نظام مبارك مازال يحكم مصر وسأفضح عمرو موسى والبرادعي
يتحدث مرشح الرئاسة المصرية عبد الله الأشعل في هذا الحوار الذي جمعه بالشروق في بيته بالقاهرة، عن واقع مصر ما بعد الثورة والتحديات الراهنة، ترشحه لرئاسة مصر وكذا الاتهامات التي يوجهها في تصريحاته لمرشحي الرئاسة، كما تناولت الشروق معه، مستقبل تصدير الغاز لاسرائيل ومستقبل العلاقات الجزائرية المصرية…
-
بداية كيف حال مصر اليوم؟
-
مصر تشهد تسيّبات متعددة، تبعثر القوى السياسية كل يحاول أن يضع نفسه على الخريطة بأية صورة، هناك ارتفاع في الأسعار، زيادة مستوى الفقر، توتر، بلطجية، نرجوا أن نحسم الأمر ونطالب باستقالة الحكومة المتخبطة وننفذ أجندات الثورة، مصر اليوم فيها ثلاثة أرباع في الحكومة ينتمون إلى النظام البائد، صحيح أن رئيس الحكومة رجل طيب، لكنه لا يستطيع أن يقود مصر، إضافة إلى أنه كان وزير في أيام مبارك وفشل في مهمته.
-
أين وصلت قضية تصدير الغاز لاسرائيل؟
-
مبارك أمن إسرائيل بالغاز حتى وفرت 70 بالمائة من الميزانية، فكمية الغاز التي تأخذها اسرائيل أكبر من الحصة التي تدخل مصر، ولذلك نضطر لشراء الغاز بأسعار عالمية في حين نصدره ببلاش لإسرائيل، وصدر حكمين ضد مبارك في هذا الشأن، لكننا لم نر أي تغيير، والسبب هو المجلس العسكري الذي يتولى الحكم لغاية الآن.
-
-
هل تتهم المجلس بأنه يقف وراء تحقيق أهداف الثورة؟
-
المجلس العسكري وحكومته هو من يصدر الغاز لاسرائيل، والسؤال المطروح لماذا؟
-
-
لكن هناك اتفاقية بين البلدين لا يمكن أن تمسح بين دقيقة وأخرى وأنت رجل قانون؟
-
هذا عقد باطل، المحكمة أبطلت العقد، وطالما أبطلته جهة من الطرفين فمعناه انتهى هذا العقد، غير أنه مازال ساري المفعول لأن حكومة مصر لا تريد أن تبطله، إضافة إلى أن اسرائيل اقتحمت الحدود وقتلت خمسة من جنودها، ماذا فعلت مصر تصرفت تصرف العاجز، طلبت من اسرائيل الاعتذار، وأصدرت بيان قالت فيه نحن نرحب باعتذار اسرائيل وهو خطوة إيجابية، فإذا بباراك وزير الدفاع يلطمهم على وجوههم ويقول لهم نحن لم نعتذر ولن نعتذر وإسرائيل كبرى لا تعتذر لأحد.
-
-
لكن سيصمد اردوغان وسط صمت دول الجوار إن لم نقل تربصهم به؟
-
سيصمد لأن كل الشعوب العربية معه.
-
-
قلت إن هناك من المرشحين من يدعي بطولات زائفة، من تقصد؟
-
عمرو موسى كان وزيرا في تلك الفترة واشترك الموساد في تعيينه وأي واحد في مكانه كان اشتركت في تعيينه اسرائيل، التي تشترط في وزير الخارجية أن يكون مسبحا بحمدها خادما لها، فكيف يأتي الآن ويقول إنه اختلف مع مبارك بسبب اسرائيل، لا يوجد من يجرؤ أن يكون ضد اسرائيل في عهد مبارك، كن ضد ربنا ولا تكن ضدها،..أنا قصدت عمرو موسى والبرادعي، فالأول لما ذكرت والثاني الشعب يعرف عمله في العراق، ثم إنه بقي أربعين سنة خارج مصر، ونزل فجأة كيف نرشح شخصا لا يعرف مصر.
-
-
هل هذا يعني أن اسرائيل ضحت بمبارك لأنها تعلم أن لديها بديلا متمثلا في عمرو موسى؟
-
عمرو موسى لو عين رئيسا على مصر لكان فتحا عظيما على اسرائيل وأمريكا، لكن أقول إن الشعب المصري طيب لكنه ليس مغفلا، ويعرف جيدا من هو عمرو موسى، ومن لم يعرفه سأعرفه إياه، هذه المهمة أعتبر أنها مهمة دينية يجب أن أبصر الناس،.. أنا قلت له ما لم تتوقف بيني وبينك القضاء.
