-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في شهر الحب

آباء وأصدقاء يقدمون الحب والمشاعر النبيلة مقابل المصالح المادية

نسيبة علال
  • 1336
  • 1
آباء وأصدقاء يقدمون الحب والمشاعر النبيلة مقابل المصالح المادية
ح.م

يتحجج الناس في وقتنا هذا بقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: “تهادوا تحابوا”، فلا يربطون الحب إلا بالأشياء المادية، ومنه نلاحظ طغيان الماديات على العلاقات الاجتماعية السامية، حتى باتت هذه الأخيرة مرتبطة بما يقدمه فلان من هدايا، وما يمنحه من مال، وتحول الحب والود من شعور طاهر فطري وغير مشروط، إلى نتيجة لاجتهادات الطرف الآخر في ما يمكن أن يهديه.

أولياء يفرقون بين أولادهم لأجل المال

مثلما هناك أولاد ماديون، هناك أولياء كذلك، وتظهر صفاتهم هذه غالبا عندما يتقدمون في السن. والأسوأ في الموضوع، أن مادية الآباء لها انعكاسات أكبر على العائلة الكبيرة، وعلاقة أفرادها في ما بينهم. فتقسيم الحب وفق شروط، وعدم التحرج من إظهار ذلك، يورث الكراهية والحساسيات بين الإخوة وأبنائهم أيضا، محدثا شروخا وانشقاقات. وهو ما يعيشه مصطفى، ويخاف من تطوره مع الوقت، خاصة أنه أب أيضا: “والداي شخصان مكتفيان ماديا، ولكل منهما معاش تقاعد خاص، ومع هذا يرغبان في الحصول على المزيد من المال مني ومن أختي الكبرى، وبحكم مدخولنا الضعيف ومسؤولياتنا الكثيرة، نبدو وكأننا مقصران تجاه تزويدهما بالمال، مقارنة بما يمنحهما أخي الغني.. هذا الأمر يجعل والدينا يفرقان بيننا، ويخصانه بالحب والاهتمام، ويفضلان في الضيافة ببيته، كما أنهما يحرجاننا أمام أزواجنا وأولادنا وبقية الأقارب بالإفراط بمدحه وجعلنا نشعر بالتقصير”.

“ابني يفضل والده”                                 

عبارة تتردد كثيرا على ألسن الأمهات، يشتكين من خلالها انحياز أبنائهن حيال الأب، ذلك أنهم ورغم كل ما يقدمنه من حب ورعاية واهتمام وتضحيات، لا يتم تقديره مقارنة بما يقدمه الوالد من مال أو هدايا، فقد تسهر الأم على تعليم ابنها، ومتابعته منزليا أو بدروس دعم خصوصية، تتستر على أخطائه في المدرسة وتتجاوزها بالنصح من دون عقاب، بالإضافة إلا كل تضحياتها أيام الامتحانات، من سهر وتحضير وجبات خاصة والتعامل مع هذه الفترة على أنها مناسبة استثنائية، في النهاية كل ما يقدره الابن بعد النجاح ويظهر له الحب والامتنان، هو هدية والده. تقول ياسمينة، أم ومربية في روضة أطفال: “إنني ألاحظ يوميا كيف يتحول الحب إلى عملة صالحة للمقايضة، فقط بأشياء مادية، كيف يقفز أبنائي في البيت أو في العمل إلى الطرف الذي يجلب معه هدية أو طعاما..”. حول هذه النقطة، استشرنا الأخصائية النفسية، نعيمة فوزي، فيما إن كان هذا التوجه فطريا ليرافق الطفل لفترات عمرية أخرى، أم إن له أسبابا أخرى؟: “إن الطريقة التي يمتدح بها الأولياء أبناءهم في سن مبكرة، بمنحهم هدايا مقابل سلوكهم المنضبط تجاههم، وتقديم رشاوى على شكل لعب أو حلوى من أجل أن يبدي الطفل احترامه لوالده، أو هدوءه في وجود الضيوف، سلوكيات تجعل المشاعر والأحاسيس والتصرفات تستدعي مقابلا ماديا، وإن لم يكن هنالك مقابل، فإن الطفل الذي سيصبح شابا بالعقلية ذاتها، يجد أنه لا داعي لإبداء الاحترام أو الحب أو التقدير لوالديه أو لأصدقائه أو العائلة.

 بغض النظر عن تبادل المشاعر النبيلة بين الأولياء وأبنائهم، ووجود شروط لذلك أم لا، يمكن أن نلاحظ هذا الأمر في بقية العلاقات الاجتماعية، كالصداقة والزمالة، إذ أصبح الصديق يحب صديقه ويكن له الود والاحترام لأنه يجلب له الهدايا من سفراته، ويقدم له الإعانات المالية كلما كان في حاجة إليها. غير ذلك، فهو لا يصلح للصداقة ولا للحب. والسلوك الأبشع، الذي ظهر في المؤسسات التربوية مؤخرا، الذي ينشأ عليه هذا الجيل الأخير دون رقابة، هو أن فئة من المعلمات تبدي حبها واهتمامها الزائد ببعض التلاميذ الذين يحرصون على إهدائها في كل مناسبة كالأعياد وعيد المرأة والأم ونهاية السنة، وتخصهم بمعاملة استثنائية عن بقية أقرانهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Aissa

    الله يهدي ماخلق .الكل يلهث وراء الماديات ويقولك الدنيا تبدلت حتي الاباء والاخوة فيما بينهم المادة تحرك الوجدان و لي اكبر تجربة في حياتي .المهم "ويبقى وجه ربك ذو جلال والاكرام".الله المستعان