الشباب الجامعي يريد أن “يدلّل” مثل مخلوفي!
يتمرّغ العداء العالمي توفيق مخلوفي هذه الأيام فوق نعيم غير مسبوق، أو لنقل يحاذي “الجنة”، بفعل “الكرم الحاتمي” الذي يتهاطل عليه من كل صوب وحدب.
ومنحت السلطات العمومية غلافا ماليا قدّر بـ 700 مليون سنتيم، فيما ضخت شركة “سوناطراك” ما قيمته نصف مليار في رصيد صاحب ذهبية سباق الـ 1500م في أولمبياد لندن 2012، فضلا عن عقود الرعاية من قبل مؤسسات “جيزي” و”نجمة” و”موبيليس”، وجوائز أخرى عظيمة من شركات ورجال أعمال يتبارون في “تدليل” إن سوق أهراس البار، الذي جعلوه يشعر وكأنه فوق السحاب!
ويبقى “الفتى” مخلوفي جديرا بهذه الإكراميات “الخرافية” بالنظر لوضعيته الإجتماعية البئيسة ومعاناته قبل ارتقائه لأعلى منابر مجد ألعاب القوى.
وتأمل الشريحة الشبانية، لاسيما الجيوش الهائلة التي تتخرج سنويا من جامعاتنا ومعاهدنا أن تنال ولو جزءا من هذا “المنّ والسلوى” – أبناء البسطاء وما تبقى من نسل “شعيب الخديم” والذين أريد لهم أن يموتوا بـ “القنطة” ونسبتهم كبيرة جدا، تحديدا – ولو في شكل احترام عقولهم وعدم استفزازهم بإحالتهم على التماس والإتيان بالرديئين بديلا لهم للإستئثار بالوظائف والمناصب والقطاف الدانية.
ويا حبّذا من الذين يلهثون لتلميع صورهم والإستثمار في إنجاز مخلوفي، والذين لا يجدون حرجا في إسماع الشباب المقاطع النشاز على غرار “انتهت دولة العناية الإلهية”، و”الشباب عماد المستقبل”…أن يفوا بقليل من التزاماتهم، إن كانوا يحملون ذرة من “الإنسانية”.