-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سموّ الحصان!

قادة بن عمار
  • 6581
  • 19
سموّ الحصان!

الثري القطري الذي امتدح حصانه بالقول إنه أغلى من اللاعب الدولي كريستيانو رونالدو، لم يسأل نفسه عن قيمته الشخصية، وسط الشارع العربي بعد هذا التصريح، والذي لا نكاد نجد له وصفا دقيقا، غير أنه وقاحة جديدة وقلّة رجولة، في عز الأزمات التي تعصف بالمسلمين شرقا وغربا!

في الواقع إننا نشفق على هذا الحصان الذي يملكه أمير غبيّ، يعتقد بأن حديثه للإعلام الغربي عن ثرائه الفاحش، مثلما هي أخلاقه، سيجعله محبوبا ومقرّبا وصانعا للحدث هناك، على غرار العائلة الكويتية التي تناقلت الأخبار هذا الأسبوع، قرارها بشراء نادي نوتنغهام الانكليزي، أو استقبال أمير الكويت لفريق ريال مدريد شخصيا، وكذا طرد فريق الوصل الإماراتي لمدربه العالمي مارادونا، بعدما ضيّع عليه الملايين من الدولارات، وتحمل تصرفاته الشاذة والغريبة طيلة سنة كاملة!

لولا “شويّة” الإيمان التي نملك، وإدراكنا أن الله ليس بظلام لعباده، وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى، لقلنا بأن جميع ما نعيشه في العالم العربي والإسلامي من شتات وتمزق، وهوان بين الأمم، وحروب مستمرة، وتجاذبات بين الاستبداد والمعارضة العميلة، والانقسامات المتزايدة والتصدعات الكثيرة.. ومختلف تلك الأمراض، مل ذلك لم يصب الأمة إلا بسبب مثل هذا الأمير العربي المتخلف، والمفتخر بحصانه!

لا غرابة أن يأتينا مثل هذا التصريح في الوقت الذي تحولت فيه الجثث الساخنة في سوريا إلى مجرد أرقام باردة، ولم يعد مهمّا أن يستمر الأسد في منصبه، أو يتدخل الأجنبي لقتل الملايين المتبقية، قبل الوصول إلى قصره، ولا حتى إن كانت المعارضة ستتوحد، أو ليبيا ستستعيد، أمنها ومصر هيبتها، والبحرين حريتها، وتونس سياحتها، واليمن مكانتها… هؤلاء جميعا غير مهمين بالنسبة للأمير الخليجي، الذي يبحث عن شراء لاعبين جدد، تماما مثلما لا يفكر أمير آخر اشترى نادي باريس سان جرمان سوى في جلب مزيد من النجوم بملايين الدولارات، التي تكفي لتحرير بلدان بأكملها من الفقر والحروب، على غرار الصومال أو جزر القمر!

قبل يومين، نشرت بعض الصحف خبرا يقول إن سلطة أوسلو في رام الله، غاضبة من أمير قطر، لأنه قرر إرسال مزيد من المال لحكومة غزة، وكأن سموه كان يجب أن يمر أولا على جمارك محمود عباس، ويدفع العمولة قبل الذهاب بصناديق الذهب للقطاع المحاصر بدون دواء ولا كهرباء.. والواقع أن الغضب يجب أن يوجّه لأموال العبث التي تبيع وتشتري في الشعوب، على غرار ما يفعله أمراء الخليج في النوادي الرياضية والملاهي الأوروبية، أو ما يبدده بقية الحكام والجنرالات هنا ، في السفريات، أو يودعونه في البنوك، ويتحفظون عليه عند اليهود والأمريكان!

الفلسطينيون أنفسهم حصلوا على دولة كاملة من الفساد، وأسسوا جمهورية لنهب المال العام، قبل أن يحصلوا على الحرية الكاملة أو الاستقلال؟! ألم يلاحظ الجميع أن آخر سؤال بات مطروحا في الوقت الحالي بمصر وتونس وليبيا هو: أين أموال الشعب التي سرقها الطواغيت؟

هم لا يطرحونه لأن العديد من الحكام الجدد قرروا اقتسام ذلك المال في الخارج، وسرقته مجددا في “صحة الثورة المجيدة”، ومقابل بيع مزيد من الشعارات في الداخل؟!

