الرأي

Sonabrosse

في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات كنا طلبة في جامعة الجزائر، وكان يدرس معنا طالب أوتي بسطة في الجسم، و”بلادة” في الفهم، ودناءة في السلوك، وكان أذنا وعينا علينا، حيث كان يبلغ بعض أساتذتنا ما كنّا نتندّر به عليهم.. ولهذا كان “متكلا” في النجاح عند أولئك الأساتذة – وهم قلة- على الخدمات التي يقدمها لهم.. ومن الأمانة أن أشير إلى أن أولئك الأساتذة كانوا محصنين ضد “جراثيم” هذا الطالب الذي أصبح فيما بعد شيئا مذكورا.. لأنه صار “قياديا” في أحد الأحزاب التي لا تعرف للعلم قيمة، ولا لأهله احتراما.
في تلك السنوات كان أكثر شركاتنا الوطنية تبدأ بلازمة “SONA”، التي تعني “الشركة الوطنية”، ثم يأتي المقطع الثاني الذي يدل على المجال الذي تنشط فيه كل شركة مثل “سوناطراك” و”سوناريم” و”سوناكوم”…
ذات يوم دخل علينا الأخ “ح.ب” في القاعة رقم 06 من البناية القديمة وقال: لماذا لا نقترح على المسئولين تأسيس شركة تحت اسم “سونابروس”.. وأنا أقترح أن يكون رئيسها المدير العام (P.D.G) هو “ع.ك.ع”، أي الطالب المشار إليه في صدر هذه الكلمة.
حاولنا أن ننجز “هيكلة” لهذه الشركة من مديريات ومصالح إدارية وتقنية، ثم توقفنا لأننا لم نجد العدد الكافي لمن سيستخدمون في هذه الشركة.
منذ عشرة أيام ونيف التقيت أحد زملاء الدراسة في الجامعة، وبعد التحية والاستفسار المتبادل عن الأحوال الخاصة والعامة، قال لي: هل تذكر ما اقترحه علينا الأخ (ح.ب) من تأسيس شركة باسم “سونابروس”..
ضحكنا حتى سالت دموعنا، واسترجعنا ذكرياتنا، وتذكرنا زملاءنا أحياء وأمواتا، ثم قال لي صاحبي: أرى أن الوقت مناسب جدا للتذكير بتأسيس هذه الشركة.
فقاطعته مستفسرا عما يراه مناسبا لتنفيذ اقتراح زميلنا (ح.ب) الذي كنا نسميه “موح La R.S.T.A”، لأنه كان يرتدي قميصا من قمصان عمّال RSTA، فقال: لقد كثر المتملقون على جميع المستويات، وقلت المروءة أو كادت تنعدم.. وازدهرت ممارسة “الشيتة”، وانخرط فيها أشباه النسوان وشبيهات الذكران.. وهنا سألته عن كيفية معرفتهم، فقال: استمع إلى المحطات الإذاعية وشاهد القنوات وستعرف هؤلاء المتملقين والمتملقات سيماهم وسيماهن في لحن القول، واتحاد الجميع على (….).

مقالات ذات صلة