-
-
تتهم مبارك وعمرو موسى بالعمالة وأنت كنت أيضا في الخارجية، لماذا أنت النظيف الوحيد فيهم؟
-
مبارك اختار الوزراء القادرين على تدمير مصر لصالح اسرائيل، وعمرو موسى لم يكن صدفة أو بدعة، ولو عيّنوني أيضا لكنت عميلا للموساد، لكنني استقلت من الخارجية استقالة مثبتة ومعلنة وكتبت فيها هذا الكلام، كما أني كنت مساعد وزير وليس صاحب قرار، رأيت الفساد ولم أستطع أن أصلحه، أنا حافظ للقرآن ومفكر ومتمثل بقوله “إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا”، خفت أن ألقى الله وقد حضرت الفساد ولم أقدر عليه فاخترت أن أهاجر لله وأكشفه وأعلن عنه حتى يثور ضده المصريون..أعتبر نفسي أول صفعة رسمية على وجه النظام الفاسد بعبارات صريحة في خطاب الاستقالة، ثم في 2003 أعلنت مبادرة لانقاذ مصر وبعدها رشحت نفسي ضد مبارك 2010 ، وأصدرت كتاب في يناير توقعت فيه الثورة بعنوان “مصر من الجمهورية الوراثية إلى الجمهورية الديمقراطية” وكشفت موضوع التوريث، وكنت في حركة اسمها “مصريون ضد التوريث”..كان يستحيل بشريا القضاء على مبارك ونظامه، لأنه كان أفسد ثلث المجتمع المصري والفساد كان صناعة وكان أداة من أدوات تثبيت الحكم، وهو من يدافع عنه اليوم كما قضى على الشرطة التي جعلها في خدمة النظام وليس في خدمة الشعب.”
-
-
أين كانت مؤسسة الجيش، ومبارك يعيث في البلاد فسادا؟
-
الجيش له حساسية خاصة، دعينا نتحدث عن الباقي، مبارك قزّم مصر، والموساد كان مسيطر على كل مؤسسات الدولة، وموجود لغاية اليوم، والدليل خلع مبارك والدولة موجودة بكوادرها التي كانت في عهده، يدور حديث عن عملية التطهير، من يطهر من؟.
-
-
إذا، هل يمكن تطهير مصر على ضوء ما هو موجود من مؤشرات؟
-
طبعا.. لكن لو أتينا برجال لمصر، أنا مثلا رشحوني الشباب مرتين لأكون وزيرا للخارجية والمجلس العسكري قال لهم فيه تحفظات أمنية عليه، هل نفهم من هذا أن الكشوف الأمنية التي كان مبارك يصنعها ضد المعارضين موجودة اليوم أيضا.
-
-
ما الحل؟
-
الحل توعية الشعب المصري فجميع القوى السياسية لا تساوي إلا 3 بالمائة من عدد الشعب المصري، يجب أن يرجع إلى المربع الأول، التطهير، القصاص، المحاكمات العادلة، وخروج المجلس من الحكم، قال إنه سيقبى ستة أشهر فترة انتقالية فلماذا التجاوز، ويبدو أننا لا نستطيع أن ننتخب لأن البلطجية سيسيطرون على صناديق الانتخاب.
-
-
من هم البلطجية الآن؟
-
هم عملاء وزارة الداخلية الذين يعرفونهم كما يعرفون أبناءهم، النظام كان بلطجي ويشغل نصف مليون يستعين بهم في كل المناسبات.
-
ما رأيك في جلسات المحاكمة؟
-
هزلية وهدفها الأساسي تقسيم المجتمع المصري، بين أنصار مبارك من المدفوع لهم والمأجورين الذين يذهبون للمحاكمة ويحتكون بالضحايا والشهداء، وهذا نتيجة تواطؤ الحكومة مع النظام السابق، لكن الشعب المصري لن يغفر للحكومة ولا للمجلس العسكري، ونتوقع ثورة ثانية على الاثنين ستكون بالمليونيات، ونتوقع أن تبدأ سلسلة اغتيالات داخل ميدان التحرير.
