مقري: الفساد والفشل بدأ قبل بوتفليقة
أعاب رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، انتقاد الرئيس بوتفليقة والمطالبة بعدم ترشيحه لولاية رابعة، دون الحديث عن “فساد النظام واستبداده”.
ورفض مقري في تصريحات له على صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” الانسياق وراء ما اعتبره “صراع الأجنحة”، بالتركيز على معارضة بوتفليقة وإهمال الفساد “الأعظم”، وقال “كنت جالسا مع عدد من السياسيين، كلهم معارضون لبوتفليقة بالرغم من أن كثيرا منهم لاتزال له روابط بنظام الحكم، لا يتحدثون إلا عن المخاطر التي تهدد البلد إذا استمر بوتفليقة وعائلته ومجموعته في الحكم، وعن مخاطر التزوير إذا ترشح بوتفليقة، وشعرت حقيقة بأنني (مع بعض من كان في الجلسة) أشتغل لصالح جناح في الحكم ضد جناح آخر”.
ورد مقري على هؤلاء، متسائلا هل التزوير والفساد والفشل بدأ فقط مع بوتفليقة؟ ألم يكن ذلك في عهد زروال، ومن كان معه، ومن كان قبله؟ رغم أن الوضع ازداد سوءا في عهد بوتفليقة الذي قال عنه “لم يعد هناك شيء يسمى دولة، بل منظومة مافياوية ممتدة الجذور والفروع، ووصلت ارتباطاتها إلى خارج الوطن، وأصبح لها حلفاء في دول غربية في الضفة الشمالية للبحر المتوسط وفي كثير من دول أخرى في العالم”.
وأكد أن الفساد قديم قدم الدولة، وفي كل مرة يحاول أن يصنع له أعداء يجند ضدها الطامعين والغافلين، مبرزا أن أول أعدائه الأبطال الذين فجروا الثورة وقادوها أمثال كريم بلقاسم وخيضر وبوضياف وشعباني وآيت أحمد، أي أن أول أعدائه هم أصحاب الشرعية التاريخية، مشددا على عدم قدرة أية قوة أن تزعزع هذا النظام إلى الآن، الذي غمّ الجزائريين ـ حسبه ـ باسم شرعية تاريخية مكذوبة، ثم غمهم باسم استقرار البلد ومكافحة الإرهاب، ثم باسم المصالحة الوطنية.
وأشار مقري إلى فشل كل جهود الإصلاح، وقال: “حاولت كل التيارات أن يكون لها وجود من داخله، كل حسب برنامجه وفكره، وربما طموحات قادته، اتجه لذلك اليسار في وقت مبكر (حزب الطليعة الاشتراكية الشيوعي، الأفافاس) وكذلك التيارات العلمانية العرقية، كما ذكر محاولات التيارات الإسلامية، منها من عمل داخل نظام الحكم قبل الانفتاح السياسي كشخصيات مستقلة أمثال عباسي مدني وشخصيات من جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ومنه من فعل ذلك بعد الانفتاح وفي زمن الأزمة (شخصيات من الفيس المحل – قشي ومراني)، وحركة النهضة وحمس، مؤكدا نهاية دور هؤلاء جميعا، فيما تحول بعضهم إلى تابع منتفع وانقطع عن أصله الأول وبقي نظام الحكم هو نفسه، نظاما شموليا يحكم بالقوة والغلبة والهيمنة، قلبه علماني وجسده الفساد، وفي داخله أعضاء عميلة للاستعمار القديم والحديث”.
ودعا مقري المعارضة إلى الحذر من الانسياق وراء فكرة تجييش المعارضة ضد بوتفليقة وحده ليعود النظام بوجه آخر، مبرزا أن طريق خروج البلاد من الأزمة هو إعادة بناء التوازن بين السلطة والمجتمع بتقوية جبهة المجتمع.