-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجزائر وفلسطين علاقة أقوى من التضليل

سهيل الخالدي
  • 5893
  • 2
الجزائر وفلسطين علاقة أقوى من التضليل

يتعرض الشعب الجزائري، بين فترة وأخرى، إلى حملة تشكيك في أمته العربية ومواقفه الجذرية، وينتهز الخصم أية فرصة لتحريض الشباب الجزائري، كما حدث في موضوع كرة القدم عام 2009، حيث قامت قوى الفرانكوفون بالتحريض ضد الشعب المصري. كما قامت قوى التطبيع في مصر بالتحريض ضد الشعب الجزائري.

 واليوم يتعرض الشباب الجزائري لحملة تحريض على الشعب الفلسطيني من خلال قضية شكيب خليل، وزير الطاقة السابق، حيث إن بعض الإعلاميين الجزائريين الشباب دخلوا من مدخل أن زوحته فلسطينية واتهموها بالمشاركة معه. ورغم أن قضية شكيب خليل هي بين يدي القضاء، وليس لنا نحن، أهل الإعلام، أن نتدخل فيها.. وبالتالي، فأنا هنا لا لأدافع عن السيد شكيب خليل، ولا أتهمه.. وإن كنت أعتقد أن القضية برمتها لا تخرج عن إطار التنافس الأمريكي الفرنسي في الجزائر وحولها، 

  ولكن انزلاق البعض باتجاه التحريض ضد الشعب الفلسطيني في الجزائر وخارجها من خلال عالمة فيزيائية فلسطينية، زادها الله شرفا، بأن تكون زوجة جزائري. فربطوا بينها وبين الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، بل قال بعضهم إنها شقيقة أرملته، السيدة سهى عرفات.. وقالوا إنها تتباكى على فلسطين وتنهب أموال الجزائريين.. وذهبوا إلى التشكيك في نضالها من أجل القضية الفلسطينية. وكل ذلك يؤدي إلى تحريض الجزائريين ضد الفلسطينيين، كما حدث ذات يوم ضد المصريين في الجزائر. ولأنه لا وجود لأي علاقة بين السيدة نجاة عرفات، زوجة شكيب، وبين المرحوم ياسر عرفات، أود أن أوضح للزملاء الإعلاميين الشباب ما يلي:

1- اسم عرفات ليس اسما عائليا للمرحوم ياسر عرفات، فاسمه الحقيقي هو عبد الرؤوف القدوة. وهي عائلة من غزة. وأما ياسر عرفات، فهو اسمه الحركي، وليس الحقيقي، كما هو حال المرحوم هواري بومدين، واسمه الحقيقي محمد بوخروبة.

2- السيدة سهى أرملة  المرحوم عرفات هي سيدة مسيحية  من مدينة بيت لحم من عائلة الطويل، وأمها السيدة ريموندا الطويل، هي زميلة صحفية أيضا، كانت مراسلة لوكالة الأنباء الفرنسية في مدينة مهد المسيح.

إذن، فالسيدة سهى ليست من أقارب المرحوم ياسر عرفات، فهي مسيحية وهو مسلم.

3- السيدة نجاة عرفات هي من عائلة عرفات المسلمة، التي يعيش قسم منها في مدينتهم الأصلية بنابلس، التي تنتمي بعض عائلاتها إلى إحدى الطرق الصوفية الجزائرية  في الغرب الجزائري. وهناك قسم من العائلة بمدينة الخليل، وقسم هاجر منذ عقود طويلة إلى أمريكا، حيث ولدت وعاشت ودرست والتقت الطالب الجزائري شكيب خليل الذي احتضنته عائلتها باعتباره طالبا جزائريا، كما فعلت كثير من العائلات العربية في البلدان العربية  وخارجها باحتضان الطلبة الجزائريين وساعدتهم في التخفيف من عناء الغربة.

4-  السيدة نجاة عرفات، تعلمت الفرنسية في الجزائر في السبعينيات، حين كان زوجها، السيد شكيب خليل،  مستشارا في رئاسة الجمهورية الجزائرية. وقدمت نسخة من أطروحتها في الفيزياء النووية إلى مركز الأبحاث الفلسطينية الكائن  في بيروت عن طريق أحد الصحفيين في الجزائر. وهي ترأس جزءا من الجالية العربية في أمريكا، وتقود حركة لمناهضة اللوبي الصهيوني “الآيباك”  هناك..

 

أردت أن أذكر بهذه الحقائق باعتباري إعلاميا جزائريا شيخا، حتى يتنبه الزملاء الشباب، فلا ينزلقوا نحو مطبات خطيرة، علما بأن علاقة الشعب الجزائري مع  الشعب الفلسطيني هي أقوى من السيد شكيب خليل، أو السيدة نجاة عرفات. وأقوى من التضليل الإعلامي. وإذا كان الرئيس هواري بومدين- رحمه الله- يقول: “إن  الشعب الجزائري يقف مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، فإنه  كان يعبر عن موقف الحركة الوطنية الجزائرية منذ عهد الأمير عبد القادر، فإذا كان الشيخ ابن باديس قد وقف مع  فلسطين في مطالع القرن العشرين، فإن بشير بومعزة كان يهرب الأسلحة على كتفه في ميناء مرسيليا إلى   الحركة الوطنية الفلسطينية في ثلاثينيات القرن الماضي. أما شاعر الثورة الجزائرية، مفدي زكريا، فهو الذي كان  يجمع لها التبرعات. أما الشاذلي مكي فهو الذي كان يشرف على  تدريب وتوصيل المجاهدين الجزائريين إلى فلسطين عام1948. وبالتالي فإني واثق من شعبنا الجزائري أنه لن يتأثر بأي تضليل إعلامي وبأية معلومات غير صحيحة توضع بين يدي الإعلاميين الشباب. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • رشيد قسنطينة

    بارك الله فيك و اطمئن فنحن الشباب الجزائري نتنفس الحرية و كما قال ياسر عرفات يا جبل ما يهزك ريح

  • صلاح الدين

    فرضا أن صح الأمر هل ألوم وطنا لفعل فرد لا يسكنه أصلا؟ أذا جاء يوم و فعلت فاني أقبل التعازي في وفاة عقلي سريريا. و كجزائري أقول لن تغيب فلسطين عن قلوبنا ما حيينا لانها قضية الاستقلال الاكبر بعد أن أنعم الله علينا بتحرير بلدنا الاصغر و قد تركها بومدين أمد الدهر "مع فلسطين ظالمة أو مظلومة" فما طيب الحياة و الاقصى أسير و أخوتنا في الاغلال تسير. الجزائريون واعون و ليسو من ركاب الكلام فصمتهم أكثر من حديثهم و لن تنطلي عليهم التفاهات و التلفيقات فنم عزيزي قرير العين سلام يا أرض السلام