-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شعبان في رمضان

عمار يزلي
  • 2387
  • 4
شعبان في رمضان

كان علي، قبل ليلة الشك، أن أتيقن أني في كامل جاهزيتي وتحضيري المادي والمعنوي لاستقبال رمضان! فعندما يدخل شعبان، يحضر شعبان نفسه لرمضان! لهذا أول ما بدأت به، هو تحضير غرفة النوم! غرفة الدفن! فقمت بزيارة تفقدية إلى سوق البالة أكثر من مرة بحثا عن وسائل تأمين النوم الثقيل والضوء المنعدم.

اشتريت قبل ذلك “ناموسية” صحية “أورطوبيديك” بسعر زهيد! باعه لي جار، بعد أن توفيت والدته التي ظلت مستلقية عليها لأكثر من 4 سنوات، قبل أن تقرر أخلاء سبيله لشعبان ليصوم عليه رمضان!

النوم 15 ساعة أو أكثر، يتطلب سريرا صحيا، وإلا فإنك لا تستطيع أن تصوم جيدا! الصيام يتطلب جودة النيام. كما اشتريت بيجاما جديدة.. أي من البالة دائما! لأن قديم البالة، خير من الجديد البالي!! ثم قمت بشراء “الريدويات” لنافذتي! اخترتها بلون أسود قاتم! لا يمكن للضوء أن يعبره!!

قبل أسبوع، أنهيت طلاء غرفتي بلون أزرق داكن (تحسب روحك راك في مستوصف!). ثم قمت بمجموعة تغييرات في البيت! ركبت للباب زكروما أسود، بل استبدلت الأول الذي اشراه لي ابني وكان بلون نحاسي! اللون النحاسي، نحس! يبرق في الليل وفي النهار. باب الخزانة الأوسط الرمادي والمرآة، غطيتهما بـ “زاورة”، كوفيرته كحلاء (تحسب هي اللي راها باغية ترقد وخايفة من البرد في عز الحر).

مع الناموسية، اشتريت 30 قرصا طاردا للناموس! أنا لا أنام والناموس في ناموسية واحدة، ولا في بيت واحد! يا إما أنا يا إما الناموس! ناموسة واحدة تكفي لكي أبقى فاتحا عينيّ كالبروجكتور طوال الليل! ثم لأن ناموس هذا البلد، مش ناموس! حمام زاجل! طائرات أباتشي.. أف16! الناموس عندنا لا يلسع.. يعض! عنده أسنان وأنياب! دراكويلا، يمص مش غير الدم، يسف المخ!. ثم قمت بشراء عوازل أسفنجية بلاستيكية مضادة للصدى وللصوت، “زفت” بها حواشي النافذة والباب، حتى لا يدخل صوت ولا حتى هواء! لم أكتف بهذا، اشتريت من عند الصيدلي زوجا من سدادات الأذن، أغلق بهما أذنيّ إذا نمت، وغطاء على عينيّ، حتى هو كان أسود اللون، حتى إن أبنائي لما رأوني أستعملها في تمرين التحضير، سموني “بيرات دي كارييب”! كنت أبدو كالقرصان!

وبعد أن أكملت كل الترتيبات، كان علي أن أقوم بتمرينات تجريبية للتأكد من السلامة الأمنية في مجال النوم! لا مجال لدخول شعاع، ولا صوت ولا رائحة. ولا مجال لدخول أي كائن حيواني عندي في البيت من أبناء وبنات وزوجة! لهذا “الزكروم الداخلي كان ضرويا” وتغليف الباب من الخارج بجلد مبطن بالإسفنج لامتصاص الصوت كان أكثر من ضرورة! وفي الأخير، كتبت هذا الإعلان وعلقته على باب البيت: “إياكم والضجيج، والتقرقيج والطبطيب والهدرة بالسمع.. السكوت.. أنا نائم”.

بعد كل هذا، بدأت تجربة الصوت (كأني مهندس صوت، أحضر لبث برنامج على المباشر: بوغوفالة، راني داخل للبيت، شوف أرفع قرزيك وعيط باش نعرف واش نسمع وإلا لا! يالله عيط، زيد، زقي، بالفور، سمع مليح! زيد، ما نيش نسمعك.. مالك؟ ماراكش تسمع، راك أطرش؟ راني نقول لك توغ، على صوتك! لم أسمعه، فخرجت إليه بعد أن فتحت الباب! واش راني نقول ليمات يماك؟ ما تفهمش؟ راني نقول لك عيط وزقي بالسمع! راني ندير التجربة الصوتية.. يالله! فيرد علي: بابا.. راني نزقي، راهم سمعوني حتى الجوارين! حلقي راه نجرح! قلت له ساعتها: آآآه… صحة… “سيبون” غاية… مليح! الدعوة راها مريقلة.. الندا ما يفوتش! 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • anahouwa

    العيد الصغير قبل رمضان يا صاحبي

  • Mohamed

    والله مقالات رائعة تنحى علينا الهموم تاع السياسيين واصل برافو

  • الهاشمي

    ههههههههههه والمشكلة الاذان كيفاش تسمعه كي تكون راقد هههههه ورمضان مبارك للجميع الجزائريين والامة الاسلامية والعربية

  • Abdellah de France

    الله يعطيك الصحة
    و الله ضحكتني مليح
    اني من المداومين على قراءة مقالاتك باش نفرج على روحي لان السياسة قتلتنا حزنا
    واصل يرحم والديك

    مغربي عاشق النكتة الجزائرية