هل تعرفون الآن لماذا يتباهى الأمير الخليجي بحصانه؟ لأنه أغلى من الإنسان عندنا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • مريم

    ذبحوا زعيما كالأسدْ
    ورضوا بحكمك يا حَمَدْ
    فاركب كما شئت الحميرْ
    وارسم لهم خطَّ المسيرْ
    نحو المذلَّة والنَّكدْ
    انتَ العقوبة ُفي الحياة لمن تنكَّر او تخابر او جَحَدْ
    انت الهوان مجسَّداً ...
    لأمَّة مطموسةٍ بعمى الحسدْ
    ***
    ذبحوا زعيما كالأسد ْ
    ورضوا بجرْذ ٍخائنٍ باع البلدْ
    بل باع اعراضَ الصَّبايا قاصداً
    والكون يُثبتُ لو شهَدْ
    والناس والخيرات من اثلابه بَدَدٌ بَدَدْ
    فهو المثال لكلِّ خدَّاعٍ شَرَدْ
    ***
    ذبحوا زعيما كالأسدْ
    ورضوا بأذيال ٍ تعاني من تخاريف العُقَدْ
    وكلامُهم من هَلْوساتٍ الغوصٍ في غربٍ رَكَدْ
    سكروا بأوهام الهوى
    وأهواء الجسدْ
    هم سادة ٌفي ا

  • حمودة النايلي

    ادا كان اخواننا في الخليج قد امن الله عليهم بالنعمة المال .فهم احرار بما سينفقونها و انا هنا لست مدافع عن احد .و حتى لا نجحد الناس افعالهم فاهل الخليج شيدوا المدارس و المستشفيات و تكفلوا بمعالجة مرضى في دول عربية او اسلامية .و عندما اجتاحت باكستان امطار طوفانية و قبلها زلزال مدمر كانت دول الخليج اول من سارع للنجدة.بقية عادة الاسراف و التباهي هده من طبع بني البشر .

  • ramdane oussari

    أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر اللهم ارزقنا الحق و الإخلاص.آميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين

  • مصدومة

    الكاتب يتحدث عن امير من قطر ليس دبي انت اكيد لم تقرا المقال وقرات التعليقات فقط

  • هارون

    احسن كاتب في الجزائر حاليا ...بدون مجاملة

  • مصدوم

    ولماذ لا ننظر إلي الوجه اآخر للصورة ،مستوي معيشة مواطني إمارة دبي وبنيتها التحتية وعدد السواح الذين يؤمونها ورقم الأعمال التي تدور في أسواقها وموانئها

  • ابوالفضل

    شكرا على مقال انه في مستوى ودو بعد استراتجي يحمل الكثير من المعاني والمفاهيم

  • sally

    شكرا على المقال هادوك توالمهم تخرجلهم للعيب

  • sally

    انا اتفق معك في محاسبة حكامنا لكن امراء الخليج قرعوها= يعني تخطاو الحدود وللاسف لا يوجد من يوقفهم حسبنا الله و نعم الوكيل.

  • رابح

    نعم هذا هو حال الأمة العربية في القرن 21 ، بذخ، ترف، مجون يقابله فقر مدقع ،انتحار ،الأمراض والسبب الإبتعاد عن دين الله وما صاحب الحصان الا مظهر من مظاهر تخلفنا في ذيل الامم

  • البشير بوكثير

    إنها عقلية الأعراب ...
    طالع مقالي في قوقل (أعراب لاعرب).

  • بدون اسم

    فهمت مليح قصدك ايوسفdz واظن ان الكاتب ايضا فهمك

  • شلفاوي

    اعجبتنى بزاف اليوم اقادة خويا هاك نبغيك قول لفقلبك وماتخافش رانا هنا . لعلمك اخي قادة الامير الذى اشترى باريس سان جرمان هو صاحب قنوات الجزيرة الرياضية

  • بدون اسم

    أشششششششششششششت يا المصري لا تقل هذا الكلام فتغضب ولي نعمتك.

  • شهيرة

    والله اوافق معك 200100 انحب نقرا مقال كيما هدا

  • وليد

    انا اتفق معك
    مقال رائع ولكن ليس علينا لومهم فهم بدو ولكن علينا محاسبة حكامنا الذين اوصلونا الى هذا الحد من الالم والفقر بسبب فسادهم ونهبهم

  • محمد الأمين

    السلام عليكم
    شكرا لك الأخ قادة مقالة جريئة ورائعة الله يحفظك وان شاء الله الشروق مايفحتوكش

  • algerien

    cela donne une part d'explication sur les causes de notre retard par rapport aux nations developpées.

  • -Youcef-dz

    سمو الحصان .. والله ضحكتني رغم أن المقال مؤلم .. لكن يا قادة إنسى من الآن فصاعدا جائزة الصحافة العربية ههه لأن صاحب " السمو " الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم من عشاق الخيول .. عليك باستشارة حكمة الأستاذ محي الدين عميمور قبل القصف.
    المهم مؤكد ستحصل الشروق على جائزة أخرى وممثلها المستقبلي " عبد العالي رزاقي " وطبعا ليس لأنه الأفضل.
    طارت الجائزة ووداعا دبي وفي صحة الباهية وهران.