-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المطرب الراحل نور الدين السطايفي:

النموذج المثالي للأغنية السطايفية الأصيلة

صالح عزوز
  • 2616
  • 1
النموذج المثالي للأغنية السطايفية الأصيلة
ح.م

هو مطرب وفنان، من مدينة الهضاب العليا “سطيف”، رغم أن المنية وافته في منتصف الثمانينيات إلا أن صوته لا يزال إلى حد الساعة يغازل كل زوايا المدينة، استطاع بخفة روحه وجودة ما يقدمه في ذلك الزمان، أن يخلد اسمه، وبالرغم من أن التوثيق لهذا الفنان قليل جدا، سواء في ما يتعلق بحياته أم بمسيرته الفنية وكيف كانت البداية وحتى كيف وافته المنية، إلا أنه يبقى صوتا مسموعا في الجزائر عامة وفي مدينة سطيف والشرق خاصة، وتبقى رائعة “خالي يا خالي” و”يا صالح”، وغيرهما شاهدتين على هذا الصوت الصداح، الذي رحل في أوج العطاء وفي وقت ذاع صيته في الأغنية السطايفية الهادفة.

لعل الشيء الذي يشهد له الكثير ممن أحبوا أغانيه في تلك الفترة، وكذا في يومنا هذا، أنه استطاع أن يقدم أغاني عاطفية وأخرى راقصة وكذلك معبرة عن واقع معيش بطريقة خفيفة مفهومة، تنوعت فيها الآلات الموسيقية المستعملة في تلك الفترة، سمحت له بأن يصنع لنفسه نموذجا تستطيع أن تسميه نموذجه هو، أي “نور الدين السطايفي” دون غيره، كما أنه كان يؤدي في كل مرة أغنية جديدة دون أن يذهب إلى التقليد أو التكرار الذي نراه اليوم ونعيشه في الأغنية الجزائرية عامة والسطايفية خاصة، بالإضافة إلى هذا، أن الميزة التي تميزه عن غيره كذلك، حتى وإن لم يكن بينهم اليوم، وهي أن همه في الأغنية السطايفية كان التركيز على أهم شيء فيها، وهما اللحن المميز والكلمات الجيدة المنتقاة والبعيدة عن الكلام السوقي الذي أصبح ينتشر اليوم في أوساط الفنانين، لكل الأنواع في الجزائر، وليس النوع السطايفي فحسب.. كل هذا، مكنه من أن يوصل إلى كل من أحبه أو استمع إليه أغنية ذات جودة عالية، تطرب الآذان وتدغدغ الحس.

لقد تزامن حضور هذا الفنان الفذ في الأغنية السطايفية، في فترة من الفترات الصعبة التي مرت بها الجزائر إلى حد اليوم، حتى وإن رحل بسنوات، وهذه ربما من الظروف والأحداث التي قد تكون سببا مباشرا، في عدم الاهتمام بالسجل الغنائي لهذا الفنان، الذي قدم للثقافة الجزائرية في الفن الأصيل روائع تبقى مسجلة بأحرف من ذهب في مكتباتها، ورغم كل المد والجزر الذي تعيشه الساحة الفنية في الجزائر، إلا أنها حافظت على مكانتها في قلوب محبيه إلى حد اليوم، فلا تعجب حين تسمع الكثير من الأصوات تنادي بضرورة الاحتفال بهذا المطرب اليوم، وتخليد ذكراه، بل وذهب الكثير أبعد من هذا، وهو جعل تمثال له في قلب المدينة.

لقد كان الراحل “نور الدين السطايفي” ملهما لكل شاب أتى من بعده، في النوع السطايفي، فكل أخذ نصيبا من هذا الأيقونة بطريقة أو بأخرى، ولعل خير دليل، أن الزمن لم يتجاوز كل أغنية قدمها هذا الفنان وما زالت إلى حد الساعة تردد وتكرر دون ملل ولا كلل، بين عشاق النوع السطايفي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • الشيخ المهدي

    عليه ألف رحمة وعلى كل الفنانين الجزائريين الذين لم يقلدو فناني المشرق العربي (( أحب كل الأغاتي الجزائرية باستثنا أغاني المرحوم العنقيس ربي يرحمه ويسكنه فسيح جنانه رغم أن كثير من الجزائريين يفضلونه )) .