-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مباحثات موسّعة مع فاعلين غربيين وإقليميين لإيجاد تسوية سلمية

الجزائر في قلب حراك دبلوماسي حول النيجر

الجزائر في قلب حراك دبلوماسي حول النيجر
أرشيف

وسّعت الجزائر من تحركاتها الدبلوماسية، لتجنيب النيجر أزمة أمنية وشيكة، وجلب تدخل خارجي من شأنه الانزلاق بمنطقة الساحل إلى فوضى غير محسوبة العواقب، كما تحضّر له قوى غربية وأخرى محيطة بالجارة الجنوبية للجزائر.
تحركات كثيفة تجريها الجزائر، التي عبّرت عن موقفها من تحرك الجيش بالنيجر للإطاحة بالرئيس المنتخب، محمد بازوم، وكان موقف الجزائر ثابتا من مسألة الانقلابات وهو رفض الوصول إلى الحكم بالقوة، إضافة إلى رفض التدخلات العسكرية الأجنبية.
وناقشت الجزائر الأزمة الخطيرة والمفاجئة في النيجر، مع عدة فاعلين على المستويين الإقليمي والدولي، وآخرها ما تناوله مسؤول الدبلوماسية الجزائرية، أحمد عطاف، مع مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل.
وحسب بيان للخارجية، أبلغ جوزيب بوريل عطاف، بما أقره الاتحاد الأوروبي من إجراءات ضد منفذي الانقلاب العسكري في النيجر، حيث تمحور الاتصال بين الرجلين، حول التطورات المقلقة في النيجر، وتبادل الطرفان وجهات النظر والتحاليل بخصوص مستجدات الأوضاع في هذا البلد الشقيق والجار، وما تمثله من أخطار عليه وعلى منطقة الساحل الصحراوي برمتها.
وشدّد الطرفان، بحسب المصدر “على ضرورة توحيد الضغوط السياسية والدبلوماسية، لضمان العودة إلى النظام الدستوري في جمهورية النيجر، عبر عودة محمد بازوم إلى منصبه كرئيس شرعي للبلاد”.
ومن جانبه، جدّد الوزير أحمد عطاف التأكيد عن قناعة الجزائر بضرورة إعطاء الأولوية للمسار السياسي والدبلوماسي، بالنظر لما يحمله خيار اللجوء إلى القوة من تداعيات لن تزيد الأوضاع إلا تأزّما وتدهوراً محلياً وإقليمياً. وقبل ذلك بساعات، أبلغ الوزير عطاف مبعوث رئيس نيجيريا التي تترأس المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس)، رفض الجزائر لخيار القوة في التعامل مع أزمة النيجر نظرا لخطورته على المنطقة بأكملها.
وأكد بيان لوزارة الخارجية، أنه “بتكليف من السيد رئيس الجمهورية، استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، السيد أحمد عطاف، اليوم، المبعوث الخاص لرئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية، السيد باباغانا كينجيبي، الذي حلَّ بالجزائر ظهيرة الجمعة”.
وحسب البيان، “تندرج هذه الزيارة في إطار تبادل الآراء والتشاور حول تطورات الأوضاع في جمهورية النيجر، حيث جدّد الوزير أحمد عطاف التعبير عن موقف الجزائر الرافض للانقلاب العسكري على الرئيس الشرعي في هذا البلد الشقيق والجار، والداعي إلى عودته إلى منصبه الدستوري بصفته رئيس جمهورية النيجر”.
وتعكس هذه الاتصالات التي تجريها قوى إقليمية، مع الجزائر لبحث الأزمة في النيجر، محورية الدور الجزائري في المنطقة، وعدم المضي نحو أي خطوة أو تسوية دون مراجعتها والعودة إليها، خاصة وأن أي عمل خارجي في النيجر من شأنه أن يثير اضطرابات كبيرة ستكون لها انعكاسات سلبية على الأمن الوطني الجزائري.
وتخشى الجزائر من أن تنزلق النيجر إلى العنف، إثر الانقلاب الجاري على الرئيس المحتجز، محمد بازوم، ما قد يخلّف بؤرة توتر أخرى في الساحل الإفريقي، الذي يشتكي أصلا من عدم الاستقرار، بفعل الانقلابات المتكررة، وخطر الجريمة العابرة للحدود، والتطرف المسلّح، الأمر الذي عبّرت عنه صراحة إما بالمواقف الصادرة عن الخارجية، أو ما قاله رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في لقائه مع الصحافة الوطنية، مساء السبت، والذي أكد فيه أنه “يجب العودة إلى الشرعية الدستورية في النيجر، وندعوا لحل سلمي للأزمة في هذا البلد”، مضيفا: “نحن مستعدون لتقديم المساعدة في حال طلبوا منّا”.
ويقول المراقبون، إن جهود الجزائر الدبلوماسية بين المتداخلين في الأزمة المعقدة، خاصة أوروبا وعلى رأسها فرنسا و”الإيكواس” والتي تطالب بعودة بازوم إلى الحكم، هدفها هو ضمان استقرار المنطقة وعدم اندلاع مواجهات بين فرنسا والنيجر، عبر إيجاد تسوية بين الطرفين، كفيلة بعدم جر المنطقة ككل إلى حرب طويلة ومأساة جديدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!