غرداية..حظر التجوال في وضح النهار

التحقت أمس، عشر وحدات إضافية من قوات الأمن الجمهوري بمدينة غرداية، قادمة من ولايات سعيدة، سيدي بلعباس، معسكر، غليزان والأغواط، في انتظار وصول وحدات أخرى من رجال الدرك الوطني لتراب الولاية، تحضيرا لتنفيذ قرارات وزير الداخلية الأخيرة المتعلقة بتشكيل قوات مشتركة بين الشرطة والدرك لتسيير مركز عملياتي توكل له مهمة تأمين المدينة.

أشارت أرقام مصالح الآمن إلى إصابة 13 عون أمن بجروح متفاوتة الخطورة، وتوقيف 30 شخصا خلال المواجهات الأخيرة بمواقع مرماد والساقية السفلى والوادي، في حين أوردت مصادر من عين المكان إلى أن هناك إصابات خطيرة في صفوف المدنيين أثناء المواجهات، لكن أصحابها لم يظهروا لا بالمستشفيات ولا بمحيط عوائلهم، مما يرجح فرضية مصالح الأمن من أن هناك مصحات سرية تنشط وسط الأحياء الحضرية، وتتعامل مع جرحى الأحداث من الطرفين بطرق غير مشروعة.

وعلمت “الشروق” أن إجراءات خاصة سيتم اتخاذها مباشرة مع انطلاق نشاط المركز العملياتي للأمن المشترك، تعاقب كل من ثبت تورطه في إيواء أو مساعدة المتسببين في إذكاء نار الفتنة.

وفرضت هذه الأخيرة أمس، النظام بالمناطق التي كانت مسرحا لأعمال العنف والمواجهات الدموية بين شباب المنطقة، في وقت عمّ فيه الهدوء الحذر وبدت المدينة كمدينة أشباح بعد إعلان اتحاد التجار العودة للإضراب والدخول في حداد لثلاثة أيام أثناء تشييع جنازة الشاب عز الدين بابا إسماعيل، القتيل الثالث في المصادمات الأخيرة، بمقبرة الشيخ بابا السعد، كما قرر فرعا الاتحاد العام للطلبة الجزائريين والاتحاد الطلابي الحر بالجامعة، مقاطعة امتحانات السداسي الأول لمدة أسبوع قابلة للتجديد تضامنا مع الطلبة و الأساتذة المتضررين جراء الأحداث الأخيرة، وكذا الاعتداء على حافلات النقل الجامعي مما يثنى الطلبة عن متابعة دراستهم في ظروف نفسية مواتية لإجراء امتحانات مصيرية.

يذكر أن 120عائلة فرت من بيوتها أثناء الأحداث بمناطق مرماد وبابا أولجمة، لتقيم عند الأقارب وفي المدارس والزوايا ومراكز التكوين المهني، ومنهم من غادر المدينة تاركا وراءه دمارا وتخريبا لحق بأحياء كاملة.

قافلة “إصلاح ذات البين” لأعراش 17 ولاية من خنشلة نحو غرداية

انطلقت أمس من شعبة الغول، بالمركب السياحي حمام الصالحين بخنشلة، قافلة إصلاح ذات البين، نحو مدينة غرداية، بعد وصول ممثلين عن 17 ولاية، كانوا قد أعلنوا انضمامهم للقافلة التي أطلقتها قبل شهر نخبة من مواطني وإطارات ولاية خنشلة يتقدمها أعيان وكبار الأعراش.. القافلة ضمت أكثر من 200 عنصر ممثلين عن 17 ولاية إلى جانب كبار أعيان أعراش النمامشة، بني ملول، أولاد يعقوب، بني بربار، لعمامرة، أولاد بودرهم، عاودت السفر إلى ولاية غرداية، بعد أن تجددت بها الاضطرابات قبل يومين، بهدف إقامة الصلح بين الإخوة المتخاصمين هناك، وكانت ذات القافلة قد حطت رحالها بمنطقة ميزاب منذ أسبوعين، أين تم وضع أسس للمبادرة لتلقى استجابة فعلية بين مختلف فئات المجتمع بغرداية.