-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في العراق انتخابات دموية

صالح عوض
  • 2438
  • 0
في العراق انتخابات دموية

يسير العراقيون إلى حتفهم مكبلين بحكومة لم تفهم بعد أن الإرغام لا يجدي في زمن تسكب فيه الشعوب دماءها حتى عاد الدم هو أبخس الأثمان للحياة.. تفجيرات تعم البلاد وتصحو بغداد على دوي الانفجارات وتبيت على آلام ومآس لا تعرف توقفا.. والغريب أن السياسيين المستحدثين لا يأبهون بدم ولا قتل وكأنهم ولدوا في مذابح النازية.

صرح المالكي قبل أيام قليلة أنه في حرب مع المملكة السعودية بطريقة غير مباشرة.. وأكد المالكي أن الإرهاب الذي يضرب العراق يحركه أشرار معادون للنظام والاستقرار.. وإن كان يحق لأحد أن يتحدث ضد الطائفية فبالتأكيد لا يحق للمالكي الذي أصبح سبة على كل من يحتمي بحكومته.. إنه سير خلف الطائفيين الممقوتين الأشرار الذين لا يتقنون إلا القتل الطائفي ضد أهل الأنبار والفلوجة وأبوغريب وديالي.. هؤلاء الأخير والأنبل في العراق.. هؤلاء رافعو راية المقاومة والجهاد ضد الاحتلال الأمريكي..

وفي جبهة العراقيين الواسعة من سنة وشيعة وعرب وكرد تتمدد قاعدة الرفض للمنطوق الطائفي البغيض ولعصابات القتل الفاشية ويتمدد الوعي ليشمل العراقيين بأن المؤامرة البشعة هي النار الطائفية وأنها أسوأ ما ترك الاستعمار الأمريكي في البلاد.

انتخابات تشريعية مغرية حيث يزيد مرتب العضو على عدة عشرات الآلاف من الدولارات، فضلا عن امتيازات مادية ومعنوية خيالية، الأمر الذي حول البرلمان إلى مطلب في حد ذاته، لا سيما والتوزيع الطائفي هو المراعى لدى تنظيمات طائفية واصطفافات طائفية.. وهذه الانتخابات بمثابة قفز على الواقع المأساوي الذي تعيشه البلاد.

ليس من المنطق أن يتجه العراقيون إلى الانتخابات بعد مذابح ارتكبها الحاكم بأمره المالكي ضد عراقيين على الهوية المذهبية.. وليس بمنطق أن تترسم شرعية التوزيع الطائفي فكان ينبغي أن ينسحب الطائفيون من المشهد سواء كانوا علماء دين متخلفين أم سياسيين مأفونين أنانيين، ويتركوا الشعب الواحد الموحد ليفرض إرادته الحرة ويختار من يرى فيهم الخير والصلاح.

لا نستبعد أن هناك تدخلات إقليمية في الشأن العراقي وهي مرفوضة بلا شك وغير مقبولة ولكن التعامل مع الأوضاع الداخلية بمثل هذا العنف لا يمكن أن يكون مقبولا بأي حال من الأحوال.

ما ينبغي أن يتذكره المالكي جيدا أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قد حكم عليه بالإعدام في قضية هي أخف بمئات المرات مما يعلق بالمالكي من قضايا وإن القصاص سيلاحق المالكي وجماعته رغم ما يستند إليه من حماية أمريكية وغربية اليوم.

ويبقى أن يقول العراقيون السنة والشيعة كلمتهم الواحدة الموحدة ضد الفتنة والحرب على أساس الهوية وروح الفتنة والقتل.. وتلتفت الأنظار كلها إلى العلماء المحترمين في السنة والشيعة ليعلنوا موقفهم القوي لإسقاط دعاوى الفرقة فإن النيران في الأمة لا يطفئها إلا علماء الدين.. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!