أخطاء كارثية وقرارات غيّرت نتائج بعض المباريات
التحكيم..نقطة سوداء في بطولة عرجاء
الشروق أونلاين
-
-
6694
-
24
عرفت جل مباريات مرحلة الذهاب التي بلغ عددها 120 لقاء انتقادات كبيرة للحكام الذين كثيرا ما اتهموا بالتسبب في تغيير نتائج بعض المباريات، في الوقت الذي تلتزم فيه اللجنة المركزية للتحكيم الصمت مع فرض بعض العقوبات على حكام معيّنين دون الإعلان عن ذلك.
- بلغة الأرقام فقد منح الحكام 576 بطاقة صفراء و33 بطاقة حمراء و28 ركلة جزاء، آخرها كان في لقاء وفاق سطيف واتحاد العاصمة، وهي المباراة التي خلفت الكثير من ردود الفعل التي لم يسلم منها الحكم الدولي بنوزة.
- وأجمع الكل أن التحكيم كان أحد النقاط السوداء في مرحلة الذهاب، بعدما تسبب في تغيير الكثير من نتائج المباريات سواء في القسم الأول أو القسم الثاني دون الحديث عن بقية الأقسام.
- وأرجع البعض الأخطاء التي قام بها الحكام إلى الضغوطات الكبيرة التي يتعرضون لها سواء قبل أو أثناء المباريات، حيث أضحت كل العيون متجة صوبهم من أجل البحث عن التبريرات الجاهزة.
- وارتكب بعض الحكام أخطاء فادحة، اعترفت بها حتى الرابطة الوطنية لكرة القدم مثلما حدث في لقاء نصر حسين داي مع جمعية لخروب، أين تكرر نفس السيناريو الذي حدث في مباراة الجزائر ورواندا في تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، في الوقت الذي أطلق فيه بعض الرؤساء والمدربين اتهامات مجانية من أجل تبرير تعثر فرقهم لا أكثر ولا أقل.
- وينتظر أن توجه انتقادات أكبر للتحكيم، سيما وأن الكثير من المباريات ستكون حاسمة، سواء بالنسبة للأندية التي تبحث عن اللقب أو تلك التي تلعب من أجل تفادي النزول إلى الدرجة الثانية.
- يحدث هذا في الوقت الذي يعجز فيه الحكام عن الدفاع عن أنفسهم بسبب واجب التحفظ المفروض عليهم من قبل الرابطة والاتحادية، وهو ما يُعقد الأمور أكثر، لأن الكثير من الفرق راسلت اللجنة المركزية للتحكيم وطلبت منها عدم تعيين بعض الحكام لإدارة مبارياتها في المستقبل.
- بيشاري، ميال، شنان، سعدي وبولڤرينات صنعوا الحدث بأخطائهم
- مرة أخرى، صنع الحكام هذا الموسم الحدث خلال المرحلة الأولى من البطولة جراء قراراتهم العشوائية، هفواتهم المتكررة وسوء تقديرهم، وحتى من خلال العقوبات التي سلطت في حق البعض منهم.
- وكان الحكم الدولي محمد بيشاري، أول حكم يعاقب هذا الموسم من طرف اللجنة الوطنية للتحكيم، وهذا بعد إدارته المباراة المقدمة عن الجولة الأولى من بطولة الرابطة المحترفة الأولى، التي جمعت شبيبة القبائل ومولودية الجزائر في تيزي وزو بتاريخ 6 سبتمبر، وهي المباراة التي كانت صنعت الحدث بسبب الخطأ الذي ارتكبه بيشاري بعدم منحه ضربة جزاء شرعية لصالح المولودية بعد لمس أحد لاعبي الكناري للكرة داخل منطقة العمليات دون أن يشاهده الحكم، وهو الخطأ الذي سمح لشبيبة القبائل بالفوز (1/0) وكلف الحكم بيشاري الإيقاف والإبتعاد عن الميادين مدة شهر.
