-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عظيمي‭ ‬يؤكد‭ ‬تزايد‭ ‬التنافس‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬

ضغط‭ ‬الجزائر‭ ‬بدّد‭ ‬التدخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء

الشروق أونلاين
  • 4625
  • 0
ضغط‭ ‬الجزائر‭ ‬بدّد‭  ‬التدخل‭ ‬الأجنبي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭ ‬والصحراء

تتسارع وتيرة الصراع بين القوى العظمى على منطقة الساحل والصحراء، سيما بين واشنطن وباريس، بدءا من ما يعرف بمكافحة “القاعدة” في الساحل وصولا إلى ليبيا التي تواصل قوات الناتو قصفها خاصة على طرابلس، وإعلان الولايات المتحدة عن إنهاء مشاركة قواتها بصورة مباشرة في العملية العسكرية، وسط مؤشرات واتهامات من قبل الأمم المتحدة لهذه القوات بارتكاب مجازر في حق الشعب الليبي، واتهامات منظمة هيومان رايتس ووتش الثوار بارتكاب تجاوزات بحق المدنيين المؤيدين للعقيد القذافي.

  • يرى الخبير الجزائري في الشؤون الأمنية، احمد عظيمي، في اتصال مع “الشروق” أنه بالرغم من وجود اتفاق معلن على الإطاحة بالزعيم القذافي، إلا أن هناك أبعاد وصراعات خفية بين الأطراف المتحالفة، ويأتي الصراع الفرنسي الأمريكي في مقدمتها ويشكل الصراع الرئيسي في القارة السمراء تحديدا، مؤكدا أن الزيارتين المتتاليتين لوزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه، وقائد القوات الأمريكية في إفريقيا الجنرال، كارتير هام، إلى موريتانيا خلال اليومين الأخيرين، تعتبران من أهم مؤشرات التنافس بين الدولتين في المنطقة، موضحا أن ذلك يأتي بعد تزايد‭ ‬النشاط‭ ‬الإرهابي‭ ‬في‭ ‬موريتانيا،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬المواجهتين‭ ‬الأخيرتين‭ ‬للجيش‭ ‬الموريتاني‭ ‬مع‭ ‬عناصر‭ ‬من‭ ‬تنظيم‭ ‬‮”‬القاعدة‭ ‬في‭ ‬بلاد‭ ‬المغرب‭ ‬الإسلامي‮”‬،‭ ‬الذين‭ ‬استخدموا‭ ‬أسلحة‭ ‬جد‭ ‬متطورة‭ ‬قادمة‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭.‬
  • ووصف المتحدث موريتانيا بالمنطقة الرخوة، والحلقة الأضعف في شمال إفريقيا، مؤكدا أنه كلما أرادت فرنسا وأمريكا فرض شيء معين في المنطقة، تبدآه من موريتانيا، وذلك لأسباب تتعلق بحسب المتحدث بالفقر والمديونية والمشاكل الاجتماعية.
  • وشدد المتحدث على أن دور وضغط الجزائر أجّلا بحسبه التدخل الأجنبي في المنطقة، من خلال مسارعتها إلى تنسيق جهود دول الساحل في مكافحة الإرهاب، بتشكيل قوة عسكرية مشتركة، مشيرا إلى وجود إرادة غربية في تقسيم ليبيا طوليا، كما قسمت العراق، والسودان، وأشار إلى أن الجزائر‭ ‬معنية‭ ‬بهذه‭ ‬الإرادة،‭ ‬وقال‭ ‬‮”‬إن‭ ‬الغرب‭ ‬ينتظر‭ ‬ضعف‭ ‬الدولة‭ ‬للمحاولة‮”‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬الخريطة‭ ‬العربية‭ ‬ستتغير‭ ‬تماما‭ ‬خلال‭ ‬العقدين‭ ‬القادمين‭.‬
  • وأضاف الخبير أن أهداف باريس وواشنطن في منطقة الساحل أصبحت معروفة، حيث تسعى الأخيرة إلى بسط تواجدها الفعلي وبشكل مكثف في المنطقة بدعوى متابعة تحرك العناصر الإرهابية، وتركز أكثر على دول موريتانيا ومالي، أمام الموقف الجزائري الرافض لأي تدخل أجنبي في المنطقة، مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬حماسة‭ ‬الإليزيه‭ ‬بالإطاحة‭ ‬بنظام‭ ‬معمر‭ ‬القذافي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬آخر،‭ ‬ويتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستي‭ ‬للثوار،‭ ‬وحنينها‭ ‬إلى‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬القارة‭ ‬السمراء‭ ‬خاصة‭ ‬مستعمراتها‭ ‬القديمة‭.‬
  • وأشار المتحدث إلى تصنيف وزير الدفاع الأمريكي، ليون بانيتا في تصريحات له “عبد الملك درودكال” ضمن قائمة 20 “قائدا مهما” في تنظيم “القاعدة”، معتبرا ذلك بخطوة نحو بسط أمريكا نفوذها في المنطقة وبالتحديد في موريتانيا قصد القضاء على هذا القائد مستدلا بقول الوزير الأمريكي‭ ‬‮”‬وإذا‭ ‬تمكنا‭ ‬من‭ ‬القبض‭ ‬عليهم‭ ‬سنكون‭ ‬قد‭ ‬فزنا‭ ‬إستراتيجيا‭ ‬على‭ ‬تنظيم‭ ‬القاعدة‮”‬‭.‬
  • وذكر الدكتور عظيمي دراسات تفيد بابتعاد أمريكا عن الخليج نحو إفريقيا، حيث أوضح أن الولايات المتحدة ستجلب حوالي 20 بالمائة من احتياجاتها النفطية من إفريقيا خلال العقد المقبل، مقابل حرص فرنسا على الاستحواذ على الكعكة النفطية الإفريقية”.
  • وأكد الخبير في الشؤون الأمنية، عدم إمكانية فصل التنافس الأمريكي الفرنسي حول ثورات المنطقة، ففرنسا ترغب في اختراق المنطقة خاصة ليبيا وموريتانيا، والإرادة الأمريكية في اختراق موريتانيا، مضيفا أن الصراع الخفي بين البلدين على النفوذ في المنطقة خدمة لمصالحهما الاقتصادية‭ ‬سيبقى‭ ‬قائما‭ ‬ريثما‭ ‬تتحد‭ ‬دول‭ ‬المنطقة‭ ‬وتقف‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬هذا‭ ‬التنافس‭ ‬ـ‭ ‬يضيف‭ ‬المتحدث‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!