“السي عبد الله رفض كتابة التاريخ بالممحاة.. واغتيال كريم بلقاسم في الجزء الثاني”

كشف دحو جربال أن الجزء الثاني من مذكرات لخضر بن طوبال ستصدر قريبا بكل تفاصيلها دون أي حذف أو تحفظ، مؤكدا أن السي عبد الله قد تطرق إلى كل التفاصيل التي عرفها في تونس، بما في ذلك قضية تصفية كريم بلقاسم ورفض جربال الخوص في تفاصيل هذا الجزء إلى غاية صدوره.

وأكد المتحدث لدى تقديمه لمذكرات الراحل لخضر بن طوب لامس الأول بمكتبة الشهاب أن النسخة التي بين أيدي القراء هي نفسها التي واقف عليها المجاهد الراحل وتعطل صدورها 35 كاملة. وأضاف جربال قائلا إن السي عبد الله رفض نشر هذه المذكرات عندما طلبت منه “لسناد” حذف الأسماء وترك الحروف الدالة فقط، وقال بن طوبال: “لا نكتب التاريخ بالممحاة”. كما فشلت المفاوضات مع دور النشر الفرنسية التي أرادت نشر الجزأين مع بعض بحثا عن المقروئية في فرنسا على حساب القارئ الجزائري.

وأكد جربال في معرض رده على أسئلة القاعة أن بعض ما ورد في المذكرات من خلافات الثورة بين القادة يجب وضعه في إطاره التاريخي والزمني لأنه شيء عادي وحدث في كل ثورات العالم.

واستغل جربال فرصة تقديمه لمذكرات بن طوبال للعودة للمغامرة التي قادته رفقة محفوظ بنون لخوض غمار هذه التجربة التي تعتبر نتاج مسار جامعي أكاديمي وبحثي توصل خلاله جربال إلى تغيير طريقة التعامل مع التاريخ على إثر النقاش الذي فتحه المؤرخون الشباب في الجزائر مع المؤرخين الفرنسيين الذين كانوا يرون بأنه لا يمكن كتابة التاريخ إلا عن طريق وثيقة مكتوبة.

ويقول جربال إن فرنسا تحتكر الأرشيف، وعليه، فإنه بالنسبة لنا كشباب لم يكن ممكنا أن نسلك طريقا نكتب فيه تاريخنا انطلاقا من الأرشيف الفرنسي، فقررنا الاتجاه إلى الخزان الحقيقي لكتابة التاريخ وهو الشاهدات الحية للمجاهدين وشهود الذاكرة.

من جهة أخرى، رفض جربال استعمال مصطلح “الباءات الثلاث” أثناء الحديث عن بن طوبال، لأنه مصطلح ابتكرته الصحافة الفرنسية وتبناه افكوريار ودرج استعماله في فرنسا التي تختصر دائما الحركة الوطنية الجزائرية ونضال أزيد من قرن في “حرب الجزائر”.

وقد أعادت منشورات الشهاب إصدار طبعة ثانية للمذكرات في 1000 نسخة بعد نفاد الطبعة الأولى في الأسبوع الأول من إطلاقها.