- ولم يتخذ الحكام الحكم الدولي بيشاري كعبرة، حيث تواصلت الأخطاء الفادحة بعدها، ولا تكاد تخلو جولة من الأخطاء التحكيمية، مثلما كان الشأن بالنسبة للحكم الفيدرالي شنان، الذي عوقب بالإيقاف لمدة أسبوعين، بعدما حرم فريق نصر حسين داي في مباراته أمام جمعية الخروب لحساب الجولة الرابعة من هدف حقيقي، وهذا بالرغم من تجاوز الكرة خط المرمى بأكثر من متر.
- في نفس الاتجاه، أوقفت اللجنة الوطنية للتحكيم الحكم الفيدرالي ميال مدة أسبوعين أيضا، بعد احتسابه هدف الفوز لصالح مولودية الجزائر أمام اتحاد العاصمة ضمن الجولة التاسعة، وهو الهدف الذي كان أثار ضجة في الوسط الكروي بحجة خروج الكرة من الميدان.
- وكانت عقوبة الحكم سعدي قاسية، بعدما أوقفته لجنة التحكيم لمدة شهر كامل، وهذا بسبب عدم احتسابه ضربة جزاء شرعية في مباراة الجولة الرابعة ما بين جمعية الخروب ومولودية سعيدة.
- إلى جانب الحكام الرئيسيين، عرفت مرحلة الذهاب معاقبة بعض الحكام المساعدين، سيما الذين أعلنوا عن تسللات وهمية مثلما حدث في مباراة شبيبة القبائل واتحاد العاصمة لحساب الجولة الـ 9 التي أدارها الحكم الدولي حواسنية، وهي المباراة التي حرم فيها الحكم المساعد بولڤرينات شبيبة القبائل من هدف شرعي بعد إعلانه عن تسلل وهمي.
- ومهما يكن، فإن العقوبات المتخذة في حق الحكام لا تساوي حجم الأخطاء المرتكبة، والتي غيرّت مسار مباريات وحرمت أندية من الفوز.
- محمد يوبي للشروق: أزمة الثقة سبب تراجع مستوى التحكيم
- اعترف محمد يوبي الحكم السابق أن التحكيم في مرحلة الذهاب كان دون المستوى في الكثير من المباريات، بسبب الهفوات الكثيرة التي ارتكبت، والتي قال عنها إنها كانت عفوية ولم تكن مقصودة.
- وقال يوبي أمس في تصريح للشروق:”المستوى كان دون المتوسط، وهذا راجع للعديد من الأسباب، وفي مقدمتها الضغوطات الكبيرة التي يتعرض لها الحكام خلال المباريات”.
- وأضاف في ذات السياق أن بعض الحكام والحكام المساعدين ساهموا في تغيير بعض النتائج النهائية للمباريات، بسبب القرارات غير الموفقة التي اتخذوها.
- وشدّد ذات المتحدث أن التحكيم يعاني حاليا من أزمة ثقة “الجميع ينتقد قرارات الحكم حتى لو كانت صائبة، وهذه الظاهرة تحوّلت إلى قاعدة عندنا، وها ما يزيد من الضغوطات على الحكام”.
- واستغرب يوبي من التركيز على أخطاء الحكام فقط دون النظر للأخطاء الكثيرة التي يرتكبها اللاعبين والمدربين “عندما تكون المباريات نظيفة فوق أرضية الميدان، فإن ذلك يسّهل من مهام الحكام، ويحدث العكس عندما تكون المباريات مكهربة وتلعب في أجواء مشحونة”.
- وأكد ذات المتحدث أن غياب التكوين والملتقيات الخاصة بالحكام كان من بين الأسباب التي ساهمت أيضا فيما يحدث حاليا:”سابقا كنا نلتقي كل يوم أربعاء من أجل الحديث حول الأخطاء المرتكبة للعمل على تجنبها في المباريات القادمة، أما الأن فإن الأمر يقتصر على امتحانات اللياقة البدنية قبل بداية الموسم، وأيضا بعد العودة من العطلة الشتوية وفقط”.
- عبد السلام بن بتقة حكم دولي سابق: هل هذه هي النخبة التي تحدث عنها لاكارن؟
- قال الحكم الدولي السابق عبد السلام بن بتقة إن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها الحكام خلال مرحلة الذهاب من البطولة تبعث على طرح عديد التساؤلات عن حقيقة نوايا أصحاب البذل السوداء، مؤكدا أن تلك الأخطاء كانت في بعض الأحيان غريبة جدا إلى درجة لا يمكن للمرء أن يمر عنها مرور الكرام.
