حملة مطاردة القطط الضالة!
جماعة مطاردة القطط الضالة، خلال هذه الحملة الانتخابية الباردة، مازالوا يبحثون عن مشاجب لتعليق مهازلهم وفضائحهم، وقد وجدوا في كرنفال “مزرعة” ملعب 5 جويلية، لقمة صائغة لمضغها وإلهاء بقايا الناخبين بفتاتها، وهو ما يكشف إفلاس وبؤس أحزاب لا تريد أن تحفظ الدرس وتتعلمه!
عندما تنزل إلى شوارع وأحياء البلديات والقرى والمداشر، حيث اندلعت منذ أيام معركة حملة انتخابات تجديد أعضاء المجالس “المخلية”، من الطبيعي أن تصيبك الغمّة، فالخطاب الذي يسوّقه المتحرشون وقيادات الأحزاب، يحرّض في غالبيته على الانتحار، في أحسن الأحوال!
إلى اليوم، وقبل أيام فقط من تاريخ إجراء المحليات، لم يُعلن أيّ مترشح وعددهم قارب الربع مليون، عن برنامجه الانتخابي، وعن خططه لانتشال بلديته من مستنقع الضياع وسوء التسيير والفوضى والتخلف، وإنـّما كل ما يسمعه المواطنون حفظوه عن ظهر قلب، وأصبحوا يرددونه في نومهم ويقظتهم!
يا جماعة الخير، لا يُمكن لجماعات النصب والاحتيال والمخادعة والكذب والنهب تحت طاولة المداولات، أن يُقنعوا المواطنين بجدوى المحليات وقدرتهم على “التغيير”، طالما أنهم يكفرون بمبدأ الحساب والعقاب، ومنهم من غرق إلى حدّ “شوشتو”، في مستنقع الفساد والفضائح والبيروقراطية والصفقات المشبوهة والتدليس!
عندما تجرف الحملة الطوفانية الحملة الانتخابية، فمن المفيد أن تفتح الأحزاب بقيادييها ونوابها ومرشحيها، ملف الفشل والعجز والإفلاس، ليس بهدف قلب المواجع والنبش في الجراح، وإنـّما من أجل تصحيح الأخطاء والتكفير عن الخطايا والذنوب، والدفع نحو الخروج من عنق الزجاجة بأقل التكاليف والأضرار!
إن ما يجري من “ضحك” في البلديات هذه الأيام، أسقط القناع مرّة أخرى، عن الانتهازيين والوصوليين والطمّاعين والغمّاسين، ممّن تحوّلوا فجأة ودون سابق إنذار، إلى متسوّلين يطلبون “صدقات” بقايا الناخبين ممّن “فاقوا” لألاعيب وألعاب وتلاعبات كائنات غريبة، مستعدة لفعل كل وأيّ شيء من أجل تحقيق مصالحها الشخصية الضيقة!
من الطبيعي أن “تتحالف” السلطة مع الشعب، في عدم الاكتراث بالانتخابات المحلية، وحتى إن كانت المجالس البلدية والولائية، هي البداية والنهاية في تسيير شؤون المواطنين وتدبير مصالح الدولة، إلاّ أن انزلاق الحملة نحو التهريج والاستعراض الفلكلوري، من المنطقي أن يُساهم في تتفيه الانتخابات ويحوّلها إلى مجرّد مسرحية بلا متفرجين!
كان من المُمكن إعطاء أهمية قصوى لمحليات 29 نوفمبر، لو تحرّك غربال التطهير بكلّ عفوية وتلقائية، فأسقط أصحاب الفضائح، ومنع المتابعين قضائيا من الترشح مجدّدا، وذلك كان يتطلب أيضا حركة شعبية سلمية، تفضح المتواطئين والغمّاسين وتبلـّغ عنهم، حتى لا يحافظوا على الحصانة أو يتحصلوا عليها بطرق مشبوهة!
لم تعد الانتخابات المحلية تؤدي دور المُنعكس الشرطي، لأن إثارة شهية الناخبين وتحديدا “الأغلبية الصامتة” أو الجزائريين غير المُبالين بالعمليات الانتخابية، يستحيل إنجاحها إلى الأبد بمترشحين يصرّون على دخول المجالس المنتخبة قصد جني ثمار مسمومة وغير مشروعة بطرق غير قانونية وبعيدا عن الأخلاق والضمير!.