرشحوها شرّ هزيمة، مثلما هو الحال لتواتي ورباعين وحنون، رغم تجاربهم الانتخابية الطويلة، وخطاب “الغرور” الذي تبنـّوه خلال الحملة. ولا يُستبعد أن تستيقظ حركات تصحيحية، هنا وهناك لقلب الطاولة على “الخاسرين”.

سادسا: انتعاش أحزاب المقاطعة، بالاستثمار في العشرة ملايين ناخب، الذين قاطعوا الانتخابات أو لم يكترثوا بها، لعدّة أسباب ومبررات، قد تكون في مجملها، لا علاقة لها بدعوات المقاطعة التي رفعتها عدّة أحزاب وشخصيات ستستأنف حراكها حتى لا يضيع الجمل بما حمل.

سابعا: ظهور رقم جديد في المعادلة الحزبية، بإمكانية تأسيس المترشح علي بن فليس حزبا جديدا، يركبه في الانتخابات التشريعية والمحلية المُقبلة، تحضيرا لمرحلة قادمة، وقد يتحوّل هذا الحزب إلى “منافس” للأحزاب القديمة، بحساب الأصوات التي حصل عليها “مرشحه” في الرئاسيات، لكن هذا الحزب قد يتحوّل أيضا إلى حاضنة للانتهازيين والطمّاعين والهاربين من أحزابهم.

ثامنا: الشروع في التسويق لتنظيم تشريعيات ومحليات مسبقة، باسم “التغيير والإصلاحات”، وتعويض “خسائر” الرئاسيات، وقد يشكل ذلك “مخرج نجدة” بين السلطة والمعارضة للتعايش المؤقت والتكيّف مع تطورات جديدة تقتضي الهدوء والتهدئة لامتصاص الغضب ووقف التشنـّج.

 ..هذه بعض المفاتيح التي قد يتمّ اللجوء إليها، لتنفيس الساحة السياسية، خاصة وأن مساندي بوتفليقة ومعارضيه، اتفقوا قبل الرئاسيات، على أن ما بعد 17 أفريل، هو بيت القصيد ومربط الفرس في ما حدث وسيحدث.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سعدون عبد المجيد

    جمال لعلامي...الى متى وانت تردد " اقتراب إجراء تعديل حكومي، يُروى والعهدة على الراوي، أنه سيكون عميقا وحاملا ليافطة التشبيب." كثيرا ما فقلت هذه العبارة ..وكان هذا الشعب المسحوق والمدقوق مهتم لامر هذه الحكومة او تغير وجوهها ...وحدك انت من يتحدث عن هذا الامر. اكرر لما المرواغة والتحايل على القراء وتزييف وعيهم عبر اكثر الجرائد انتشارا...لما لا تنتقد التزوير الفاضح لارادة الشعب قبل كل مرة...لما لا تنتقد الرئيس "المفرنس اللسان" .."المثشبث بالكرسي" .."المحتقر لشعبه" ..لماذا ؟ قل خيرا..