- وتساءل بن بتقة من جهة ثانية عن مستوى التحكيم الجزائري الذي وصل إلى الحضيض وحتى خلال المرحلة السوداء التي مرت بها البلاد، لم يصل فيها إلى هذا المستوى، وعليه كما قال “بات ضروريا علي، وعلى غيري من العارفين جيدا بشؤون القطاع التساؤل عن الوعود التي كان أطلقها رئيس اللجنة المركزية للتحكيم بلعيد لاكارن، لما تقلد منصب رئاسة هذه الهيئة سنة 1997لما قال إنه سيوصل التحكيم الجزائري إلى درجة القمة بعد عشر سنوات أو خمسة عشر سنة، أهذه هي القمة التي تحدث عنها، فنحن اليوم على مشارف سنة 2012 ولا زال التحكيم الجزائري يرتكب أخطاء بدائية حتى العقوبات تخضع لمعيار المحسوبية”.
- وذهب محدث الشروق بعيدا في كلامه لما أعلن أن العقوبات التي تصدرها اللجنة تخضع للمحسوبية ولسياسة الكيل بمكيالين، مستشهدا بما حدث للحكم بيشاري “الذي أوقف من طرف لاكارن ليس بسبب أخطاء ارتكبها فوق الميدان، بل لأنه أوقف المباراة في قسنطينة وراح يسعف أحد اللاعبين بعد تعرضه لإصابة خطيرة، وهو المعروف أنه طبيب، في حين يسكت لاكارن عن أخطاء خطيرة جدا ويعامل الحكام حسب المناطق المنحدرين منها، وليس حسب مؤهلاتهم”.
- محمد حنصال حكم دولي سابق: الأخطاء كثيرة، لكن الحكام بشر
- اعترف الحكم الدولي السابق محمد حنصال أن أخطاء الحكام كانت كثيرة خلال المرحلة الأولى من البطولة، لكنه يرى أنها لم تكن مقصودة، لأن الحكم بشر ومعرض للخطإ في كل لحظة.
- وأضاف حنصال أن سبب الأخطاء واضح جدا، التحكيم في عهدي كان أمرا سهلا نوعا ما، لأن اللاعبين أنذاك كانوا ذوي مستوى مقبول، والحكم كان يدير المباراة بنوع من الراحة بالرغم من أن المحيط أنذاك كان صعبا والملاعب كانت ترابية والأمن كان ناقصا مقارنة بالوقت الحالي، بينما اليوم فمجرد قرار بسيط يتخذه الحكم يثور الجميع ضده من لاعبين ومسيرين.
- وأرجع المتحدث أيضا واقع التحكيم الحالي لغياب العدد الكافي من الحكام لإدارة كل المباريات، فاللجنة المركزية في اعتقاده تعمل بالموجود، معترفا أن الحكام اليوم يتلقون كل الدعم والتسهيلات من طرف الفاف، وفي اعتقاده الجميع يتحمل مسؤولية الوضعية التي وصل إليها هذا القطاع في بلادنا.
- أخطاء تحكيمية فادحة غيرت النتائج.. والنصرية أكبر المتضررين
- لم تمر مرحلة الذهاب من الرابطة الأولى المحترفة لموسم 2011/2012، من دون انتقاد لحكام الرابطتين الأولى والثانية، إذ تبقى بعض المباريات راسخة في الأذهان من خلال بعض الأخطاء التحكيمية التي أثرت بشكل مباشر أو غير مباشر على نتائج اللقاءات.
- وفي قمة الجولة الـ14 التي جمعت بين اتحاد الجزائر وجمعية الشلف، احتج الرئيس عبد الكريم مدوار على حكم اللقاء، بسبب احتسابه لركلة جزاء أوضحت صور التلفزيون، انه مشكوك في صحتها، ولكن اللجنة الوطنية للتحكيم لم تعاقب الحكم، مثلما فعلت مع بيشاري الذي عوقب لمدة شهر، بعدما اخطأ في الجولة الأولى، بملعب أول نوفمبر، أين لم يحتسب ركلة جزاء لمولودية الجزائر، بدت شرعية، علما بأن العميد انهزم على يد الشبيبة في تلك المواجهة بهدف لصفر.
