مخاوف راقصة!
علّقت راقصة مصرية على فوز مرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي بمنصب الرئيس قائلة:” ليس مهما من يكون الرئيس، لكن من المهم جدا الحفاظ على الوسطية في الدين”.. على أساس أن هذه الراقصة تفهم الوسطية من باب ممارستها “هزّ الوسط” في كباريهات شارع الهرم!
راقصة أخرى، تسمى نجوى فؤاد، وهي من “العجائز المخضرمات”، بدأت الرقص من أيام الشيخ حسن البنا رحمه الله، إن لم يكن من عهد الديناصورات، قالت مهددة:” أُحذّر الإخوان المسلمين الاقتراب من الراقصات، فهنّ ثروة مصر القومية، بل وسفيرات أم الدنيا للعالم أجمع”!
المصيبة أنه في الوقت الذي يتوقع فيه العالم جفاف النفط من عدة بلدان، كما انخفض سعره كثيرا في الأسابيع القليلة الماضية، فإن الرقص باعتباره من ثروات البلاد الباطنية والظاهرية، لا يمكنه النفاذ حتى ولو استعان المصريون براقصات روسيات، أو قلّل أمراء الخليج من الإغداق بأموالهم على فيفي عبده ودينا وأخواتهما!
نقول هذا الكلام بعدما تسابقت وسائل الإعلام لترجمة مخاوف الفنانين المصريين من وصول الإخوان لسدّة الحكم، بل إن بعضهم هدد بالهجرة عن البلاد نهائيا، رغم أنه وإن فعلها حقا، سترتاح منه البلاد والعباد وتتطهر منه مصر نهائيا، ومن بين هؤلاء، الممثل عمر الشريف الذي قال إنه سيترك مصر إن حكمها الإسلام السياسي في الوقت الذي لا نعرف سرّ تمسك هذا الممثل أصلا بمخاوفه، طالما أنه لم يعد قادرا “من الناحية البيولوجية” وليس فقط الفنية على تقديم مزيد من مشاهد القبلات الحارة والأحضان الساخنة مثلما جرت عليه العادة “السيئة” في أفلامه القديمة!
رحم الله الداعية والشيخ عبد الحميد كشك الذي قال مغتاظا في يوم من الأيام، “طلبنا إماما عادلا فخرج علينا عادل إمام” لأنه لو عاش حتى وقتنا الحالي، كان سيغيّر جملته لتكون على الشكل التالي” طلبنا وانتخبنا إماما عادلا، فخاف عادل إمام”!
الواقع أنه حتى عادل إمام الذي يتخوف من إعادة محاكمته بتهمة ازدراء الدين، تذكّر فجأة أن صهره إخواني وبالتالي فهو يقدم في الوقت الحالي أوراق اعتماده الجديدة للسلطة الاخوانية!
وقد كنا سنصدق عادل إمام لو أننا فعلا صدقنا قبله هيفاء وهبي التي كتبت على تويتر أنها ترحب بفوز الاخوان بالرئاسة في مصر، وهي سعيدة بذلك، رغم أننا سننتظر موقفها النهائي حين نسمع رأي الرئيس الجديد محمد مرسي في عنوان أغنيتها الشهيرة “بوس الواوا”..!
ليس مطلوبا من الإخوان ممارسة الرقابة السلبية، ولا حظر قاعات السينما أو مطاردة الراقصات في عز الليل، لكن فلنقدّم للشعب فنّا هادفا ومحترما، ونعمل على تقوية شوكته في مقابل ما كان سائدا من ميوعة أخلاقية تم تصديرها للعالم العربي أجمع، حينها ستتغلب الفطرة على الغريزة، ويصبح تطهير الفن من شوائبه بنفس أهمية تطهير السياسة من الفساد!