-
هل تتهم العدالة المصرية والمستشار رفعت بأنهما أحد أركان النظام السابق؟
-
العدالة المصرية لن تنصف الشعب بالطريقة التي تسير بها، يجب أن يتهم مبارك بالعمالة لإسرائيل، فهو رئيس دولة ومسؤول عن كل ما وقع في مصر، يجب أن يعاقب، أستغرب أن يدخل المحكمة نائم مثل البغل في السرير وواضع نفسه وكأنه مريض حتى يجيش مشاعر المصريين، كيف يسامح الشعب من اقتلع أعين 1200 شاب، فقدوا أعينهم بسبب القناصة بالليزر، وأكثر من 15 الف جريح، إصابتهم عاهة دائمة، نحن ندعوا لاتهام مبارك بالخيانة العظمى وإبادة الشعب المصري، وأنا أحضر لمبارك هدية أمام الجنائية الدولية ما لم يحصل الشعب المصري على حقوقه من المحكمة المصرية، أما بخصوص المستشار رفعت فالقضية ليست رفعت بل عن المنهجية والأداة التي تسير بها المحاكمات، النيابة بذلت مجهودا كبيرا من أجل توفير أكبر قدر من الأدلة، لكن الداخلية دمرت الكثير من هذه الأدلة، والأسئلة المطروحة كثيرة، لما دمرتهم، وأين ذهب أمن الدولة الذي ألغي، أين أسلحتهم، قيل إنه تم تغيير اسمهم إلى الأمن الوطني، إذا كنت أنا قاتل وغيرّت اسمي هل تمسح أفعالي، أنا أرى أن النظام لا يزال قائما.
-
ما مضمون الملف؟
-
الجرائم المرتكبة، الخيانة العظمى، تآمره على الشعب المصري، ودستوره، ومؤسسات دولته، السلطة التشريعية التي زوّرت الانتخابات، رشاوي الحزب الوطني، هتك الأخلاق العامة في مصر، أنا أتحدث عن جرائم متعددة، 150 الف بنات إعدادي وثانوي متزوجات عرفي، مبارك متهم باللجوء لاستيراد غشاء بكارة صيني مغشوش من أجل التغطية عن الأخلاق التي دمرها في المجتمع، حيث كان يتكلف بهذا الملف كلا من جمال مبارك ووزير الداخلية، كانا يحاربا الله ورسوله، لا أستبعد أن يكون مبارك ادعى الألوهية ولهذا بطش به المولى عز وجل بالرغم من دعم أمريكا واسرائيل له.
-
لماذا لم تقدم هذه الأدلة للمحكمة المصرية؟
-
سوزان مبارك حرة طليقة بعد كل جرائمها، وقالوا إنها هدّدت المشير أنه لو قدم أدلة للمحكمة ستكشف أشياء عنه، بالرغم من أنها تبقى اشاعة، ولا أعرف مصداقيتها، غير أني أتساءل لما لم يصدر المجلس بيان، ولماذا لم تحاكم سوزان.
-
ما مصير القضية الفلسطينية في ظل الظروف المصرية الراهنة؟
-
مصيرها يتوقف على الوضع المصري، وعن مستقبل الحكم فيها، فلو رفعت مصر رأسها لرفعت كل المنطقة رأسها.
-
يقولون إن معاهدة كامب ديفيد، ميتة ومصر تجددها كل مرة، ما مستقبلها بعد الثورة؟
-
المعاهدة ليس لها وقت، وليس لها نص على انتهائها، ويجوز إلغائها بعد انتهاكها من أحد الطرفين واسرائيل تنتهكها يوميا مما يعطي لنا الحق في فسخها، لكن القيادة المصرية ليس لها إرادة لغاية اليوم في إلغائها.
-
يتهم الاسلاميون على غرار الإخوان، أنهم يفتقرون لبرنامج سياسي قوي، وأنهم يحاولون ركوب الثورات؟
-
أبدا، ليس صحيحا، هم جزء من المجتمع المصري، ولديهم برامج، والشعب المصري هو الوحيد القادر على تحديد من هو البرنامج الأصلح.
-
ماذا يربطكم بالجزائر، وكيف ترى مستقبل العلاقة بين الجزائر ومصر في حال ما إذا تقلدت مناصب الحكم؟
-
أنا أعرف الكثير من قيادات الجزائر، الرئيس بوتفليقة رجل قومي عروبي التقيته عدة مرات، وهو من الرجال المثقفين جدا عكس باقي القادة العرب، ولو ربطت علاقات متينة بن البلدين وإحيائها بعدما قتلها مبارك لشكلنا محورا قويا جدا في المنطقة يحسب له ألف حساب، ولدينا كل الإمكانيات والمؤهلات والآليات لتحقيق علاقات قوية في كل الميادين.