- وحرم الحكم شنان، فريق نصر حسين داي من الفوز الوحيد خلال الفترة الأولى من الرابطة المحترفة، إذ لم يحتسب هدفا شرعيا للنصرية، في مرمى الخروب، ما نجم عنه إقصاء للحكم شنان في الجولة الموالية.
- والمباراة الأخرى التي لقي فيها الحكم عاشوري العديد من الانتقادات، تلك التي جمعت بين اتحاد الجزائر ومولودية سعيدة، برسم الجولة العاشرة، الذي احتج لاعبوه على الحكم، بحجة عدم احتسابه لهدف شرعي لحديوش، واحتسابه لوقت إضافي أكثر من الذي أعلن عنه الحكم الرابع ما سمح للاتحاد بتسجيل هدف الفوز.
- ولا يختلف اثنان في انه من الصعب الحكم على شرعية الهدف الذي سجله مدافع مولودية الجزائر زدام، في مرمى اتحاد الجزائر، في الجولة الحادية عشرة، لأنه كان من الصعب على الحكم ميال، الإعلان عن خروج الكرة مادام مساعده لم يرفع الراية، وتبقى تلك المواجهة من بين المباريات التي أسالت الكثير من الحبر بخصوص الهدف الوحيد للعميد.
- التحكيم الدولي الجزائري كان ضحية الثورات العربية
- تعرض الحكام الجزائريون الدوليون خلال الموسم الجاري إلى الكثير من الصدمات من خلال إدارتهم للعديد من المواجهات المحلية والإفريقية الساخنة في دوري أبطال إفريقيا، وعلى الرغم من الشجاعة والجرأة التي أبانوها على البساط الأخضر في اتخاذ القرارات السليمة أمام مختلف الضغوطات المحيطة بهم، كأنصار متهورين، غاضبين، إلى جانب مسيرين جاهلين لقوانين وتقاليد كرة القدم. وما حل بالحكمين الرئيسين الجزائريين محمد بيشاري في القاهرة وجمال حيمودي في السودان يلخص كل ذلك.
- ملعب القاهرة كاد أن يكون مقبرة لبشاري وطاقمه
- وكان ملعب القاهرة الدولي مرة أخرى مسرحا للأحداث السيئة التي أصابت الرياضة الجزائرية خلال الموسم الجاري، بعد ما كان شاهدا على المباراة الشهيرة ما بين المنتخب الوطني والمصري في نوفمبر 2009 التي تسببت في اضطراب في العلاقات الجزائرية المصرية لفترة طويلة.
- وعاد الحكم الدولي محمد بشاري وطاقمه ليتعرض للاعتداء من قبل الجماهير المصرية في مواجهة إياب رابطة الأبطال الإفريقية في دورها السادس عشر بين الزمالك والإفريقي التونسي، حينها اقتحموا أرضية ميدان ملعب القاهرة، بعد ما رفع حكم التماس بن عروس راية التسلل، ليرفض هدف الزمالك ، فتحولت أرضية الميدان إلى حلبة صراع نال فيها الحكام الجزائريون نصيبهم من الضرب، ولولا تدخل أفراد الجيش المصري لإنقاذ الطاقم الجزائري لكانت الكارثة.
- جمال حيمودي لن ينسى أم درمان
- وتحول حلم أم درمان في نهاية 2009، حيث كانت هذه المدينة فأل خير على المنتخب الوطني الذي تأهل إلى مونديال 2010 فيها، إلى كابوس حقيقي صادف الحكم الدولي جمال حيمودي الذي عاش أسوأ تجاربه في مشواره التحكيمي، عند إدارته لمواجهة نصف النهائي ارابطة الأبطال الإفريقية بين الهلال السوداني ونظيره الترجي الرياضي التونسي، فقد تعرض لإعتداء سافر في الطريق إلى غرف تغيير الملابس، من طرف رئيس فريق الهلال، الأمين البرير، الذي اعتدى جسديا على جمال حيمودي، إلى حد أن فقد وعيه. وبالرغم من قوة القانون في مثل هذه الحالات، إلا أن حيمودي واصل إدارة المقابلة إلى لحظاتها الأخيرة.
